يبدو أن قطر تواجه مأزقا جديدا الفترة الراهنة في الحفاظ على حصتها السوقية وتحديدا بأسواق بيع النفط في شرق وجنوب شرق آسيا في ظل اضطرارها لخفض إنتاج حقل الشاهين تزامنا مع تقليل أسعار البيع حتى تتمكن من تصريف الإنتاج.
وقررت حكومة الحمدين بقطر خفض بيع شحنات خام الشاهين أكبر حقولها النفطية بشكل مفاجئ وفق مصدر مطلع نقلا عن وكالة رويترز للأنباء.
وعمدت إلى شركة قطر للبترول تعديل مناقصات بيع خام الشاهين إذ عرضت شحنتين حجم الواحدة 500 ألف برميل بدلا من 3 شحنات للتحميل في يونيو على أن تكون الشحنتين للتحميل في 20 و21 يونيو و25 و26 من الشهر نفسه.
كانت النسخة الأولى من المناقصة لثلاث شحنات للتحميل في 20 و21 يونيو و26 و27 من الشهر نفسه و28 و29 منه.
ومن المقرر غلق المناقصة في وقت لاحق الاثنين على أن تظل العروض سارية حتى غد الثلاثاء.
وقالت مصادر تجارية الأسبوع الماضي: إن من المقرر أن تتم إتاحة نحو 15 شحنة من خام الشاهين للتحميل في يونيو.
وتعجز قطر عن إبرام عقود طويلة الأجل لتصريف إنتاجها النفطي تحت وطأة ارتفاع تكاليف الشحن عقب إغلاق العديد من الدول العربية المجال البحري في وجه السفن القطرية.
ويبدو أن الدويلة الخليجية الصغيرة لن تجد مفرًا من الاستمرار في تقديم علاوات خصم حتى تتمكن من تصريف إنتاجها لاسيما في ظل تراجع الطلب في أسواقها الرئيسية وتحديدًا اليابان والهند وكوريا الشمالية على خلفية النزاع التجاري بين أمريكا والصين.
وتستغل شركات النفط ضعف الموقف التسويقي للخام القطري الذي يحتاج إلى مصافي تكرير خاصة حيث قامت شركات يابانية العام الماضي بالتفاوض المباشر على شراء خام الشاهين اعتبارًا من أبريل الماضي بدلا من طرحه في مزايدة تنافسية بين الشركات.
وحقل الشاهين أو حقل نفط الشاهين البحري حقل نفط قطري يبعد 80 كيلومترا إلى الشمال من رأس لفان بدأ الإنتاج في الحقل عام 1994، يتم الإنتاج فيه من خلال 30 منصة ونحو 300 بئر.
وانسحبت قطر من منظمة أوبك مع بداية يناير 2019 ولا تستحوذ الدوحة سوى على أقل من 2% من إنتاج أوبك النفطي.
ومن جهته قال الدكتور محمد الزنط الباحث في العلاقات الدولية ان تخفيض سعر البيع لأكبر حقول انتاج النفط في الدوحة يؤكد على أن المقاطعة العربية أتت ثمارها وأنها تعاني أزمة اقتصادية طاحنة نتيجة سياساتها الخاطئة.
وأعلن الزنط في تصريحات خاصة أن عصابة الحمدين أنفقت أموال الشعب القطري على دعم تركيا وإيران والإخوان ودفعت وستدفع الثمن غاليا وليس أمامها إلا الانصياع أمام طلبات الرباعي العربي مصر والسعودية والإمارات والبحرين.