الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في مئوية الثورة.. سعد زغلول يستاء من عيون الملك في المنفى

سعد زغلول
سعد زغلول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط إصرار الوفد المصري على مطالبه بالاستقلال التام، وتأجج الحالة الثورية في الشارع المصري، ووصول المفاوضات بين الجانب المصري والجانب البريطاني إلى الفشل الكبير، اعتقلت السلطة العسكرية سعد زغلول في 23 ديسمبر من العام 1921، ونفته للمرة الثانية إلى جزيرة سيشل، وصحبه في المنفى رفيقه المناضل مكرم عبيد.
وقضى الزعيم أيامه في الترويض، والمناقشة مع مكرم عبيد، واستغل وقته في تعلم اللغة الإنجليزية، والقراءة عن الاشتراكية، وهناك اكتشف أن رفيقه يملك صوتًا شجيًا، فأحب طوال الوقت أن يستمع إلى أغانيه، وبعد مدة نفى الإنجليز رفاق سعد زغلول إلى نفس الجزيرة فاستقبلهم بالبكاء قائلا: "أنتم أولادي".
وانتقل الزعيم من سيشل إلى جبل طارق، وفي أبريل من العام 1923 أفرجت السلطات عنه وسمحت له بالعودة للوطن، لكنه لم يرجع مباشرة، وتنقل في عدة مدن بفرنسا من أجل رحلة علاجية عقب إصابته بوعكة صحية جراء هواء المنفى الذي أصابه بالضعف.
في مذكراته الذاتية التي سجلها الزعيم سعد زغلول، وصدر الجزء الأخير منها عن دار الكتب الوثائق القومية مؤخرا، يحكي "زغلول" عن بعض الذين رافقوه في رحلته، وهم من أعوان الملك، بل يعملون كعيون له، ويرسلون له التقارير اليومية، لاطلاعه على كل ما يحدث، ويظهر الزعيم استياءه الشديد من هؤلاء، حتى أنه لقن أحدهم درسًا في الاستقلالية، وعدم التبعية لا لملك أو للمندوب السامي، فيقول: "لازمني في الرحلة من تولون إلى مارسليا ومنها إلى ليون ومنها إلى هنا- لوزان- سيمون جاك وابنته وقرينته وكان يتدخل في كل شيء، ويحاول أن يلصق بكل الوسائل مع سخافة فيه، ولا أدري ما قصده وما غايته، أن يصرف بإسراف، وقد علمت أن له اتصالا بالخديوي، وأنه يخابره بالتليفون يوميًا، وقد عرض علينا – قبل العيد- أن نكتب له "أي الملك" تلغراف معايدة.
فقلت له: إنه لا صفة لي في ذلك وأنه ليس تابعا لي بل حرا ومستقلا فلا أتعرض باستحسان ولا استهجان لما يفعل، وهو وشأنه فيمن يحب ويكره.
وأضاف الزعيم في مذكراته، أنه مع بلاغة هذا التصريح، فإنه لم يفهم ما أريد، وبعد أن قال إنه لا يرسل، علمت أنه يرسل فعلا، ومن سخافته أنه قال لي أمس "ولم اسأله" إنه أتاه الرد بالشكر مجددا، فلم أفه بكلمة، بل هززت كتفي وانصرف".