الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"ياسونارى كواباتا " أول أديب ياباني يحصد نوبل للآداب

ياسونارى كواباتا
ياسونارى كواباتا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عند التأمل فى حياة القاص الياباني "ياسونارى كواباتا"، والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1899 أشتهر بكتابه القصص القصيرة واحدة تلو الأخرى في وقت زمني قليل، سنكتشف رحلته مع ملاحقة الموت له منذ صغره، فكان طفلا عمره عامان، وفقد والديه في نفس الوقت، ليقوم الجد بتولي تربيته، تاركا أخته الكبرى لتتولي عمته تربيتها وافترقا في طفولتهما، وحينما بلغ السابعة من عمره توفيت جدته، ليتكرر المشهد الموت كثيرا امام طفولته، وحينما بلغ العاشرة ماتت شقيقته الوحيدة التي رآها مرة واحدة فقط منذ موت والديه، وعندما أصبح فى الخامسة عشرة من عمره توفى جده.
عانى "ياسونارى كواباتا"، كثيرا من ملاحقة الموت له، عندما فقد أفراد عائلته، في سن صغير، وانتقل للإقامة مع عائلة والدته "آل كورودا"، وعاش فترة زمنية محدودة بعدها قرر أن ينتقل في عام 1916 إلى بيت داخلي لكي يصبح قريبا من المدرسة الثانوية حيث يدرس، وبعد تخرجه منها في 1917 انتقل إلى طوكيو، متمنيا الحصول علي امتحان المدرسة الثانوية الأولى التي كانت تعمل بإدارة جامعة طوكيو الإمبراطورية.
تمكن رغم صعوبة رحلته الحياتية المظلمة وتكرار مشاهد الموت بها، من النجاح في الامتحان ودخل كلية الدراسات الإنسانية ليتخصص في اللغة الإنجليزية، وفى يوليو 1920 تخرج من الثانوية وبدأ دراسته في جامعة طوكيو الإمبراطورية في نفس الشهر.
كان محبا وشغوفا بالقراءة وخلال دراسته بالجامعة كتب "كواباتا "، مشروع تخرج بعنوان: "تاريخ موجز للروايات اليابانية"، تخرج من الكلية فى مارس 1924، وفى أكتوبر 1924 أنشأ كواباتا، مع عدد من الكتاب الشبان صحيفة أدبية جديدة سميت "عصر الأدب"، وكانت رد فعل للمدارس الأدبية اليابانية الراسخة القديمة، خصوصًا المدرسة الطبيعية، بينما وقفت فى الوقت عينه ضد أدب العمال أو المدارس الاشتراكية،الشيوعية وكانت إحدى حركات الفن للفن، وتأثرت بالتكعيبية، والتعبيرية، وغيرها من الأنماط الأوروبية الحديثة.
لم يقف تفكيره في العالمية عند هذا الحد، فقد بدأ "ياسونارى كواباتا "، جذب الانتباه إليه بعدد من القصص القصيرة بعد تخرجه بوقت قصير، وهلل لقصته راقصة أيزو في 1926، وهى قصة بزوغ حب جديد إيروتيكى، ومعظم أعماله اللاحقة تستكشف ثيمات مشابهة.
كان مبدعا في كتابه القصص مما ساعده ذلك في كتابه أكثر من مئة وأربعين قصة قصيرة، كان يطلق عليها قصص "كف اليد" لأنها تكتب بشكل قصير جدا، إذ تراوح طول القصص بين الصفحة والسبع صفحات، جسد فيها عمق العاطفة الإنسانية.
فكان كل ذلك الابداع وراء حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1968 ليصبح أول أديب ياباني يحصل على نوبل في الأدب.