رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المؤلف محمد زناتي يتحدث لـ"البوابة نيوز": "أحلام" تنقذ "محطة مصر" من قوى الشر.. أعمل مع المخرج رضا حسنين على إحياء التراث وتعريف الأجيال الجديدة به.. وللإرهاب دور مؤثر في خطف الأحلام

المؤلف محمد زناتي
المؤلف محمد زناتي يتحدث لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«جه خلاص وقت السلام بين الأحبة مفيش وداع.. لازم تكون الأيد فى الإيد ولا نرضى أبدا بالخداع.. واللى يفكر إنه يمحى شمسنا ملهوش مكان فى أرضنا ولا قلبنا ولا حلمنا ولا بد يرحل عننا.. آذان بيعرف مئذنة وجرس كنيسة يضمنا ولا نفترق عن بعضنا حضن الوطن بيلمنا.. الناس دول مش مننا لا شبهنا ولا زينا.. مين اللى قال إن الدمار يبقى شريعة ربنا.. الحل سهل مش معضلة.. نزرع محبة فى حينا تطرح نهار مليان غناء والدنيا تبقى ملكنا...» هكذا تغنت «أحلام» العروسة الماريونت فى العرض المسرحى «محطة مصر» للأطفال، الذى يعرض يوميا على خشبة مسرح القاهرة للعرائس، التابع للبيت الفنى للمسرح، ذلك العرض الذى حقق نجاحا جماهيريا كبيرا بداية منذ افتتاحه فى عيد الفطر المبارك حتى الآن، والعمل من تأليف محمد زناتي، وإخراج رضا حسنين، موسيقى حاتم عزت، تصميم عرائس الدكتورة ريم هيبة، ديكور الدكتور سمير شاهين.
وتدور أحداث العرض فى محطة مصر، التى شُيدت فى منتصف القرن التاسع عشر وتحديدا فى ١٨٥٣، وافتتحت المحطة مع أول خط سكة حديد فى مصر فى ذلك الوقت بغرض نقل الركاب من القاهرة إلى الإسكندرية، وتم توسيع المبنى مرتين الأولى فى ١٨٩٢، والثانية فى ١٩٥٥، وكان يطلق عليها قديمًا «باب الحديد»، وأخرج المخرج يوسف شاهين فيلم «باب الحديد»، ودارت أحداث هذا العمل فى محطة مصر.
والتقت «البوابة» بمؤلف العرض لكى يتحدث لنا عن مشواره مع هذه الرحلة متى بدأت حتى وصل لهذا النجاح، وعن المشروع الذى يجمع بينه وبين المخرج رضا حسنين فى أكثر من عمل، إلى جانب مشروعه الفنى المقبل.
فإلى نص الحوار..


■ متى بدأت رحلة تأليف نص «محطة مصر»؟
- يجمعنى مشروع مع المخرج رضا حسنين، وهو فكرة إحياء التراث وتقديمه بشكل جديد، يتناسب مع كل المتغيرات الموجودة فى حياتنا، بهدف الوصول إلى تعريف الأجيال الجديدة به على المستوى الموسيقي، والكلمة، والشكل وغيرها من المستويات التى لا يعرفها الأطفال.
ومن ضمن هذا المشروع، فكرة «محطة مصر»، فهناك العديد من الأجيال بمراحل الطفولة لم يذهبوا إلى محطة مصر ولا يعرفون شيئا عنها، إضافة إلى بعض الأنماط البشرية الموجودة داخل المحطة من بينهم «بائع الترمس، بائع العرقسوس، والبلالين، بائع الكتب والمجلات»، وغيرهم من الشخصيات المختلفة، بموسيقاهم ونغماتهم القديمة المعروفة، وقد حاولنا إعادة إحيائها من جديد بشكل جديد ومعاصر يناسب الأحداث التى نمر بها فى واقعنا ونعاصرها فى الوقت الراهن.
وكانت الفكرة هنا أن البنت التى بداخل المحطة، وتم اختيار اسم لها بعنوان «أحلام»، الموجودة فى وسط هذه الزحام بداخل المحطة، تريد الوصول إلى مدينة الإسكندرية لقضاء إجازة المصيف، ولكن تظل هى الأحلام التى تنحسر وسط الازدحام ويطاردها المتطرفون والفوضى، متمنية الوصول مهما كانت هذه الصعاب والظروف المحيطة بها، فى ظل التعاون والتكاتف مع البعض بهدف الوصول إلى بر الأمان على أن حضن الوطن يضم الجميع رغم كل الخلافات، وهذا هو الأساس.


■ ما وجه الاختلاف بين نصوص الأطفال والشباب؟
- بالطبع هناك اختلافات، من بينها أن الوقت فى أعمال الأطفال قد يكون قصيرا عكس عروض الشباب، ويراعى مسرح الطفل مدة المسرحيات، بهدف إيصال المعلومة له فى وقت قصير وتركيز أكثر والقدرة على استيعابها، إضافة إلى مستوى الكلمة المقدمة للطفل، فهناك نصوص تتماشى مع الصغار والكبار، وتختلف هذه النصوص على مستوى الشكل والمضمون والكلمة والأفكار.
هناك خطورة فى التعامل مع الطفل من خلال الصورة المقدمة لهم، وتزداد هذه الخطورة فى العروسة الماريونت الملقنة أو المعلمة فى ذلك الوقت، والطفل يتعلق بالعروسة ويرتبط بها بشكل كبير جدًا، وتأثير هذه العروسة فى ثقافتنا يرجع إلى زمن بعيد متمثلة فى «خيال الظل»، و«الأراجوز»، وبالتالى لا بد أن يكون هناك حرص شديد فى شكل العروسة الماريونت ومدى قرابتها للطفل، وكيف يتعامل معها الطفل ويتعلق بها، فى صورة شخصيات مختلفة يتفاعل معها الطفل، والهدف الأساسى من صناعة هذه العرائس هو الطفل، والوصول له من خلال صورة مسرحية.


■ وما الصعوبات التى تواجهك فى الكتابة للأطفال؟
- اختيار موضوعات الطفل يواجه صعوبة شديدة فى ظل انتشار التكنولوجيا الحديثة المتمثلة فى الهواتف الذكية، والحاسوبات الآلية، والإنترنت، وغيرها وقدرة الطفل فى التعامل معها وتأثيرها الشديد عليهم، زاد من صعوبة اختيار موضوعات الأطفال، حيث أصبحت المعلومة متاحة الآن أمامه، وبات من الضرورى أن تكون منافسًا لتلك الأجهزة الذكية، حتى تستطيع جذب الطفل إلى ما تقدمه له.
■ لماذا تناولت فكرة الإرهاب فى هذا العمل خاصة فى الوقت الحالي؟
- لأنه موضوع نعيشه الآن، ولكن لم يتم التركيز عليه طول الوقت فى العمل، الهدف هنا هو إلقاء الضوء على عشوائية العالم أجمع، وذلك من خلال دور العروسة «أحلام» التى يحاوطها الزحام وكذلك الأصوات التى تتداخل عليها، ولكنها مهمشة وتحلم بالوصول إلى الأمان، وكان للإرهاب دور مؤثر فى خطف الأحلام، وتدعو دائمًا للترابط والتكاتف، وفى النهاية الجميع هم من وجدوا «أحلام».


■ كيف ترى حركة الكتابة المسرحية الآن؟
- هناك نقص شديد فى التأليف المسرحى للطفل، وذلك على مستوى المقدم من خلال الميديا الرسمية فى شاشات التليفزيون، ولا بد من الاهتمام بهذا الجانب فى الوقت الراهن لأنه الغد المنتظر.
وكانت ابنتى بمثابة الدافع الأساسى فى الكتابة للأطفال، ودور الكاتب فى هذه الفترة هو أن يزرع الكلمة بداخلهم، لأن هؤلاء الأطفال هم التربة الخصبة بالنسبة لنا، والتى يتم غرس البذرة بها حتى تنمو وتترعرع وتحصد فى صورة جيدة وبناءة، فلا بد أن يكون هناك ضرورة أكبر فى الاهتمام بمسرح وسينما الطفل، وكتاب وقصص الطفل، لأنهم الغد، ومسرح الطفل يعمل بشكل كبير وكل نجومه والعاملين به كبارا، فى فنه وذوقه وإخلاصه فى العمل.
■ وما المشروع الحالى الذى تعمل عليه؟
- جار التجهيز على تجربة فنية جديدة بعنوان «أمادو»، وذلك عقب عرض «محطة مصر»، حيث يتجه هذا العرض نحو أفريقيا، ويتناول الحديث عن طفل أفريقى يحمل نفس أحلام المصريين فى الجنوب، يتم خلال هذه التجربة تقديم الثقافة الأفريقية، وذلك بمناسبة عام مصر- أفريقيا، وسوف يقدم هذا العرض على مسرح القاهرة للعرائس خلال الفترة المقبلة.