رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بيزنس "الميك آب" على "السوشيال ميديا" تجميل وتشويه.. فتيات: إعلانات وهمية.. وخبراء: الدخلاء أفسدوا المهنة.. والأطباء: خطر يهدد البشرة ويصيب بالسرطان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مراكز التجميل» صفحات انتشرت مؤخرًا عبر السوشيال ميديا، تدعو لتجميل العرائس والفتيات، بأسعار متفاوتة، وزهيدة، عن طريق تقديم إعلانات مغرية وصور مستعارة، ومؤخرا أصبحت لها مراكز منتشرة فى القاهرة الكبرى والمحافظات، أغلبها دون تراخيص من مراكز الصحة أو وجود سند قانونى بالإنشاء، الأمر الذى ترتب عليه إصابات خطرة نظرًا لاستخدامهم مواد مجهولة أو منتهية الصلاحية، أو يتم تصنيعها يدويا، فتتسبب فى تشويه وإيذاء من يستخدمها وأحيانا تصيب بالسرطان. 

«عبير محمد» فتاة فى منتصف العشرين، أحدث ضحية للنصب من خلال إعلانات "الميك آب" المزيفة على صفحات التواصل الاجتماعي، حذرت السيدات من خطورة الانسياق وراء هذه الصفحات «بمجرد رؤية الإعلانات دون التأكد من هويتها».
وأضافت، كانت بداية قصتى من خلال «الفيس بوك»، وتداول إعلان لفت انتباهى هذه المرة دون عن غيرها هو إعلان عن بادج كامل للعروسة وبسعر ٣٠٠٠ جنيه.
وتابع: "على الفور اتصلت بالرقم المكتوب فى الإعلان وأبلغونى بالعنوان بالتفصيل وبضرورة دفع مقدم للحجز أونلاين وبالفعل أخذت تلك الخطوة ودفعت وتوجهت إليهم حيث كانت خطوبتى فى هذا الميعاد وكان كل حلمى أن أظهر بمظهر لائق أمام الناس ولكن فوجئت بالكارثة، فلم أجد شيئا وحاولت الاتصال بالرقم دون جدوى انهرت تماما فى يوم من المفترض أن يكون أسعد أيام حياتى وعجزت عن التفكير ولكن انقضى اليوم بسلام، وبعد السؤال عن أساس تلك الصفحة توصلت إلى أنها ما هى إلا وسيلة للنصب على الفتيات من خلال الإعلانات المزيفة عن طريق نشر بعض الصور مدعية أنها تجارب حقيقية لها لاستدراج الفتيات لخوض تلك التجربة ودفع الأموال ثم اكتشاف الحقيقة المؤلمة".
وأوضحت: «لا بد للفتيات من الاحتياط من تلك الصفحات الوهمية حتى لا يصبحن فريسة سهلة لها كما أنه لا بد من وجود رقابة على تلك الصفحات من قبل مباحث الإنترنت ومطاردة وضبط مؤسسيها ليكونوا عبرة لغيرهم». 
فرحة لم تكتمل 
تقول «فرحة كمال» لم أكن أتخيل ما وصلت إليه فى يوم من الأيام ولكن هذا قدرى فقد كانت بداية تجربتى إعلانا على إحدى الصفحات عرفتها من خلال إحدى صديقاتى والتى أبلغتنى عن تجربتها السابقة والممتازة والتى أبهرت الجميع بها حيث إنها يوم خطبتها حجزت فى هذا المركز وكانت النتيجة لم تتوقعها حيث انبهر الجميع بجمالها.
وتابعت «فرحة»، حجزت لزفافى ودفعت ٤٠٠٠ آلاف جنيه وبالفعل كانت النتيجة غير متوقعة إلا أنه بعد الفرح بيوم فقط لا أكثر لاحظت ظهور بعض الحبوب على وجهى وفى اليوم التالى ازدادت الحبوب أكثر فأكثر ولم يجد معها أى مرطب أو كريم وبعدها ظهرت آثار حروق على وجهى وكان المنظر غير محتمل بالنسبة لى بعدها ذهبت إلى دكتور متخصص فى أمراض الجلدية وهنا ظهرت الكارثة حيث إن الميك آب المستخدم كان منتهى الصلاحية مما تسبب فى ظهور بعض الحروق المؤلمة على وجهى وأعطانى كريمات وبدأت آثارها تختفى تدريجيا.
وقدمت فرحة نصيحتها لكل فتاة بالحذر، قائلة: «لا بد لكل فتاة مقبلة على خطوبة أو زفاف أن تأخذ حذرها الكافى قبل أن تقدم على أمر كهذا وأن تتأكد من مصداقية مركز التجميل التى تتعامل معه من استخدامه مواد ضارة للوجه أم لا كما لا بد من وجود رقابة كاملة للمراكز التى تعتمد على الميك آب المصنع تحت بير السلم، قائلة: «أرواح الناس ليست رخيصة».
نيفين مجدى ٢٢ عاما، ضحية وحكاية ثالثة وغريبة من نوعها، حكت قصتها قائلة: كنت أتصفح الفيس بوك كعادتى اليومية ووجدت إعلانًا لإحدى هذه الصفحات وفى هذا الوقت كانت عندى مناسبة فقررت أن أخوض التجربة ولما لا فالسعر مدهش والنماذج مبهرة للغاية قمت بالتواصل معهم فأبلغتنى أدمن الصفحة أن التواصل خاص لم أجد مشكلة فى البداية وبالفعل تواصلت على الخاص معها وهنا ظهرت الكارثة التى لم تخطر ببالى أبدا.
وتابعت: طلبت منى صورة لوجهى فقط لمعرفة المكياج المناسب له وتحديد السعر بدأ الكلام يأخذ مجرى غير مريح إلى أن اكتشفت سوء نيتهم فى استغلال صورتى فى أشياء يعجز لسانى عن وصفها.
واختتمت: أحذر كل فتاة من خطر الانسياق وراء صفحات السوشيال ميديا إلا إذا كانت مصدر ثقة ففى وقتنا الحالى انعدمت الرحمة وغاب الأمان دون أى اعتبار لأى شيء آخر.


رقابة غائبة 
قالت خبيرة التجميل «تينا مراد» إن هذه الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة الفيس بوك هى الوسيلة للترويج لتلك المهنة وذلك بعدما أصبح الناس فى حاجة إليها وبضرورة شديدة.
وتابعت: تخرجت فى كلية الحقوق لكن اخترت مهنة الميك آب خصيصا لأنها من أسهل المهن ولدى شغف بها من صغرى كما أنها تحقق ربحا ماديا عاليا خاصة وأن أسعارها فى متناول الجميع.
وقالت تينا مراد، لدى صفحات مشهورة على وسائل التواصل الاجتماعى كما أننى أحرص فى عملى على شراء أدوات التجميل عالية الجودة والتى تتماشى مع جميع أنواع البشرة، ولا أستعين إلا بما هو مؤهل تأهيلا كافيا للعمل معي، قائلة: «أوجه السيدات ليس مجالا للتجربة كما أنه لم يحدث أن اشتكى أحد ممن تعاملوا معى من مكياجى بل العكس دائما ما أتلقى إعجابا وتقديرا.
وأضافت خبيرة التجميل «لميس مراد»: أعمل فى التجميل منذ فترة طويله وظللت فترة ليست هينة أحصل على كورسات تؤهلنى لخوض هذا السباق فالعمل فى هذا المجال ليس سهلا كما يعتقد البعض بل إنه من أخطر المهن على الإطلاق، قائلة: «إذا لم تكن خبيرة التجميل على وعى كاف بما يتناسب مع كل بشرة، فقد تحدث كوارث».
وتابعت لميس، العمل كخبيرة تجميل يتطلب تكلفة مادية عالية لشراء ما يلزم من مستحضرات التجميل ذات الجودة العالية إلا أن ما يحدث الآن من كوارث وأزمات سببه قيام بعض الفتيات خريجى الشهادات المتوسطة وليس لديهن خبرة أو معرفة بأسس المهنة بشراء بعض من مستحضرات التجميل المصنعة تحت بير السلم وبالتالى يستخدمن مستحضرات رخيصة أو منتهية الصلاحية تتسبب بعد ذلك فى أضرار للبشرة قد تصل إلى درجة الحروق التى من الممكن أن تستغرق سنوات لعلاجها ومن المحتمل أن تلازم صاحبتها مدى الحياة.
وكشفت «مراد» عن أن هناك صفحات على الفيس بوك وهمية أو من الممكن أن تقنع الفتيات بمدى نجاحها من خلال عرضها لصور وفيديوهات من تجاربها ولكن فى الحقيقة ما هى إلا وسيلة للنصب على الفتيات بأرخص الطرق وأكدت إيناس شاكر خبيرة التجميل، على استيائها الشديد بسبب ما يحدث فى تلك المهنة من كوارث وأرجعت ذلك لوجود غير متخصصين يقومون بمهمة التجميل. 
ونادت «شاكر» بضرورة الحرص من جانب كل فتاة باللجوء إلى خبيرات التجميل المعروفة فقط وإذا لم تستطع ذلك أو كان ذلك يفوق قدرتها المادية واضطرت إلى اللجوء إلى خبيرة تجميل غير معروفة فلا بد أن تتأكد من نوعية المستحضرات المستخدمة قائلة: «كثير من مستحضرات التجميل فى المراكز غير المعروفة ومراكز بير السلم، تتسبب فى سرطان الجلد أو ينتج عنها حروق فى الوجه يصعب علاجها وتبقى آثارها تلازم الفتاة طول العمر، مطالبة بوجود رقابة على كل مراكز التجميل والتأكد من جودة مستحضرات التجميل المستخدمة وفرض عقوبة شديدة على العاملين بها غير المحترفين وعلى من يقومون بصنع صفحات وهمية للميك آب على السوشيال ميديا بغرض النصب فقط دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى.


مستحضرات الأرصفة 
لفت الدكتور على محروس رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر، أن المشكلة تكمن فى عدم وجود رقابة كاملة على تلك المستحضرات، وتابع: «نجد أن مستحضرات التجميل تباع فى السوبر ماركت وعلى الأرصفة وفى وسائل المواصلات دون أى رقابة من الدولة على بائعى تلك المنتجات».
وأوضح محروس، أن معظم مستحضرات التجميل التى تباع فى تلك الأماكن والتى تستخدمها تلك الصفحات أو مراكز التجميل غير مرخصة وليس لها أى وجود عى أرض الواقع ومعظم تلك المنتجات مجهولة المصدر، وطالب محروس بأن تكون هناك رقابة من مباحث الإنترنت على تلك الصفحات والتى تضيع على الدولة ملايين الجنيهات لأنها لا تدفع ضرائب وغير مرخصة بالإضافة إلى أنها تسبب مشاكل كبيرة للمواطنين.


اقتصاد سرى 
وصف وائل النحاس الخبير الاقتصادى الأمر بالاقتصاد السرى والخطر الذى يحدث فى كثير من الوقت كوارث كبرى. 
وتساءل النحاس، من يراقب ذلك الخطر، موضحا أن الصفحات تلك والتى تروج لخبراء التجميل سواء على الفيس بوك أو الانستجرام والتى تقدم بادجات كاملة للعروسة بسعر لا يقل عن ٤٠٠٠ جنيه فى أقل تقدير، ظهرت بكثافة وبصورة مخيفة، وتابع، الخطر لا يكمن فى أن معظم الصفحات مجهولة المصدر، بل فى كونها غير معلن عنها للدولة وبالتالى تهدد الاقتصاد الرسمى للدولة والذى يقوم بدوره بسداد كافة المستحقات المتطلبة وبالتالى كونت تلك الصفحات اقتصادا لا تعلم الدولة عنه أى شيء
وأضاف النحاس، لا توجد حتى الآن أى ملامح واضحة للجهود التى تبذلها الدولة لحصر تلك الصفحات على الفيس بوك ومنع نشاطها، كما أن معظمها ما هو إلا وسيلة لاستدراج المواطنين للنصب عليهم حيث يتم الإعلان عن صفحة معينة وكتابة عنوانها ولكن سرعان ما يتبين أنها ما هى إلا صفحة وهمية تتسبب، وكثير من الصفحات على شاكلتها، فى ضرر عن طريق استعمال ميك آب منتهى الصلاحية يسبب تشوها للوجه قد يدوم لفترات طويله لمحو آثاره.
وحذر النحاس، من الصمت على هذه الصفحات التى تدير اقتصادا سريا بعيد عن الدولة، وشدد على ضرورة السعى لمنع افتتاح تلك المراكز على أرض الواقع بدون ترخيص قانونيا لها كما أنه لا بد للدولة من فرض الضرائب على المراكز المرخصة منها وفرض الرقابة عليها لمنع مزاولة المهنة لغير المختصين بالتجميل وحماية المواطن من ضياع حقه حتى لا يقع فريسه لتلك الصفحات، وطالب بفرض عقوبة وقوانين رادعة يتم تطبيقها على كل من تسول نفسه استغلال السيدات على الفيس بوك من خلال الإعلان عن صفحات ميك آب مزيفة لا أساس لها من الصحة.
بعيدا عن الرقابة 
وعلق «عادل عامر» الخبير الاقتصادي: على تلك الصفحات بـ«الفخ البعيد تماما عن أعين الرقابة» وقال، إن الكثير من الصفحات المختصة بالتجميل سواء موجودة بالفعل أو مجرد صفحات وهمية تفتعل المصداقية لكسب ثقة السيدات ولكنها فى الأساس لا تمت للتجميل لا من قريب ولا من بعيد فمن يعملون بها غير متخصصين.
وأوضح عامر، لا بد من عدم الانسياق وراء تلك المراكز والصفحات الوهمية التى تخدع الجمهور، قائلا: «معظم مراكز التجميل بعيدة كل البعد عن الرقابة من قبل الدولة وتستخدم ميك آب مجهول المصدر كما أن هناك العديد من الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين والذين تعرضوا للنصب من المراكز الوهمية والتى تم الإعلان عنها من قبل وسائل التواصل الاجتماعى وانساق وراءها المواطن دون معرفة مصدرها كما أن هناك شكاوى عديدة من قبل سيدات تشوهت وجوههم بل واحترقت نتيجة استخدام ميك آب منتهى الصلاحية وحتى الآن لم يجدوا علاجا لحالتهم، مطالبا الدولة بالتدخل لفرض الرقابة ومنع مزاولة هذا النشاط لغير المختصين به لأن ذلك سيضر باقتصاد الدولة من ناحية وبصحة المرأة من ناحية أخرى».