الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بعد 1919.. الملك فؤاد يحصد مكاسب غضب الشعب

الملك فؤاد
الملك فؤاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اضطرت سلطة المستعمر البريطانى لإصدار تصريح ٢٨ فبراير، وفيه اعترفت باستقلال مصر مع العديد من التحفظات التى جعلت من حقهم السيطرة على مصر والسودان مجددا، وأصدر السلطان فؤاد الأول فرمانا يقضى بتغير البلاد من سلطنة إلى مملكة، وتلقب بملك مصر والسودان، وحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب عقب اندلاع ثورة عام ١٩١٩، حيث سعى لدى بريطانيا لتعديل نظام وراثة الحكم فى مصر لينحصر فى ذريته بدلا من أكبر أبناء الأسرة العلوية، فكان له ما أراد، حيث أخطرته بريطانيا فى ١٥ أبريل سنة ١٩٢٢ بموافقتها على ذلك، وأن تكون وراثة العرش لفاروق ونسله من بعده، فأصدر الملك فؤاد أمرا ملكيا فى ١٣ أبريل سنة ١٩٢٢ بنظام وراثة العرش، وأصبح اللقب الرسمى لفاروق هو حضرة صاحب السمو الملكى الأمير فاروق، كما لقب أيضا بلقب أمير الصعيد.
نجحت الثورة فى تحقيق مكاسب الاعتراف باستقلالية مصر عن كل من الخلافة العثمانية وبريطانيا العظمى، وتشكيل مجلس النواب، وإجراء انتخابات حرة حقق من خلالها حزب الوفد نجاحات كبيرة، وإصدار دستور عام ١٩٢٣ رغم تحفظات الوفد عليها.
وشهد الملك فؤاد الأول جموع الشعب التى تنادى باسم الزعيم سعد زغلول، فحاول التقرب منه بعد قرار الإفراج عنه والعودة من جزيرة سيشل وجبل طارق، فأرسل من يبلغ سعد أنه سعى طوال المدة الفائتة فى حل أزمته، لكن الزعيم استغرب ذلك وعبر عن اندهاشه من تناقضات الملك فكيف يسعى لمساعدته وإطلاق سراحه، وفى الوقت نفسه يعين ويقرب من يذم فى سعد ويتطاول عليه.
ويحكى الزعيم فى مذكراته الصادرة مؤخرا عن دار الكتب والوثائق القومية: أخبرنى حنفى ناجى فى مارسيليا أن الخديو كان مستاء منى؛ إذ صرحت بأنى أكره سياسة الدسائس، مشيرا إلى خطته، وأنه أرسل إلى خطابا ولم أجب، وأنه رغم ذلك سعى فى الإفراج عنى بأن تكلم مع بعض الإنجليز فى لوزان، قال ناجى وقد عدت إلى مصر أثناء ذلك وبعث إلى تلغرافا، وبمجرد أن وصلنا، كلفنى أن أذهب إلى لوندره لأسهل فى الإفراج عنك بواسطة أحد موظفى نظارة الخارجية، وكان سبق له أن خدم فى مصر».
لكن سعد رد عليه: «لولا ثقتى فى صدقك ما صدقت هذه الحكاية؛ لأن الخديو كيف يسعى فى صالحى وهو غضبان مني؟ وكيف لا يخبرنى لا هو ولا أنت بهذا المسعى الجليل عند حصوله ولا عقب نجاحه؟ وكيف تختفى عن وكيلي، وتعظيمه بمن ملأ الجرائد فى الطعن علي؟ وكيف يمتد نفوذ الخديو إلى هذا الحد؟ حد حل مسألة عقدتها إنجلترا فى وجه أمة بتمامها وفى وجه كثير من أبنائها؟
ورغم هذا؛ فإن ناجى أكد له الكلام وأقسم عليه بالإيمان على صحته، وعرض عليه نقودا من الخديو، لكنه رفض أن يقبل مالا منه، وأنه عندما يحتاجها سوف يطلبها منه.