الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ| "حروب الجيل الخامس".. نظرة مستقبلية للحروب

كتاب «حروب الجيل
كتاب «حروب الجيل الخامس»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. 
يتناول كتاب «حروب الجيل الخامس»، للدكتور شادى عبدالوهاب منصور، رئيس وحدة تقدير الاتجاهات الأمنية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، توضيحًا لأجيال الحروب المختلفة من الأول وحتى الخامس، مع التركيز على الجيل الخامس من الحروب، وتوضيحه بالاستناد إلى عدد من المفاهيم ذات الصلة، مثل الحروب الهجينة، والمناطق الرمادية؛ ثم ينتقل لتوضيح الأشكال المختلفة من الحروب، وأبعادها الجديدة، مع بيان أهم الملامح المشتركة لبعض هذه الأشكال. 
ويسعى الكتاب، الصادر ضمن سلسلة «كتب المستقبل» التى تتناول القضايا والموضوعات الاستراتيجية المختلفة الخاصة بشكل المستقبل من نواحٍ عدة فى التكنولوجيا والاقتصاد والسياسية وغيرها من القضايا المستقبلية، إلى توضيح أبرز الآليات التى يمكن أن تتبعها الدول لمواجهة هذا النمط الجديد من الحروب. وأخيرًا يقدم حالة تطبيقية تتمثل فى الحالة الإيرانية، ليوضح كيف تُوظف طهران حروب الجيل الخامس من أجل السيطرة على أو التمدد فى بعض الدول العربية، وتعزيز نفوذها الإقليمى.
ويؤكد الكاتب أن ذلك المصطلح ظهر نتيجة عوامل عدّة، تشمل تراجع احتكار الدول لاستخدام القوة المسلحة، وظهور التنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة التى تعتمد على القيادة الكاريزمية أكثر من اعتمادها على العوامل المؤسسيّة، فضلًا عن اعتمادها على الكيانات الأيديولوجيات العابرة للحدود القوميّة فى بعض الأحيان، وهو ما بدا فى سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى على مساحات واسعة من سوريا والعراق وحكمها بداية من عام ٢٠١٤ تحت مسمّى «دولة الخلافة»، وهو الأمر نفسه الذى اتّبعته حركة «بوكو حرام» فى نيجيريا.
وتشمل عناصر تلك الحروب معطى التداخل بين أدواتها المتفاوتة نوعيًا، فتعتمد على زيادة الترابط بين المشكلات الاقتصادية والتهديدات الأمنية المتأتية من الاعتماد المتبادل فى الاقتصاد الدولى، لتصير هناك إشكالات اقتصادية، مثل انقطاع أو وقف إنتاج السلع الأساسية، وتأتى فى السياق عينه، ظاهرة صعود الولاءات البديلة، إذ أدت العولمة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إلى زيادة ميل الأفراد إلى نقل ولائهم من الدولة إلى قضايا معينة، وصار كثيرون منهم أكثر ارتباطًا بما يُثار على شبكة الإنترنت، على حساب الاهتمام بالمشكلات الحقيقية لمجتمعاتهم. ويتمثل مصدر التهديد فى تلك الظاهرة من ظهور ميول لدى بعض الأفراد إلى استسهال التطرف واستخدام العنف وسيلة للتعبير عن الرأى، حتى من دون التقدير المنطقى لعواقب أفعاله.