الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العشرون الكبار في «أوساكا»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اليوم وغدا، يجتمع العشرون الكبار فى العالم، هناك فى مدينة أوساكا اليابانية، فى أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها دولة اليابان، وهى الاجتماع الرابع عشر للمجموعة التى يطلق عليها اختصارا (G٢٠) لهندسة الاقتصاد العالمي.
«أوساكا».. تلك المدينة التى تحتضن فعاليات القمة، برزت كواحدة من أهم المدن فى اليابان خلال السنوات الأخيرة، حيث تستقطب ١١ مليون زائر دولى فى العام، وهى مركز اقتصادى وثقافى للنقل فى غرب اليابان.. يعود أصلها إلى العصور القديمة، حيث كانت بوابة لآسيا تجاريا ودبلوماسيا.. واستمرت فى النمو والازدهار كمركز حضارى وحافظت على تقاليدها وتاريخها الحيوي.
و«مجموعة العشرين» هى منتدى تأسس سنة ١٩٩٩ بسبب الأزمات المالية فى التسعينيات.. وتمثل الدول الأعضاء فى المجموعة، قرابة ٩٠٪ من إجمالى الناتج العالمي، و٨٠٪ من التجارة العالمية كما تمثل الدول الأعضاء ثلثى سكان العالم، فضلا عن الثقـل الاقتصادى لأعضاء المجموعة الذى يفضى عليها درجة عالية من الشرعية والتأثير على إدارة النظام المالى والاقتصادى العالميين.
وفى يوم ١٥ نوفمبر ٢٠٠٨، ولأول مرة فى تاريخها، اجتمع رؤساء الدول والحكومات وليس فقط وزراء المالية.. وينتمى أعضاء البلدان إلى مجموعة الثمانية و١١ دولة من الاقتصادات الناشئة والاتحاد الأوروبى العضو العشرين فيها، وتضم من القارة الآسيوية الصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية أما أفريقيا فتمثيلها متواضع حيث تمثلها جنوب أفريقيا فقط، أمريكا الجنوبية تمثلها الأرجنتين والبرازيل، وأوروبا تمثلها أربع دول من الاتحاد الأوروبى وهي: بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، إضافة لروسيا وتركيا وأمريكا الشمالية تمثلها أمريكا، وكندا، والمكسيك، وأستراليا تمثلها أستراليا.
الغرض من القمة، هو تعزيز الاستقرار المالى الدولي، وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والناشئة، والتى لم تتمكن اجتماعات وزراء المالية مع مجموعة السبعة من حلها.
وتهدف مجموعة العشرين إلى تعزيز الاقتصاد العالمى وتطويره، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي، كما تركز على دعم النمو الاقتصادى العالمى وتطوير آليات فرص العمل وتفعيل مبادرات التجارةالحرة.. كما تهدف المجموعة إلى الجمع بين الأنظمة الاقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التى تتسم بالأهمية والتنظـيم لمناقـشة القـضايا الرئيسية المرتبطة بالاقتصاد العالمي.
وتستقبل مجموعة العشرين فى اجتماعاتها كلا من: الرئيس التنفيذى لصندوق النقد الدولي، ورئيس البنك الدولي، واللجنة النقدية والمالية الدولية ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولى والبنك الدولي.
وأنشئت المجموعة على خلفية الأزمات المالية فى أواخر التـسعينيات، والرغبة فى المشاركة فى مناقشات وقيادة الاقتصاد العالمي.. وقبل إنشاء المجموعـة، كانت هناك مجموعات مماثلة تدعم سبل الحوار والتحليل تم تأسيسها عند مبـادرة مجموعة السبع وهناك مجموعة الـ٢٢ التى عقدت اجتماعا فى واشنطن فى إبريـل وأكتوبر ١٩٩٨، وكان هدفها هو ضم الدول التى لم تكن مشاركة فى مجموعة الـ٧ على أساس المنظور العالمى حول الأزمة المالية، وعقد اجتماعين متتاليين يضمان عددا أكبر من المـشاركين (مجموعة ٣٣) فى مارس وأبريل عـام ١٩٩٩، وكانـت عمليـات الإصـلاح للاقتصاد العالمى والنظام المالى العالمى هى موضوع المناقشة.. وأظهرت الاقتراحات الناتجة عن الاجتماعات منافع هذه المنتديات ذات السمة التشاورية الدولية المنظمـة والتى تضم الدول البارزة.
وتتصف مجموعة العشرين بأنها منتدى غير رسمى يدعم المناقشات البنـاءة والمفتوحة فيما بين دول السوق البارزة والدول الصناعية حول القضايا الأساسية المتعلقة باستقرار الاقتصاد وعلى عكس المؤسسات الدولية مثل منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، وصندوق النقد الدولى والبنك الدولي، فإن مجموعة العشرين (مثـل مجموعـة السبع) لا تحتوى على هيئة موظفين ثابتة فى داخلها، بل ينتقل منصب رئيس المجموعة فيما بين الأعضاء، ويتم اختياره من بين دول مختلفة من أقاليم مختلفة كل عام، فمنصب الـرئيس هـو جـزء مـن مجموعة إدارية مكونة من ٣ أعضاء، ويعين الرئيس المختار سكرتارية مؤقتة خلال فترة تقلده المنصب، والتى بدورها تنسق عمل المجموعة وتنظم الاجتماعات المقرر عقدها.
ودعت اليابان هذا العام الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحضور القمة بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقى، ليمثل ٥٠ دولة أفريقية بالقمة.
وللقمة هذا العام طعم خاص، حيث تعقد وسط تعقيدات دولية منها الحروب التجارية بين أكبر اقتصادين أمريكا والصين، حيث هيمنت الخلافات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على مناقشات الأعضاء، فضلا عن صراعات بشأن المناخ والهجرة، وقضايا مرتبطة بشيخوخة السكان وانخفاض الولادات، وتكاليف الرعاية الصحية والنقص فى اليد العاملة والخدمات المالية الخاصة بالمسنين، وتهديد طرق التجارة والملاحة.
وفى العالم المقبل، تعقد القمة فى الرياض لتكون المرة الأولى التى تعقد بالمملكة العربية السعودية والثانية بالشرق الأوسط.