رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نفحات الأدباء| فتحى رضوان: الشباب هم الفكرة والإلهام

 المفكر المصرى فتحى
المفكر المصرى فتحى رضوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب المفكر المصرى فتحى رضوان، وزير الثقافة الأسبق، مقالًا فى «مجلة الهلال» عام ١٩٣٥ بعنوان «الشباب دائمًا النار والوقود.. الفكرة والإلهام».
بدأ رضوان مقدمة المقال، قائلًا: «إن العالم لا ينشغل إلا بالشباب، من تعليم وتجنيد حركات الشباب، فليس فى العالم اليوم أعلى من صيحة الشباب، لكننا نحسب أن وثبة الشباب التى نراها وثبة فريدة لم يسجل التاريخ شبيهًا أو نظيرًا لها».
ويضيف رضوان: إن تاريخ الدنيا كله منذ عُرف للدنيا تاريخ هو صنع الشباب، فلا يعرف الناس عملًا على هذه الأرض أو ثنى عنان التاريخ، إلا وكان الشباب صاحب فكرته أو واضع خطته بل منفذه كله.
وأوضح أن الشباب دائمًا هو النار والوقود وهو الفكرة والإلهام وهو الخيال والأحلام المتشبث بالمثل العليا، فالشباب لديهم دائمًا فكرة السخاء فى البذل والهيام بالمصارعة والمجاذفة، فصاغ للناس تاريخهم ورفع لهم شأن حياتهم ومنح للوجود معناه وجعل العالم قصيدة مفهومة عذبة مستحبة، فإن طغت على موسيقاه ألحان هرمة هرمت الإنسانية وشاخت وإن شدا كالبلبل فى صياح جميل أنصتت آذان القدر وجعل الناس يطالعون صفحات لم يقرأوها من قبل.
ويبين رضوان: أنه ليس فى قدرة الكُتاب أن يجمع الشبان الذين هدوا الناس وعلموهم وغيروا أساليب معيشتهم وطرائق تفكيرهم، ولو أراد أن ينطلق فى التعداد وضرب الأمثلة لوجد أمامه مثل «كولومبس» مكتشف أمريكا الذى أضاف إلى الدنيا قارة وهو فى مطلع شبابه، وغاندى الذى وقف فى وجه الإمبراطورية البريطانية فى جنوبى أفريقيا، وهو فى الثانية والعشرين من عمره، ومصطفى كامل الذى أيقظ الفكرة الوطنية فى مصر وأنفق من روحه ما أفنى حياته وهو فى ريعان فتوته فى الثانية والثلاثين، وسيدنا يوسف حين قال لصاحبه فى السجن: «يا صاحبى السجن أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار»، والذى أدار مالية مصر فى سنى قحطها ورخائها، ولم يكن إلا شابًا جميلًا.