السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على قصة مستشفى "سمعان صيدناوي" افتتحها الملك فاروق في 1941

الملك فاروق
الملك فاروق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح الملك فاروق في 5 مايو 1941 مستشفى سمعان صيدناوي بشارع نوبار وهو جزء مما يسمي الآن شارع الجمهورية بالقاهرة (وكان المكان عبارة عن سراي يعقوب باشا أرتين وبعد وفاته عام 1919 تحولت إلى فندق المسافرين ثم هدم ثم تبرع سمعان صيدناوى ببناء مستشفى مكانه لكنه توفى عام 1936، فأكمله ورثته وافتتحه الملك فاروق الأول ).
قام أنجال سمعان بك صيدناوى بتشييد ذلك المستشفى الفخم باسم والدهم فى شارع ابراهيم باشا وذلك رغبة منهم في تخليد ذكرى والدهم وأيضا من وازع انساني والرغبة فى تخفيف آلام المرضى من الفقراء والمحتاجين وقد تفضل الملك فاروق بزيارته وافتتاحه، وسمعان صيدناوى كان مثلا رائعا للرجل العصامي، فقد وفد الرجل إلى مصر عام 1870 حيث التحق باحد متاجر الحمزاوي، فأنشأ مع أخيه "سليم صيدناوى"دكانا صغيرا هناك، كان بمثابة حجر الأساس لتلك المؤسسة التجارية العظيمة التى تحمل اسم صيدناوي فى القاهرة وفى عواصم الاقاليم، وسرعان ما كبر المكان الصغير واتسع، حتى اضطر صاحباه إلى الانتقال به إلى الموسكي أولا، ثم إلى ميدان الخازندار ثانيا، حيث تقوم دار صيدناوي "الأم" يقصد إليها الجميع من مختلف الجهات والطبقات.
أمضى سمعان صيدناوي ستون سنة كاملة فى مصر إلى أن توفاه الله عام 1936، ومن خلال حياته قدم مثالا عظيما للعصامية والجد والاجتهاد والمثابرة والخلق الكريم، فاستحق نجاحه جزاءا وفاقا لما عرف عنه من الشرف والاستقامة والاجتهاد، وكان سمعان صيدناوي من أصحاب الأيادي البيضاء، فكان يعطف على الفقراء والمعوزين، مغدقا العطايا والإعانات على الجمعيات الخيرية والعائلات الفقيرة والتي لم يتأخر في مساعدتها فى خفاء وستر، قاصدا بذلك وجة الله وابتغاء مرضاته.
وعن مستشفى "سمعان صيدناوي"، فقد كان مستشفًا نموذجيا بحق، وبني في فخامة القصور وتكلف انشائه 43 الف جنيها مصريا على الرغم أنه لا يحوي إلا 42 سريرا، أى أن نصيب كل سرير فى نفقات الإنشاء يزيد على ألف جنية، لكن لا عجب، فأساس المستشفى قد جلب من سويسرا وصنع فى بولونيا، وتم تزويده بأجهزة تكييف الهواء وغيرها من الوسائل الحديثة التى ميزته على غيره من المستشفيات.
وقد سلم آل صيدناوي هذه المؤسسة إلى جمعية الهلال الأحمر بعد تأسيسه وقد تفضل الملك فاروق بافتتاحه وقد غمر منشئية بعطفة السامى، فأنعم على "يوسف سمعان صيدناوي باشا" أكبر أنجال سمعان صيدناوي برتبة الباشوية وعلى "الياس صيدناوي بك" برتبة البكوية تقديرا لذلك العمل الإنسانى العظيم الذى عرفوا كيف يخلدون به ذكرى والدهم تخليد رائعا يستحق كل التقدير والاحترام.