عبادة الصيام مدرسة تربى الإنسان على مراقبة الله.. والامتناع عن الأكل والشرب لا يكفر الغيبة والنميمة
يمثل «رمضان» شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران، وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات.
شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه الحبيب المصطفى وأمر الناس بصيامه، وقال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وفيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر.
ويحدثنا عن فضل صيامه، وكفاراته، والمباحات فيه، وفضل ليلة القدر، فضيلة الشيخ صبرى عباده وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الغربية، فى حواره مع «البوابة»
فإلى نص الحوار:
*ما رأيك فى منع مكبرات الصوت فى صلاة التراويح؟
- منع مكبرات الصوت، خاصة فى هذا الشهر الكريم، قرار وزارى صائب، حيث إن المساجد متجاورة مع بعضها، وبناء على ذلك تحدث ضوضاء وشوشرة، وهناك من يعانى من مرض، وهناك من الطلبة الذين يؤدون مذاكرتهم، ويحتاجون الهدوء الكامل، ورب العالمين سبحانه حينما أمرنا بأن لا نخافت بالصلاة، أى أن الصلاة شىء سرى بين العبد وربه.
وأتحدى أن يقدر أحد تمييز فلان عن فلان بسبب كثرة الميكرفونات، فصدى الصوت يزعج والقرى اليوم بها 20 و25 مسجدًا، فلو تم استخدام مكبرات الصوت فى هذه المساجد جميعها فلن يستطيع أحد أن يسمع شيئًا.
* وما فوائد الصيام؟
- فوائد الصيام كثيرة، أولا يكفى أنه مدرسة تربى الإنسان على مراقبة الله سبحانه وتعالى، لكن هناك فوائد بدنية، تتمثل فى أن الصيام يقوى الصبر عند الصائم، ويقوى إرادة الإنسان، ويحفظ عليه توازنه الجسمانى فى جميع أعضائه البدنية والجسمانية.
ويعالج أمراضًا كثيرة مثل السكر والضغط، ولذلك وجه النبى الأمة الإسلامية، قائلًا: «صوموا تصحوا»، فالصوم يحفظ الإنسان من الأمراض.
* وبماذا تنصح الصائمين فى الشهر الفضيل؟
- لكى يكون صيام الجميع مقبولًا، فيجب أن يكون الصوم خاليًا من الأشياء المحرمة التى تغضب الله عز وجل.
ومن هذه الأشياء يجب على الصائم ألا يجلس فى مكان ويذكر أخاه المسلم بغيبة أو نميمة، فهذا مضر بالصيام، ولذلك أحد السلف الصالح قال: «لو لم أصم رمضان خير لى من أن أغتاب مسلم»، لأن الغيبة والنميمة لا تكفرها صيام.
* وماذا عن الفتاوى التى تنتشر على موقع «فيسبوك» دون سند وينقلها بعض الناس؟
- أقول لهؤلاء: لا تأخذوا الفتاوى من «فيسبوك» ومواقع التواصل الاجتماعي، لأن الفتاوى لها أناسًا معينين، وأنا لست مفتيًا، لكنى واعظ، وهناك دار الفتوى المتخصصة للفتوي، لأن كلمة إفتاء ليست بسهلة.
والبعض يريد البلبلة وإشاعة الفوضى بين الناس فى الفتاوي، وأقول وأنصح للذى يتجرأ بين الناس على الفتوى، ومن يقول حلال وحرام، كأنك أخرجت قلمًا من جيبك ووقعت عن الله وعن رسول الله، فلا يليق أن توقع عن الله وأنت كاذب عن الله.
* ما حكم النوم طوال نهار رمضان.. هل يبطل الصيام؟
- لا، لا يبطل الصيام، لكنى أقول لكل من يفعل ذلك، رمضان ليس شهر كسل ونوم وخمول بل شهر عبادة وعمل وطاعة، وكانت الانتصارات كلها فيه.
وأول غزوة فى الإسلام، «غزوة بدر» كانت فى رمضان المبارك، وهذا برهان وإشارة لنا لكى لا ننام فيه، إنما هو عبادة.
*وما حكم ذهاب النساء للمساجد لصلاة التراويح واصطحاب أطفالهن؟
- أولًا هو شهر كريم، والمسجد إذا كان يوجد به مكان معد للسيدات ومؤهل لصلاتهن، فلا مانع من أن تذهب المرأة إليه، لعلها قد تتعلم شيئًا، لكن بشرط عليها أن تخرج الخروج الإسلامى الصحيح، الذى يرضى رب العباد، ويرضى سيدنا النبي، أى لا تخرج متعطرة ولا متبرجة، وتراعى حرمة المسجد.
وكانت النساء تخرج للصلاة وراء رسول الله فى المسجد، وأول من جمع صلاة التراويح على إمام واحد، هو سيدنا عمربن الخطاب، وأول من أنار المساجد هو سيدنا عمر أيضًا.
*وما نصيحتك للمسلمين فى شهر الخير؟
- النصائح كثيرة، وأقول لهم اخرجوا من رمضان وتعلموا منه طهارة اللسان وعفة اليد وطهارة الفرج، اخرجوا من رمضان وأنتم إلى الله أقرب.
ويجب علينا أن نخرج من رمضان بطهارة اليد وعفة النفس وعدم الإسراف والتبذير، ويكفينا تعلم مراقبة الله عز وجل، لأن من صام رمضان وهو يحدث نفسه إنه إذا أفطر فيه عصى الله، فصومه عليه مردود، لأن الله فرض الصيام فى السنة فى شهر واحد، لكى نأخذ الشحنة الإيمانية، بأن نتعلم أن نعطى الله حقه، ونعطى حقوق العباد.
ومن النصائح، أن النبى، صلى الله عليه وسلم، يقول: من أفطر صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتقًا لرقبته من النار، فالصحابة يقولون يا رسول الله كلنا يجد ما يفطر الصائم، لكى يرفع الدرجات يقول إن الله أعطى هذا الأجر لمن أفطر صائمًا ولو على تمرة، فلك ثواب وهذا كرم من الله.
