السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية| ملك محمد.. عصفورة الجنة

الفنانة والملحنة
الفنانة والملحنة ملك محمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
لمع اسم الفنانة والملحنة ملك محمد خلال عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين تنتمى لأسرة ثرية، اشتهرت خلال رحلة فنية ثرية باعتبارها مطربة وملحنة موهوبة وعازفة عود متمكنة ومتميزة، اسمها الحقيقى زينب محمد أحمد الجندي، أعجب زكريا أحمد شيخ الملحنين، بأدائها وجودة وتميز صوتها، حملت مشعل المسرح الغنائى بعد وفاة سيد درويش فى ١٩٢٣.
ويقول المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إنها بدأت مشوارها الفنى وهى طفلة صغيرة عام ١٩١٢ بالغناء فى الأفراح، حينما كانت تقلد منيرة المهدية وغيرها من المطربات والمطربين فى ذلك الوقت، وكانت معجبة ومفتونة بصفة خاصة بصوت سلطانة الطرب المهدية، حرصت على أن تقضى وقتها فى الاستماع إلى أسطواناتها وحفظ جانب كبير منها، كما حرصت بعد ذلك على دراسة أصول الغناء على يد كل من الملحن إبراهيم القباني، عبده قطر، زكريا أحمد، وتعلمت أيضا العزف بالعود على الموسيقار محمد القصبجي، وهذا مما أهلها ورشحها للعمل بالمسرح الغنائي، فشاركت بغناء بعض الطقاطيق، والأدوار بين فصول مسرحيات فرقة «أولاد عكاشة»، وفى نهاية نفس العام ديسمبر ١٩٢٥، تنقلت بين أكثر من فرقة مسرحية، فاشتركـت بالغناء فى مسرحيات كل من: فرقة «الجزايرلي»، فرقة «فوزى منيب» فى ١٩٢٦، انضمت كمطربة وممثلة إلى فرقة أمين صدقى، واشتركت فى التمثيل والغناء ببعض الروايات التى قدمتها الفرقة ومنها: «الكونت زقزوق»، «عصافير الجنة»، ثم عادت إلى تختها لتغنى الطقاطيق بكازينو «البسفور» بالقاهرة، لتحيى حفلات الجمعيات الخيرية. 
وأضاف، أنها نجحت فى أن يصبح لها معجبون ومحبون من كبار الشخصيات، يحرصون على سماعها والاستمتاع بفنها وفى مقدمتهم كل من شاعر النيل حافظ إبراهيم، الدكتور محجوب ثابت، محمود شاكر باشا، الشيخ عبدالعزيز البِشري، أمير الشعراء أحمد شوقي، الذى لم يبخل عليها بفرصة غناء أشعاره، استطاعت أن تحمل بمفردها راية المسرح الغنائى خلال فترة الأربعينيات، حيث نجحت من خلال فرقتها التى كونتها فرقة «أوبرا ملك» وقدمت أكثر من ثلاثين عرضا مسرحيا يمكن تصنيف أغلبها تحت مسمى المسرح الغنائى أو الأوبريت، ومن بين هذه الأعمال «الطابور الأول»، «ماسية»، فى ١٩٤٠، «بترفلاي»، «عروس النيل» فى ١٩٤١، «بنت بغداد» فى ١٩٤٢، «سفينة الغجر» فى ١٩٤٣، «بنت السلطان» ١٩٤٤، «الطابور الخامس» فى ١٩٤٥، «فاوست»، «كيد النسا» فى ١٩٤٦، «نصرة» فى ١٩٤٨، «بنت الحطاب» فى ١٩٤٩، «فتاة من بورسعيد» ١٩٥٧، «نور العيون» ١٩٥٨، وغيرها من الأعمال، كما عملت مع مجموعة من المؤلفين، ومن بين الممثلين إحسان الجزايرلي، محمد توفيق، عبدالبديع العربي، محمد سرحان، حسين صدقي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، صلاح منصور، عايدة كامل، حسن يوسف، وغيرهم، ومن المخرجين زكى طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، عبدالعليم خطاب، وغيرهم، بعد رحلة فنية ثرية اشتهرت خلالها باعتبارها مطربة وملحنة موهوبة وعازفة عود متمكنة ومتميزة.