رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

كريستوفر مارلو.. شاعر التراجيديا

كريستوفر مارلو
كريستوفر مارلو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد الكاتب المسرحي والشاعر الإنجليزي كريستوفر مارلو، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 26 فبراير، في ضاحية كانتربري البريطانية، وتلقى تعليمه في مدرسة الملك، ثم التحق بكلية كوربس كريستي في كامبردج، والتي كانت حينذاك مركزًا فكريًا مرتبطًا بمؤسسات القوة والنفوذ السياسي، وحصل على منحة مدتها ست سنوات لدراسة علم اللاهوت، وحصل هناك على الإجازة عام 1584، ثُم اختير باحثًا في بلاط الملكة إليزابيث الأولى، وتمكن من نيل درجة الماجستير في عام 1587، على الرغم من غيابه المتكرر وغير المبرر، وظهرت إشاعات عن تحوله عن البروتستنتية إلى الكاثوليكية، وهو ما ظهر فيما بعد أنه كان يسافر إلى الدول المجاورة، خاصة فرنسا، حيث كان عميلًا سريًا يراقب الكاثوليك هناك لمصلحة مخابرات الملكة، بهدف كشف أية مؤامرات تحاك ضدها، لذلك فقد تدخل مجلس الملكة وبعث برسالة لإدارة الجامعة وطالب فيها بمنح مارلو درجة الماجستير لما قدمه من خدمات للملكة.
انتقل مارلو بعد إنهاء دراسته إلى العاصمة لندن، حيث كتب الشعر والمسرح، وعاش حياة صاخبة، إذ اصطدم مع القضاء في قضايا ومشاجرات عدة، وكان قلقًا، عنيف الطباع، وأسس مع مجموعة من الأدباء والمفكرين المعارضين ما أطلق عليه "حلقة رولى" التي عرف عنها تداول الأفكار التقدمية المتطرفة المعارضة للدين والدولة وميلها إلى المواقف ذات الطبيعة العلمية والعلمانية؛ وبسبب انتمائه إلى تلك المجموعة وعمله في الوقت نفسه لمصلحة الحكومة، لم يعرف أحد أبدًا ولاء مارلو الحقيقي، فهناك من رأى أنه أخلص الولاء للملكة، ومنهم من اتهمه بالتعاطف مع الكاثوليك والتآمر معهم ضدها، وربما هذه الحياة المزدوجة التي عاشها العبقري الإنجليزي كانت سببًا في اغتياله.
وعلى الرغم من قصر حياته الأدبية كتب مارلو كثيرا من المسرحيات والقصائد التي جذبت الجمهور آنذاك وأثرت في معاصريه من الكتاب، فيما لا تُعرف التواريخ التي كتبت فيها نصوصه المسرحية بدقة، إذ إن معظم أعماله نشرت بعد وفاته، وجاءت مأساة "ملكة قرطاج" المنشورة عام 1594 الأقل نضجًا لغويًا بين أعماله، أما "تيمورلنك" فقد كتبها في جزءين ونشرت بين عامي 1587 و1588، وحققت شعبية عند عرضها على مسرح "الروز" الذي احتضن معظم مسرحياته، وكتب مسرحيته الأبرز "مأساة الدكتور فاوست" عام 1589، ولكنها لم تنشر حتى 1604 وقد اقتبسها مارلو من أسطورة العالم الألماني فاوست الذي باع روحه للشيطان مقابل علم غير محدود، أما "يهودي مالطا" فقد كتبت بين عامي 1588 و1590، والمسرحية التاريخية "مأساة الملك إدوارد الثاني" في عام 1590، وعرضت أول مرة عام 1593، وكانت مصدر إلهام لشكسبير ومعاصريه حين حول مادة تاريخية إلى مسرحية تعالج موضوع الصراع بين الرغبة والعاطفة والحكمة من جهة، والسلطة من جهة أخرى، وكتب أيضًا "مذبحة في باريس" صور فيها لعبة السياسة والمؤامرات والقتل.
رحل مارلو عن العالم في 30 مايو 1593 عن عمر يناهز 29 سنة.