الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تفتح ملف الشارع الأثري.. مباني شارع المعز "ضياع وهدم 1000 عام من التاريخ".. مسجد "محب الدين الطيب" يعاني الإهمال.. هل تلقى "الوكالة النفادة" مصير وكالة العنبريين؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار خبر هدم وكالة العنبريين غضب الشارع المصرى والباحثين في الآثار الإسلامية، وهو القرار الذى جاء ضاربًا بعرض الحائط قرار النيابة الإدارية، بأهمية تسجيله كأثر، مُدمرًا الزخارف والنقوش التى كانت تملأ واجهة الوكالة، والتى كان من الممكن أن يتم نقلها ووضعها فى أحد المتاحف، هذا إذا صدقنا رواية المبنى المتهالك الذى لم يتبق منه سوى الواجهة، التى أصبحت فى مواجهة بلدوزر «فاطمة المعداوي» والتى تجسدت هذه المرة فى مافيا سارقى التاريخ.
ويعد شارع المعز لدين الله الفاطمى أحد أهم المتاحف المفتوحة، حتى لو لم تسجل مبانيه فى سجلات وزارة الآثار، ورغم ذلك فلم تعان المبانى غير المسجلة فقط من الإهمال أو الهدم، فأيضًا المبانى التى تم إدراجها كأثر تعانى الإهمال ذاته، فمن باب الفتوح، وجامع الحاكم، وزاوية الكليباتي، ومسجد وسبيل السلحدار، ومنزل مصطفى جعفر، وبيت السحيمي، ومقعد ماماي، وحتى باب زويلة. 
فعلى بُعد خطوات من شارع المعز، وبالتحديد فى منطقة الجمالية هناك العديد من الأماكن الأثرية التى تعانى الإهمال وعدم الترميم والرعاية، ومنها مسجد عبداللطيف القرافى، ومسجد محب الدين الطيب، والذى يرجع تاريخهما لعصر الدولة العثمانية، كما أن المنطقة بها العديد من المبانى التى تعتبر أثرية، إلا أن علامات الزمن والإهمال تضرب جدرانها تارة بالحرائق، وتارة من الإهمال، وتارة بسقوطها من التسجيل فى دفاتر المجلس الأعلى للآثار، وغفلة من أعضاء اللجنة الدائمة. 
«البوابة نيوز» انتقلت إلى شارع المعز لترصد الموقف الحقيقى للآثار الإسلامية، ففوجئنا بأن مأساة وكالة العنبريين مرشحة للتكرار فى أكثر من موقع من أبرزها مسجد محب الدين، ومسجد عبداللطيف القرافى.. وغيرهما من الأماكن الأثرية. 
واللافت فى الأمر أن العديد من المساجد المسجلة لدى وزارة الآثار تعانى من الإهمال وهو ما يطرح السؤال الصعب: هل ضحت وزارة الآثار بوكالة العنبريين حتى تتخلص من عبء ترميم وإعادة المكان إلى طبيعته السابقة، وهو ما سوف يتكرر فى هذه الموقعة بأماكن أخرى؟

مسجد محب الدين أبي الطيب:
يُعد مسجد محب الدين أبي الطيب، الذى يتبع منطقة آثار الجمالية فى شارع خان أبوطاقية من الخرنفش ومتفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي، والذى يرجع تاريخ إنشائه فى الفترة من ٩٣٤ إلى ٩٣٥ هجرية، ويرجع تاريخه إلى العصر العثماني، من أهم المساجد فى تلك الفترة إلا أن المسجد ورغم إدراجه ضمن قائمة المساجد الأثرية إلا أنه يعانى من الإهمال الشديد حتى بعد ترميمه، فتجد أن جدران المسجد بها تلف شديد، ودورات المياه تكاد أن تتهاوى ومعرضة للسقوط، كما أن المسجد يعانى من تشققات فى الجدران. 
ويقول الحاج محمد البدوى أحمد، ٧٩ عامًا، أحد سكان منطقة الخرنفش، ولدت هنا فى خان أبوطاقية، وشاهدت المسجد وتعلمت القرآن فى المدرسة الملحقة به، والتى أنشئت لتحفيظ القرآن، كما كان يوجد تكية أيضًا لإطعام الفقراء، وأن معالم المسجد قد تغيرت كثيرًا، فقد تم هدم المدرسة والتكية، والتى كانت مبنية على نفس الطريقة التى بنى بها المسجد، والمسجد يخدم المنطقة فالجميع يأتى للصلاة فيه، ولكن حتى بعد ترميم المسجد فحالته صعبة جدًا، وكانت السيدات تأتى للصلاة فيه وكان هناك جزء مخصص لهن ولكن بعد انتشار الورش والصنايعية فى المنطقة وتحول المكان من مكان سكنى لمنطقة حرفيين، عزفت النساء على الدخول للمسجد.
وفى سياق متصل، قال سعد عبد السيد، أحد سكان منطقة الخرنفش، ٨٥ عامًا، الجامع قديم جدًا، حيث عاصرت خروج كسوة الكعبة، وكان يحضر الملك فاروق كل عام، للاحتفاء بخروج الكسوة، وتحميلها على الجمال، فالمنطقة هنا شهدت الكثير من العظماء منهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والفنانة ليلى مراد.


ولم يفلت مسجد عبداللطيف القرافى والمسجل برقم أثر «٤٦» من الإهمال وطمس معالمه رغم صغر حجمه، والذى يُعد تحفة معمارية هو الآخر، إلا أنه متروك ليد الإهمال والتصدع إثر عمليات الهدم التى تحيط به.
ويقول الدكتور سامح الزهار، الخبير فى الآثار الإسلامية، إن مسجد محب الدين الطيب، والذى كان صاحبه واحدًا من كبار معاصرى سليمان باشا الخادم، وتميزت عمارته بأن له إيوانين، والصحن الخاص به مفروش بالرخام، وأن إيوان القبلة من الأيونات المميزة فى مساجد القاهرة القديمة، وذلك لأنه يحتوى على عقد كبير جدًا من الحجر، والذى ما زال موجودا ولم يتغير حتى بعد عمليات الترميم التى أجريت عليه، والمنبر الخاص به مميز جدًا، والمنبر الموجود به هو المنبر الأصلى الخاص وهو دقيق جدا فى الصناعة ومرصع بالعاج والأبانوس.
وتابع «الزهار» أن المحراب من أكثر محاريب القاهرة تميزًا ومكسو بالرخام، كما يحتوى على مجموعة من «الخلاوي» والمخصصة لمنشئ المسجد وأولاده للعبادة، ويقع فوق «الدركاة» أى الممر الخاصة بالمسجد، مكان كان يستخدم لسكن الإمام، وهو من أهم الأشياء المميزة فى العمارة الإسلامية، وكانت المئذنة الخاصة بالجامع مبنية من الطوب الآجر، والتى اختفت تماما فى القرن التاسع عشر، وكانت مئذنته غنية ومهمة وموجودة فى الجهة الشرقية، وكانت مئذنته مكونة من ثلاثة طوابق انهارت ولم يفعل حيالها أى شيء، وأن السبيل الخاص بالمكان، كان ملحقا بها ملاصقة عددا من المبانى وكان يعلوه كتّاب لتعليم أطفال المسلمين الأيتام القراءة والكتابة.
أما مسجد عبداللطيف القرافى والموجود بشارع الخرنفش والذى أنشأه عبداللطيف فى الفترة من ١٥٩٠ إلى ١٥٩٤ ميلاديا، ويتميز هذا المسجد بصغر حجمه، وبه إيوانان، وبه «درقاعة» عليها شخشيخة مثمنة، وهذا ما تثبته لنا الكتابة التاريخية عليه وهى عبارة عن البسملة «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، ومن أهم مميزات الجامع أن النص الإنشائى الخاص به ما زال موجودًا، والنص هو: «أنشأ هذا المسجد المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ عبداللطيف ابن المرحوم سعد الله ابن القرافى السعودى لطف الله به وتقبل منه بتاريخ شهر شعبان الجارى سنة خمس وتسعين وتسعماية».


وأكد «الزهار» أن الجامع من أكثر جوامع القاهرة التاريخية جمالًا، وما يميزه الوجهة الخاصة به وهى واجهة جميلة ويميزها مجموعة من المقرنصات، وهى المحاريب الصغيرة، والتى تُعد من الأشياء المهمة، وأن ما يميزه هو حفاظه على روحه التاريخية التى لم تتغير على مر العصور، وأن الباب الخشبى الخاص بالمسجد من الأبواب المميزة التى يظهر فيها دقة وبراعة الصانع فى استخدام الزخارف الهندسية وتوظيفها.
وعن أسباب تدهور حالة الجامعين، قال الزهار: «إن الأسباب الرئيسية تكمن فى أنه لا يوجد متابعة لصيانة عمليات الترميم، والصيانة الدائمة، حيث يحتاج هذا إلى ضرورة توفير نقود لعملية الترميم الدائم، وبالتالى يجب على الجهات المختصة وهى وزارة الأوقاف طبقًا للقانون، ثانيا أن الوزارة ترفض توفير الاعتمادات المالية لترميمه وتوفير الدعم المادى لجميع المساجد الأثرية، وبالتالى تسوء وتتراجع حالة المساجد الأثرية حتى بعد عمليات الترميم، وثالثًا أن عملية تأمين المساجد غير كافية، لأن عدد أفراد الأمن غير كاف، وغير مدربين بشكل كبير، وأن أمن وزارة الآثار حتى الساعة الخامسة، والمسئول الخاص بالأوقاف لا يتواجد فى الفترة المسائية، وهو ما يعرض المساجد للسرقة، وأن الآثار الإسلامية فى مصر لا يوجد فيها مراقبة بالكاميرات، وبالتالى هذا هو ما يدعو للتساؤل فيجب وجود أنظمة مراقبة متكاملة، وهذا شيء مهم جدًا، فيجب أن يكون هناك ضخ دماء جديدة فى الأماكن الأثرية، ولا يتم الاعتماد على الوجوه القديمة، وبالتالى فيجب على وزير الآثار أن يعيد النظر فى قيادات القاهرة التاريخية مرة أخرى. 
وأشار إلى أن من أهم الأخطار التى تؤثر على منطقة القاهرة التاريخية هى الورش المهنية، فيجب أن يتم ضبط عمل المواطنين والأفراد داخل المدينة التاريخية، وأن أى مهنة أو ورشة تعمل على الحرف غير التقليدية وبعيدة عن الحرف التى لها علاقة تاريخية بالمكان، مثل ورش تصنيع البلاستيك أو الحديد أو الألومنيوم، وأفرانها يجب نقلها، وعلى الدولة إيجاد بديل لهذه الحرف، وأن يتم عمل لجنة لحصر كافة الصناعات الموجودة، أما الورش التى تعمل فى المهن التراثية فيجب أن يتم الحفاظ عليها وتنميتها لأنها جزء من نسيج المكان، كما يجب توفير سبل الأمن والسلامة، ووسائل الحماية المدنية، وأن تكون موجودة بشكل دائم، وأن تختفى ظاهرة الأسلاك الكهربائية، فهناك وسائل حديثة للكهرباء ويمكن لمهندسى الكهرباء المصريين عملها بشكل بسيط، كما يجب أن تكون هناك وسائل للسلامة، واستخدام نظام بخاخات المياه الإلكترونية، فى الحرائق خاصة وأنها منطقة شعبية، ونسيجها متكامل ومتشابك ودخول عربات الإطفاء أصبح مستحيلا، ويجب أن يتم مراجعتها. 
وشدد «الزهار» على ضرورة أن تدرج فى عمليات الترميم، وأنه لا يجب العمل بشكل عشوائي، وأن تقوم الوزارة بعمل حصر للمساجد، وتقسيمها لثلاث مراحل، أولًا المساجد التى على وشك الانهيار، والمساجد الأقل خطورة، ثم المساجد التى يمكن أن نعمل بها ما يمس بدرء الخطورة حتى يتوفر الدعم المالى لإكمال عمليات الترميم، كل ذلك وفق خطة عمل جادة. 


كما يمكن لوزارة الآثار أن تفتح الباب للمستثمرين وللجامعات فى هذا الشأن ولو فى المقابل حق الانتفاع لعدد معين من السنوات، حيث يمكن أن تعطى الأماكن للجامعات وجعل المكان لتدريب الطلبة، وتحت إشراف المتخصصين من وزارة الآثار، وهذا ما يحدث فى مناطق الحفائر، فمنه تتحمل الجامعة تكاليف الترميم وفى نفس الوقت يستفيد الدكاترة ويقومون بتعليم الطلاب، وإذا حدث هذا فيمكن فتح على الأقل من ٢٠ إلى ٣٠ مشروعا على مستوى الجمهورية، تعمل فى نفس الوقت، دون أن تتحمل الدولة أى مصاريف للترميم.

الوكالة النفادة: 

تعتبر «الوكالة النفادة» بمنطقة وكالة خان أبوطاقية – كما يسميها أهالى منطقة الخرنفش- ذات أهمية كبرى، فهى الممر الوحيد الذى يتم العبور من خلالها بين خان أبوطاقية وحارة اليهود، وهى مجرد بوابة قديمة تعلوها قبة بالغة الجمال مغلفة باللون الأسود إثر الحريق الذى حدث بها منذ سنوات طويلة، وأدى إلى طمس معالمها، وتهدم المنزل المتواجد أعلى قبة العبور، لتصبح عبارة عن مجموعة من الغرف الصغيرة التى تستخدم كورش لتصنيع المنتجات الحرفية المختلفة، مثل ورش صناعة البلاستيك والألومنيوم والحديد، والنحاس.
فهى بوابة لن يعيرها المارة أى اهتمام نظرًا لقدمها، فهى مجرد ممر يجلس بداخلها صناع الأقفاص من جريد النخيل لتجد نفسك أمام حارة ضيقة كانت، ومن الواضح أنها ترجع لأحد المنازل التى كانت متواجدة فى شارع أبو طاقية وفتحت جدرانه حتى تكون ممرًا للعبور واستخدمت غرفه لتكون ورشا لتصنيع المنتجات. 
ويقول محمد دسوقى، أحد أصحاب ورش تصنيع البلاستيك، إن المنطقة تدعى منطقة الوكالة النفادة، وهى الممر الذى يخرجنا على حارة اليهود والمنازل القديمة الخاصة بهم، وأن الوكالة قد تعرضت لحريق كبير أدى إلى هدم المنزل الموجود أعلى الممر وقام سكان المنزل، وأصحاب الورش ببنائها بالطوب الأحمر.


اللافت للنظر فى هذه الوكالة التى يبدو مستأجروها من أصحاب الورش أن المؤجر لن يخرجهم فى يوم من الأيام حتى لو أحرقت جميعها، ولكن المدهش هو الجدار الكبير الذى يعلو أحد المنازل قديما، والذى تحولت إلى مجموعة من الورش التى تقوم بصناعة الأدوات المنزلية والحديد الصلب، وورش تصنيع النحاس، فجدران المنزل بها آثار زخارف هندسية، ونقوش نباتية والتى ترجع إلى العصر المملوكي. 
ويقول الشيخ مجدى نجيب، صاحب ورشة تصنيع أدوات منزلية، إن الكثير من الأجانب يأتون إلى هنا ليقوموا بتصوير أطلال المشربية التى تعلو مدخل المنزل والسيراميك المزخرف باللون الأزرق، وهذه النقوش. 
وعن صاحب أو أصل المنزل القديم يقول نجيب: «إن هذا المنزل ليس له اسم صاحب احنا رقم ٢٠ شارع أبوطاقية، أنا بقالى ٥٠ سنة فى المنطقة وعمرى ما عرفت مين صاحب البيت، وكنت أسمع أنه كان سجنا فى أيام المماليك». 
وعن المنزل رقم ٢٠ بشارع أبوطاقية أو كما يطلق عليه أهالى المنطقة «الوكالة النفادة» باعتبارها الممر الفاصل بين وكالة أبوطاقية وحارة اليهودى يقول الدكتور سامح الزهار إن اسم «الوكالة النفادة» لم يتم ذكرها فى أى من المصادر التاريخية ويبدو أن أهالى المنطقة أطلقوا عليها هذا الاسم. 


وعن الجدران والزخارف أكد أن الزخارف ترجع إلى العصر العثمانى أو المملوكى نظرًا لأن الطراز المعمارى نفس المستخدم فى تلك العصور، وأنه لا بد وأن يكون له أهمية تاريخية. 
والمبنى تم تقسيمه إلى غرف صغيرة تستخدم كورش لتصنيع البلاستيك والأدوات الكهربائية، والحديد المسلح وعدد كبير من الحرف التراثية وغير التراثية ويحاول مستأجرو المكان ترميمه من وقت لآخر واستحداث بعض الغرف التى تستخدم كحمام، وترميم ما تبقى من المبنى إثر الحريق وذلك عن طريق مستخدمي الطوب الأحمر والأسمنت المسلح، مع وجود ممرات ضيقة للعبور إلى حارة اليهود والتى تحتوى على مجموعة كبيرة من منازل اليهود والتى بنيت بطرز معمارية رائعة الجمال والتى تعلوها نجمة داود، وعلى الرغم من خروج اليهود من مصر إلا أن الوعى الشعبى لسكان الحارة لم يقترب من هذا المعمار، إلا فى بعض الحالات التى قامت بتشويه المبنى بالسيراميك والرخام والذى شوه واجهة المنزل. 
فهل سيلقى المبنى رقم ٢٠ بشارع خان أبو طاقية والمليء بالمبانى والوكالات التراثية نفس المصير الذى لاقته وكالة العنبريين، ونجد بوابته فى مواجهة بلدوزر فضة المعداوى بحجة أن تلك المبانى لا ترتقى لأن تكون مبانى أثرية، حتى لو كانت مجرد واجهة كان من الممكن أن يتم تفكيكها ووضعها فى أحد المتاحف لتظل شاهدة على هذا العصر، ومع ازدياد تعديات المواطنين والسكان المحيطين على تلك المنازل التى هاجر معظم ساكنيها الأصليين، وسكنتها ماكينات الحدادة والخراطة.. بل والتهمتها ألسنة اللهب ليظل الجحر متواجدا بنقوشه وزخارفه البالغة الجمال والروعة، وليس رقم ٢٠ فقط هو الذى يعانى من الإهمال والتعديات فى شارع خان أبوطاقية فهناك كذلك وكالة الكردانى والتى كانت مسجلة وخرجت من الآثار بسبب تهدم عناصرها ولم يتبق منها سوى البوابة فقط، ووكالة خان أبوطاقية أو شهبندر التجار، كما يطلق عليها فى السابق، وكذلك باقى منشآت خان أبوطاقية والتى أصبح معظمها فى طى النسيان إثر الهدم والبناء ما أدى إلى خروجها من الآثار بسبب وتهدم معظم عناصرها المعمارية ولم يتبق منها إلا البوابة.
المحراب من أكثر محاريب القاهرة تميزًا ومكسو بالرخام، كما يحتوى على مجموعة من «الخلاوي» والمخصصة لمنشئ المسجد وأولاده للعبادة، ويقع فوق «الدركاة» أى الممر الخاصة بالمسجد.