رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"إيمانويل".. قرية مجانية متكاملة للرعاية.. منازل المرضى مشابهة لمنازلهم الحقيقية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمرارًا لتقليد جمعة الرحمة بالكنيسة الكاثوليكية، زار البابا فرنسيس عددًا من المرضى والمشردين فى روما، وقد بدأها بـ«قرية إيمانويل»، الواقعة بالضواحى الشمالية للعاصمة الإيطالية روما. رافقه فى هذه الزيارات، رئيس الأساقفة رينو فيزيكيلا، رئيس المجلس البابوى لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل.
وتعد «قرية إيمانويل» مؤسسة متخصصة لرعاية الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر. وهى مبنية مثل قرية حقيقية فى مسعى لإعادة تجسيد العديد من جوانب الحياة اليومية، لمساعدة أولئك الذين يعيشون مع هذا المرض للحفاظ على جسر التواصل مع العالم الخارجي، ولتعزيز تنشئة الاندماج الاجتماعية. 
وفور وصوله إلى القرية، استُقبل البابا فرنسيس من قبل السكان والموظفين فى فناء القرية بالدهشة، قبل أن يتبادل قداسته أطراف الحديث معهم. وفى هذه الزيارة، أراد الحبر الأعظم لفت انتباه الجميع إلى ظروف العزلة والشعور بالوحدة التى يخلفها مرض الزهايمر فى الأشخاص الذين غالبًا ما يتركهم المجتمع لوحدهم. 
فى قرية «إيمانويل» يمكن لسكانها العيش فى ظروف طبيعية، والقيام بالعديد من جوانب حياتهم اليومية، اللازمة لهؤلاء الذين يعيشون مع هذا المرض الصعب، بهدف الحفاظ على جسر التواصل مع العالم الخارجي. 
القرية سميت على اسم مؤسسها، البروفيسور «إيمانويل ف. م». يعد «إيمانويل» الأستاذ الفخرى لمؤسسة روما، وهو مبتكر فى مجال الرعاية المنزلية لمرضى الزهايمر، هو الوحيد من نوعه فى إيطاليا، وقد أصبح لمرض الزهايمر الآن أولوية اجتماعية ويتطلب نموذجًا للرعاية لضمان نمط حياة أقرب ما يكون إلى الحياة الطبيعية مع التقدم فى كثير من الأحيان للمرض. 
تتكون قرية إيمانويل من 14 منزلًا، كل منزل منهم مناسب لـ6 أشخاص، يوجد أيضًا سوبر ماركت صغير ومطعم وصالون تجميل، ويمكن للسكان التسوق فى السوبر ماركت، والمساعدة فى المطبخ، والمشاركة فى المهام اليومية، وبهذه الطريقة يحافظون ويتواصلون مع العالم الخارجى بالإضافة لشعورهم بالواقع وهوياتهم الخاصة. 
وكل شقة بالقرية مفروشة بطريقة مماثلة قدر الإمكان للمنزل الذى كانوا يعيشون فيه من قبل انتقالهم للقرية، وليس للمقيم «يوم عادي»، حيث يمكن لكل شخص أن يقرر كيفية قضاء يومه بالطريقة التى يختارها، تضم القرية أطباء وإخصائيين نفسيين وإخصائيين فى العلاج الطبيعى والعديد من المتخصصين الآخرين فى الرعاية الصحية، والمساعدة مجانية تمامًا.
كانت زيارة البابا فرنسيس للقرية غير المتوقع للبابا بالسيارة فى فناء القرية مصدرًا للدهشة والسعادة للسكان الذين تحدث معهم الأب الأقدس، برفقة الأستاذ الفخرى لمؤسسة روما، إيمانويل، والرئيس الحالى للمؤسسة فرانكو باراساسي، وزار البابا بعض المرضى داخل غرفهم. 
وحيّا البابا جميع الحاضرين الذين استقبلوه بدهشة فور وصوله، وزار مختلف أقسام هذه «القرية»، وتبادل الحديث مع الجميع ووجه أيضًا كلمات معزية. وقد أراد البابا فرنسيس من خلال هذه الزيارة، التعبير عن اهتمامه بأوضاع الإقصاء والوحدة التى قد يحدثها مرض كالزهايمر لدى الأشخاص الذين غالبًا ما يتركهم المجتمع وحدهم. 
وأعرب البابا عن رغبته فى إظهار اهتمامه بحالة الإقصاء الاجتماعى والعزلة التى يمكن أن يسببها مرض مثل مرض الزهايمر لدى المصابين، بالإضافة إلى الارتباك والانزعاج والمعاناة فى أسرهم.
يذكر أن مرض الزهايمر يعد من أكثر أشكال الخرف شيوعًا، وهو مرضى مزمن غير قابل للشفاء. ويؤدى إلى تدمير الخلايا العصبية فى أجزاء معينة من الدماغ، ونقص تدريجى فى الوظائف الإدراكية، حيث يؤثر على الذاكرة واللغة والسلوك. إن التشخيص المبكر لهذا المرض يمنع من المضاعفات والتدهور السريع. ويصيب الخرف حوالى 47 مليون شخص على مستوى العالم، وهو السبب السابع للوفاة فى جميع أنحاء العالم.