منذ خدمته العسكرية ومعايشته مراسم رمضان مع زملائه فى الجيش، تعهد على نفسه أن يعاود هذه العادة عقب انتهاء الخدمة، ولكن بنصب السرادق وإقامة الموائد، لإفطار الصائمين فى الشهر الكريم، لن تشعر أن هناك فرقًا بين مسلم ومسيحى بمصر، فالنسيج واحد على مدفع الإفطار، لم تقتصر على عم
«جميل »، السبعينى من العمر، بل هناك العديد من الأقباط بمختلف المحافظات يحرصون على هذه العادة من كل عام، يقيم عم جميل بنيوتى مائدة رحمن فى شبرا من كل عام؛ لإفطار الجميع، ظل على هذه العادة أكثر من 35 عامًا، فهو لا يعترف بفرق الأديان بمصر، يصوم ويفطر مع جيرانه المسلمين طوال شهر رمضان، ويقيم مائدة رحمن فى شارعه لإفطار الجميع.
يقول إنه يستعد لاستقبال الشهر الكريم، قبل أيام من انطلاقه، وبمجرد تشييد السرادق، يتسارع الجميع عليه للمساهمة فى هذا العمل الخيري، فالكل يساهم بما يستطيع، سواء بشراء الخضراوات أو الأرز أو الأطباق أو حتى العصائر والحلويات، والبعض يساهم فى إعداد الطعام والموائد وترتيب الوجبات، ويشير عم «جميل »، إلى أن الإفطار يتكون من صنف من الخضراوات، ونشويات ولحم أو «فراخ،» وحلويات رمضانية، متابعًا أنه كان أحد ضباط القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 1973، وكان صائمًا مع زملائه أثناء الحرب، لم يشعر يومًا أنهم أغراب عنه، ويختتم: أن والده وأخاه كانا يستمعان يوميًا إلى إذاعة القرآن الكريم، ولم نعرف على مدار تاريخ مصر، وطوال حياتنا، أى مظهر من مظاهر التفرقة بين دين وآخر، تربينا على أننا مسلمون ومسيحيون أخوة فى وطن واحد، ندافع عن تراب مصر معًا، كما حدث فى حرب «رمضان » وشهر أكتوبر.
