رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

أبناء أردوغان يسرقون الأتراك.. أردوغان يتكئ على صهره لتحسين صورته مع الغرب.. حاكم تركيا بـ"وشين".. حمامة مع أمريكا وغراب مع الشعب.. ازدواجية الخطاب التركي تعبر عن فقر سياسي واقتصادي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرسل رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى بيرات البيرق زوج إسراء أردوغان، الابنة البكر له ووزير المالية فى الحكومة التركية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع، ليحاول إقناع الرئيس دونالد ترامب بعدم فرض عقوبات على تركيا، التى تسعى لامتلاك منظومة الدفاع الصاروخية الروسية «إس- ٤٠٠»، وقدم البيرق خطابا ذا لهجة مختلفة عن ذاك الذى يلقيه أردوغان عبر شاشات التلفاز أمام مؤيديه.

وصرح البيرق فى ختام لقاء مع وزير المالية الأمريكى ستيفن منوشين ومستشار الرئيس الأمريكى جاريد كوشنر، بأن الاجتماع كان بناءً وإيجابيا، وأنه جاء إلى واشنطن لنقل رسالة أردوغان إلى الرئيس ترامب وأبلغه تحياته، وأعرب عن استعداد تركيا لتعديل مدى نظام «إس- ٤٠٠» لديها حتى يناسب الرغبة الأمريكية.
ووصفت وكالة «بلومبرج» الأمريكية الزيارة بأنها محاولة من الرئيس التركى لنزع فتيل نزاع دبلوماسى بين البلدين، ومنع اقتصاد تركيا من الانهيار فى حال فرض ترامب عقوبات، كما حدث خلال أزمة احتجاز القس الأمريكى فى تركيا، وبحسب الوكالة لم ير أردوغان أنسب من صهره ليقوم بهذه المهمة، خاصة أنه يتميز بأسلوب حديث هادئ ولكنة إنجليزية جيدة تمكنه من تهدئة المستثمرين الأمريكيين، الذين يشعرون بالقلق تجاه تركيا واحتمال حدوث المزيد من الاضطراب السياسى.
وهذه ليست المرة الأولى التى يرسل فيها أردوغان صهره إلى الخارج لتحسين صورته مع دولة أخرى، ففى سبتمبر الماضي، سافر البيرق ذو الـ٤٠ عامًا إلى العاصمة الألمانية برلين، وصرح خلال هذه الزيارة بأن علاقات بلاده مع كل من ألمانيا والاتحاد الأوروبى ستشهد بداية لعهد جديد، مضيفًا «لقد تركنا حالة التوتر خلف ظهورنا»، وكانت هذه زيارة تحضيرية لزيارة أردوغان التى جرت فيما بعد، ووصفت وكالة الأنباء الفرنسية حينها البيرق بأنه ولى العهد لأردوغان.
وفى عام ٢٠١٦، ساهم البيرق فى تحسين العلاقات التركية الإسرئيلية وتوقيع صفقات بين وزارة الطاقة، التى كان يتولاها حينها ووزارة الطاقة الإسرئيلية، لمد أنبوب غاز عبر تركيا لإيصال المستخرج من حقول الغاز الإسرائيلية فى البحر المتوسط إلى تركيا والقارة الأوروبية، فضلًا عن ارتباطه بعلاقة جيدة مع وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينت، ساهمت فى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجالات الطاقة.

وخلال العام المنصرم الذى شهد تدهور العلاقات الأمريكية التركية، وفرض الأولى عقوبات هبطت بالليرة التركية لمستويات قياسية، على خلفية احتجاز قس أمريكى فى تركيا، كان يتنقل البيرق بين الدول الأوروبية الكبرى وهى بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لتخفيف عبء العقوبات الأمريكية، قبل أن تستسلم أنقرة لطلب الولايات المتحدة بالإفراج عن القس المحتجز.
ودخل البيرق البرلمان التركى للمرة الأولى يونيو ٢٠١٥، وأُسندت إليه وزارة الطاقة نوفمبر من ذلك العام، وفى مؤشر يدل على مدى التقارب بين الرجلين، كان فى صحبة أردوغان فى الطائرة التى نقلتهما إلى إسطنبول فى رحلة محفوفة بالمخاطر، بالتزامن مع تحليق طائرات منفذى محاولة الانقلاب فى الأجواء التركية، ووقف البيرق إلى جانب أردوغان عندما أعلن الأخير بعد أن حطت طائرته فى مطار أتاتورك فى إسطنبول فشل الانقلاب.

ويشبهه البعض بكوشنر، صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، المستشار الكبير فى البيت الأبيض الذى يتولى مهامَ رئيسية، وفى دليل جديد على مركزه المهم، كان البيرق المسئول التركى الوحيد إلى جانب أردوغان خلال غداء العمل مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والذى شهد تعهدات قطرية بـ١٥ مليار دولار من الاستثمارات المباشرة فى تركيا.
وقبل دخوله الساحة السياسة أدار البيرق مجموعة تشاليك القابضة، والتى تضم شركات للنسيج والطاقة وشركات إعلامية، إذ تملك المجموعة صحيفة «صباح» واسعة الانتشار، وحصل على شهادة ماجستير فى العلوم المالية والمصرفية من جامعة بايس فى ولاية نيويورك الأمريكية. 
وأشارت تقارير صحفية إلى توترات داخل الحكومة بسبب البيرق، وبشكل خاص مع وزير الداخلية سليمان صويلو، المعروف بخطابه النارى على نقيض من البيرق، وكان نشر مقطع فيديو على الإنترنت يبدو فيه صويلو خلال مراسم يرتطم بكتف البيرق، بينما كانا يسيران فى اتجاهين متقابلين، ثم يدير رأسه مبتسمًا.