الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

حسن توفيق.. مجنون العرب

 اليوم ذكرى رحيل
اليوم ذكرى رحيل الشاعر الكبير الراحل حسن توفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى رحيل الشاعر الكبير الراحل حسن توفيق، الذي رحل عن عالمنا في 30 يونيو عام 2014، تاركًا إرثًا هامًا للشعر العربي، خاض فيه لعدة عقود، واحتفى به الكبار من الجيل السابق له والتاليين كذلك.
أصدر توفيق ديوانه الأول بالاشتراك مع الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة والشاعر محمد مهران السيد بعنوان "الدم في الحدائق" في ديسمبر عام 1968 وقد أثار ضجة نقدية كبرى بعد أن هاجمه الورداني وصالح جودت الذي وصف الشعر الحر التفعيلي بأنه "شعر غضروفي" حتى انعقدت ندوة في إذاعة البرنامج الثاني أدارها إبراهيم الصيرفي وشارك فيها صلاح عبد الصبور وسهير القلماوي وعبد الغفار مكاوي وفاروق خورشيد ناقشوا فيها الديوان وثمنوا قيمته الأدبية وأعلوا من شأن الديوان وردوا على قول صالح جودت.
تجول توفيق في مدن الشرق والغرب، فزار طوكيو ومدريد وباريس ولندن، لكن المدن العربية هي التي كانت تشوقه، خاصة الأندلس في إسبانيا التي يقول انه لم يزرها فلم ير غرناطة، وقرطبة اللتان شهدتا مجد الحضارة العربية الإسلامية في العمارة والفكر والشعر والموشحات؛ وظهرت حالة خاصة من العشق في شعره في مجموعته "عشقت اثنتين: توشكا – تمنراست" والتي حكى في تقديمها عن رحلته إلى الجزائر، وفي جنوبها مدينة تمنراست، حيث كانت المضيفة والدليلة شهيناز التي التقاها في قصة حب غرائبية خاطفة؛ وكان يشعر بالضيق حين يزور بلدًا عربيًا ويقال له أهلاً بك في وطنك الثاني، فقد كان يرى أن كل بلاد العرب أوطانه الأولى، رغم عشقه لمصر ومدحه الدائم القاهرة والنيل.
الشاعر الذي انتمى إلى رعيل الوسيط من شعراء الحداثة التفعيلية، لم يهجر الشعر الكلاسيكي بل ظلت لديه صولات وجولات فيه، وبعض القصائد في الديوان، خفيفة الأوزان، إيقاعية وغنائية، تظل ضمن مسروداته الشعرية الإبداعية في قصيدة التفعيلة، التي تظل فيها ضوابط القافية أحيانا، لكن بكل السلاسة اللغوية التي تمتع بها، حيث تحول إلى "مجنون العرب"، كما أسماه البعض، وكتب كتابين مقاميين في ذلك؛ ثم عاد إلى تحقيق أعمال الشاعر إبراهيم ناجي.
نال الراحل جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عن ديوان "انتظار الآتي" عام 1990، وجائزة أفضل قصيدة عن مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.