يعتبر النجم العالمي المصري، عمر الشريف، هو إحدى أبرز علامات السينما المصرية، وتخلد ذكراه حتى هذا اليوم، بسبب ما وصل له من عالمية وشهرة، خاصة أنه النجم الذي تابعه العالم الغربي بأكمله، من خلال الفيلم الشهير "لورنس العرب" عام 1962.
وتحل اليوم ذكرى مولد "العالمي" عمر الشريف، والذي ما زال يعيش في أذهان وقلوب الكثيرين.
ولد ميشيل ديمتري شلهوب "الاسم الأصلي لعمر الشريف"، في 10 أبريل 1932 بالإسكندرية، من أسرة من أتباع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك من شوام مصر ذوي أصول سورية- لبنانية، وكان والده تاجر أخشاب، ولطالما أراد أن يعمل ابنه بهذه المهنة، إلا أن "ميشيل" الصغير، كان شغوفًا بالتمثيل، الذي بدأه على خشبة مسرح كلية فيكتوريا، التي كان يدرس بها، أما والدته "كلير سعادة"، فكانت سيدة مجتمع من أسرة ذات أصول لبنانية- سورية أرستقراطية.
وكان عمر الشريف، زميلا للمخرج العالمي يوسف شاهين بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، عشق المسرح المدرسي، وقدم العديد من تجاربه، وعمره لم يتجاوز الاثنى عشر.
كانت بدايته في السينما، عندما التقى المخرج يوسف شاهين، الذي علم بقصة حبه للتمثيل، وقدمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي"، وشكلا وقتها ثنائيا حتى تزوجا في عام 1955، بعد أن أعلن إسلامه، وأنجبا "طارق".
أما عن بدايته في طريق العالمية، ففي أوائل الستينيات التقى المخرج العالمي دافيد لين، الذي اكتشفه وقدمه في العديد من الأفلام، وبالفعل قد كان نجاحه منقطع النظير في فيلمه الأول "لورنس العرب" في عام 1962، الذي لقى شهرة جماهيرية كبيرة، وأصبح العالم الغربي كله يتابع أفلامه، واستمر "عمر"، مع نفس المخرج دافيد لين، ليلعب عدة أدوار في عده أفلام منها: فيلم دكتور جيفاغو، وفيلم الرولز رويس الصفراء، وفيلم الثلج الأخضر، وغيرها الكثير في الأعوام التالية.
ومع انشغال "عمر" بالعالمية، بدأ في إهمال زوجته وبيته، ما أدى إلى انفصاله عن فاتن حمامة بمنتصف السبعينيات.
قام عمر الشريف، بتمثيل أدوار كوميدية، منها دوره في فيلم السر عام 1984، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية، واكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات كضيف شرف، كما ظهر أيضًا في الكثير من الأفلام التليفزيونية، وبعد انحسار الأضواء العالمية عنه، عاد إلى مصر في التسعينيات وتفرغ للعمل العام.
وفي 23 مايو لعام 2015، الموافق 23 من شهر رمضان، أعلن نجل الفنان عمر الشريف، إصابة والده بمرض "الزهايمر"، حيث كان لا يتذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميّز بين معارفه، وتوفى عمر الشريف بالقاهرة، يوم 10 يوليو لعام 2015، إثر نوبة قلبية حادة عن عمر يناهز 83 عامًا.
