رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قمة مكة.. الحشد الإقليمي.. في المواجهة الإيرانية للقمة.. الإدارة الأمريكية تسعى للحد من دور طهران الإقليمي المهدد لمصالح واشنطن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جولات مكوكية لوزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، لزيارات لعدد من الدول أبرزها العراق، باكستان واليابان لحشد أكبر عدد من الدول فى مواجهة التهديد الأمريكي، والقمة التى دعت لها دول الخليج فى الثلاثين من مايو الحالى، وسط تصاعد التوتر بين الطرفين بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء الإعفاءات التى منحتها إلى ثمان دول تتمثل فى (الصين، الهند، اليابان، تركيا، إيطاليا، اليونان، كوريا الجنوبية وتايوان)، التى كان مسموحًا لها بإجراء معاملات تجارية مع طهران، على خلفية رغبتها فى «تصفير» مبيعات النفط الإيرانى.
فى المقابل، ردت طهران بقدرتها على تهديد المصالح الأمريكية فى المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بالقواعد العسكرية وحلفاء واشنطن التقليدين فى إشارة إلى (إسرائيل ودول الخليج)؛ وتعد مبيعات النفط من مصادر الدخل الإيرانى الرئيسية، بما يؤدى إلى انخفاض معدل النمو الاقتصادي، ارتفاع معدلات البطالة وتدهور مستوى معيشة المواطنين.


تصعيد.. ومواجهة
وصلت المواجهات الأمريكية الإيرانية إلى مستوى متقدم من التصعيد بين الطرفين؛ وقامت واشنطن بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية «إبرهام لينكولن» وبعض القاذفات من طراز «بى ٥٢» إلى المنطقة، فضلًا عن فرض مجموعة من العقوبات الجديدة على قطاع التعدين الإيرانى بما يتضمن منتجات الصلب والنحاس والألومنيوم، بهدف حظر الصادرات الإيرانية من الأسواق الدولية.
فيما هدد الحرس الثورى الإيرانى بالقدرة على محاصرة السفن الأمريكية فى المنطقة؛ وأكد نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى العميد «على فدوي» بأن «جميع السفن بما فيها الأمريكية فى الخليج والمنطقة الشمالية فى مضيق هرمز تحت سيطرة إيران بالكامل»، فضلًا عن تعزيز روح المقاومة والتضحية لدى الشعب والشباب الإيراني.
وأعلن الرئيس الإيرانى «حسن روحاني» قدرة بلاده على إدارة المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إذا قامت واشنطن بقصف طهران.
فى السياق ذاته، ترفض الجمهورية الإسلامية الجلوس مع الإدارة الأمريكية الحالية على طاولة المفاوضات قبل أن يتحقق شرطين، الأول الرجوع مرة أخرى إلى الصفقة النووية التى انسحبت منها، والثانى رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران، حتى يعود الاقتصاد الإيرانى إلى الحالة التى كان عليها أثناء الاتفاق النووي، بما يتضمن وجود الشركات الأجنبية داخل طهران وعودة الاستثمارات، سيما تلك التى كانت موجودة فى قطاع النفط.


دول الخليج
قام «ظريف» بعدد مكثف من الزيارات الخارجية منذ بداية مايو لعام ٢٠١٩ إلى دول إقليمية مثل العراق، باكستان واليابان بهدف حشد أكبر عدد ممكن من الدول لتأييد مواقف طهران الخارجية فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، خاصة بعد ظهور مؤشرات على ضلوع طهران فى حادث الاعتداء على أربع سفن تابعة لدولة الإمارات فى ميناء الفجيرة. كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن دعوة العاهل السعودى، الملك سلماسن بن عبدالعزيز قادة الدول العربية والخليجية إلى عقد قمتين طارئتين فى مكة فى الثلاثين من مايو الجارى على هامش مؤتمر القمة الإسلامية، فى إشارة إلى ضرورة وجود تضامن وموقف عربى موحد لمواجهة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة.
وفى المقابل، تعول طهران على تقوية علاقتها بدول ذات تأثير إقليمى مثل العراق وباكستان التى أجرت معها الجمهورية الإسلامية مشاورات سياسية بغرض تأمين الحدود فيما بينهم، فضلًا عن مكافحة الإرهاب وبعض الملفات الأخرى. كما تسعى طهران لتعزيز علاقتها مع دول قوية مثل اليابان فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من دول الخليج؛ حيث قرر رئيس الوزراء اليابانى «شينزو أبى» زيارة طهران فى يونيو لعام ٢٠١٩، فى إشارة لرفض العقوبات الأمريكية المتزايدة على طهران، وتوطيد العلاقات معها فى الوقت ذاته.


رسائل طهران
ترغب طهران فى تصدير فكرة الحضور الدولى وقدرتها على تلقى أكبر قدر ممكن من الدعم الإقليمي، من خلال محاولة تعزيز علاقتها بدول كثيرة مثل سوريا، العراق، باكستان، بما يمكنها من تدعيم موقفها فى مواجهة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها.
من ناحية أخرى، تريد الجمهورية الإسلامية إظهار قدرتها على التعايش مع العقوبات، سيما وأن لها تجارب كثيرة سابقة فى هذا الإطار، خاصًة فى عهد الرئيس الإيرانى الأسبق المحسوب على التيار المتشدد «أحمدى نجاد»؛ حيث تتباهى طهران دائمًا بقدرتها على التكييف مع العقوبات، بل والالتفاف حولها من خلال الطرق غير الشرعية، بما يتضمن السوق السودة والنظام المصرفى القائم على التهريب وغسيل الأموال.