رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نفحات الأدباء| فكرى أباظة... التفاهم بلا كلام

فكرى أباظة
فكرى أباظة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طلبت مجلة «الهلال» فى إحدى السنوات، وتحديدا فى عام ١٩٥٩، وذلك فى أواخر النصف الأول من القرن العشرين من عدد من المفكرين والأعلام والأدباء أن يتصورا العالم بعد خمسين عاما، وتقديم نصيحة إلى جيل عام ٢٠٠٠، ولو عاشوا هذه الفترة، فماذا سيكون هو نتاجه الأدبى الذى سيكتبه فى هذه الألفية أو الاختراع، الذى يود أن يراه والوصية التى يتركها لشباب هذا الجيل، وكان من بين هؤلاء شيخ الصحفيين، وأحد أعلام الأدب فكرى أباظة؛ حيث كتب فى مجلة «الهلال» فى يناير عام ١٩٥٩، وصيته ونصيحته لجيل عام ٢٠٠٠، بين من خلاله أن يود فى هذا العام أن يرى اختراع التفاهم بين الناس من غير كلام، وإنما بقراءة ما بداخل الرءوس، واختراعا آخر هو مقاومة الجو بحيث يهون القيظ الشديد فى الصيف والبرد القارس فى الشتاء، فهذا هو التحول الذى الذى تمناه أباظة، فقد قهر العلماء كل الصعاب واخترعوا الراديو والرادار واللاسلكى، وهم على وشك أن يصلوا للقمر فما بالهم لا يهتمون بالراحة البدنية والذهنية للبشر، وهى لا تتوافر إلا إذا قهروا الجو وأخضعوه صيفا وشتاء، مما يؤدى بالإنسان إلى نتاج صحى وأقوى.
ذكر أيضا أباظة فى المقال، أنه كان يرجو فى عام ٢٠٠٠ من الشباب أن يعتدوا بشخصيتهم وألا يكونوا ذيولا لأحد كما عليهم ألا يتزوجوا قبل سن الثلاثين حتى تستقر حياتهم العلمية، وأن يحذروا من كثرة النسل، فهى كارثة شخصية ووطنية 
رأى أباظة أنه فى عام ٢٠٠٠ سيغلب على ظنه أن القصة التى سيكتبها تقع حوادثها فى القمر أو فى المريخ لأنه فى هذه الألفية ستنضم إلى الأفكار والخيالات وقائع تقع فى القمر أو المريخ أو غيره من الكواكب، حتى أن موضوع القصة التى سيكتبها ربما يكون عبارة عن قصة حب بين أحد سكان الأرض وإحدى ساكنات القمر أو المريخ، كما على الشباب العربى أن يتطور وينشط ويشعر بمسئوليته، ويؤمن بأن العمل هو قوام الشعوب لا الكسل ولا التراخى ولا عدم الإحساس بالواجب.