الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الطريق إلى عام الثقافة "المصرية - الروسية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت الأمسية المهمة والرائعة، التى أقامها المجلس الأعلى للثقافة منذ أيام بدار الأوبرا وبتوجيه واهتمام من السيدة وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبدالدايم، عن مدى تأثير العلاقات المصرية الروسية على الإنتاج الأدبى فى روسيا.
وإذا كانت تلك الأمسية قد جاءت فى إطار التمهيد والاحتفال بأن العام القادم ٢٠٢٠ هو عام الثقافة المصرية الروسية والذى كان محل اتفاق بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس فلاديمير بوتين فى الزيارة الأخيرة للرئيس المصرى إلى روسيا.
وقد كشفت تلك الأمسية عن حجم وتعدد الإنتاج الأدبى الروسى المتأثر بالحضارة المصرية، حيث كتب الشاعر العظيم بوشكين أكبر شعراء الاتحاد السوفيتى وروسيا الاتحادية والمساهم فى كتابة المفردات للغة الروسية عن سحر مصر والإسكندرية واهتمام خاص بالحضارة المصرية والمناخ العام فيهما.
فضلا عما كشفت عنه دكتورة مكارم الغمرى أستاذة الأدب الروسى المقارن عميد كلية الألسن السابقة عن وجود أكثر من ٣٢ قصيدة شعر تغنى بها شعراء روس فى حب مصر والإسكندرية والحضارة المصرية.
فضلا عن الكتابة عن الملكة المصرية كليوباترا أو دور مكتبة الإسكندرية بالإضافة لما كشف عنه المهتمون بالثقافة الوطنية والعلاقات المصرية الروسية من بينهم الدكتور شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافى الروسى بمصر ود. محمد نصر الجبالى، رئيس قسم اللغة الروسية بكلية الألسن والدكتورة نورهان الشيخ عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية التى كانت تدير الأمسية.
وقد كشف الجميع والمتحدثون فى الندوة من الجمهور عن مدى عمق العلاقات المصرية الثقافية الروسية، الذين تحدثوا عن حجم الكتب المترجمة عن مصر والمصريين والتاريخ المصرى المتعدد فى الثقافة والفنون والجغرافيا وإذا كانت جموع المشاركين فى الأمسية قد تكشف عن التأثير المهم بين مصر ورسيا حول الفنون المختلفة بينهما.
جاء ذلك عبر ما كانت تنشره دار «التقدم» الروسية من الأعمال المترجمة وكتب العلوم التطبيقية والنظرية والأدب وكافة نواحى الحياة الثقافية بالإضافة لما كانت تقوم به مكتبه الشرق فى مصر التى كانت تبيع وتوزع الكتب والصور واللوحات الفنية لكبار الفنانين العالميين من مستنسخات فضلا عن بعض الأسطوانات للموسيقى العالمية.
كما كشفت الندوة اهتمام المصريين عبر ما كانت تنشره دار التقدم الروسية من كتب الأعمال المترجمة من سلاسل فى العلوم التطبيقية والنظرية والأدب والفنون وكافة نواحى الحياة وعن مدى تأثير هذه العلاقة بين الثقافة المصرية والروسية فى إشارة لمشاركات الجانب الروسى من خلال مركز الثقافة الروسى بالقاهرة الذى أصدر قرارًا بإنشائه الرئيس جمال عبدالناصر فى الستينيات بالإضافة إلى مركز الثقافة الروسى بالإسكندرية، فضلا عن دور المثقفين الروس فى الدعم الفنى الذى قدم لإنشاء معهد الباليه والفنون.
وإنشاء السيرك الوطنى المصرى والمعهد الأوبرالى والتعاون المشترك فى مهرجانات السينما الروسية والعالمية بالتعاون مع الفنان المخرج يوسف شاهين فضلا عن المساهمات ودعم الإنتاج السينمائى المصرى وبالتعاون مع مؤسسة السينما المصرية، فضلا عن أنشطة التصوير والنحت وبناء التماثيل وإقامة المعارض الثقافية وغنى عن البيان المشاركة المهمة للجناح الثقافى للكتب الروسية فى معرض الكتاب المصرى الدولي.
عموما أعتقد أن تلك الأمسية كانت مبادرة مهمة ونقطة بداية وانطلاق للتمهيد من المجلس الأعلى للثقافة وبإشارة واهتمام ذكى من قبل وزيرة الثقافة الفنانة عازفة الفلوت إيناس عبدالدايم بالبدء فى فعاليات العام الثقافى المصرى الروسى من العام القادم ٢٠٢٠ ومن هنا نقدم مجموعة من المقترحات:
- أهمية مشاركة الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات الترجمة والنشر وكبار الباحثين فى رصد التأثير والتأثر المصرى بمدى العلاقات الثقافية المصرية - الروسية.
- إنشاء وتكوين مجموعة عمل من الخبراء والمثقفين المهتمين بالعلاقات المصرية الروسية وأهميتها للقوى الناعمة المصرية لوضع التصورات والمقترحات العملية لهذا العام الثقافى على أن يكون ممتدا من خلال قصور وبيوت الثقافة فى المحافظات على مستوى الجمهورية.
- إقامة الأمسيات والندوات وورش العمل والمعارض المختلفة التى تؤكد على أهمية الثقافة والانفتاح على الآخرين.
- إعادة نشر الكتب الفنية والعلمية وسلسلة كتب العلم للجميع فضلا عن الإنتاج الأدبى والفنى والثقافى الروسي.
- تقديم النماذج المصرية التى تأثرت بالإبداع الأدبى والفنى الروسى فى مجالات التأليف.. المسرح.. السينما والفنون المختلفة والإبداعية.
- الاهتمام بتطوير السيرك المصرى وإعادة العلاقات الفنية ونقل الخبرة الروسية الحديثة وتدريب وتأهيل لاعبيين جدد عن طريق السيرك الروسي.
- إعادة الترابط وتبادل الزيارات والحفلات المشتركة مع مسرح الباليه الروسى العالمى البولشى الرائع.
- فتح الرحلات السياحية الثقافية المخفضة للمواطنين والمثقفين المصريين.
- أهمية التبادل والتدريب والتأهيل للعناصر الفنية والموهوبين بالبلدين.
- إعادة طبع الأسطوانات لمؤلفات الموسيقى الكلاسيكية والعالمية.
- بحث إمكانية إنشاء مكتبات مشتركة بين القطاعين الخاص والحكومى بين البلدين.
وبعيدا عن العلاقات المصرية فى الإنتاج الصناعى والتجارى والزراعى والتعاون العسكرى والدبلوماسى بين مصر وروسيا كشف العديد من المتخصصين عن مدى تأثر هذه العلاقة بين الثقافة المصرية والثقافة الروسية.
إن نجاح العام الثقافى المصرى الروسى من أجل أن يحقق أهدافه مرهون بمدى جدية ومصداقية الأفعال الميدانية على أرض الواقع خصوصا مع وجود إرادة سياسية من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى الذى توافق مع الرئيس الروسى بوتين وفى إطار الاهتمام بالثقافة المشتركة بين البلدين.