الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

نور الدمرداش.. ملك الفيديو الذي عشقته الكاميرا

نور الدمرداش
نور الدمرداش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك العديد من المخرجين الذي يستهويهم الظهور أمام الكاميرا كممثلين في العديد من الأعمال الفنية، وخاصة تلك الأعمال التي يقومون بإخراجها، ومنهم من يرى أن هناك شخصية معينة لن يستطيع أحد أن يجسدها سواه، أو أن يظهر لتقديم مشهد أو أكثر حتى لو ظهر للمتفرج العادي وكأنه "ممثل كومبارس".
ولكن مع حالة المخرج الراحل نور الدمرداش وتكرار ظهوره في العديد من الأعمال التي تجاوزت 40 عملًا فنحن أمام ممثل من الدرجة الأولى وقعت الكاميرا في غرامه فقدمته كممثل رائع مثلما قدم هو من خلالها أعمالًا ناجحة ومتميزة كمخرج، ولعل شخصية "صلاح" الشهيرة التي قدمها في فيلم "صغيرة على الحب" أبلغ دليل، فهذا المحاسب الذي يهوى الطبيخ وصنع العديد من الأكلات ولا هم له سوى إعداد المأكولات الشهية، هذا الشخص كان بمثابة الجرعة الأكبر للكوميديا في هذا العمل، وبرغم مرور سنوات عديدة على هذا العمل ولكن تظل هذه الشخصية في أذهان الجمهور المصري وأيضًا القائمين على صناعة السينما، حتى أنه من هذه الشخصية تم استنساخ العديد من الشخصيات في أعمال سينمائية كثيرة.
ومن الشخصيات التي برع الدمرداش خلال مشواره مع الفن شخصية "عمارة الزيادي" في فيلم "عنتر بن شداد"، والتي أصبحت جملته الشهيرة "يا ولد هات العطر" بمثابة "افيه" مستمر في التداول منذ طرح الفيلم عام 1961 وحتى الآن. 
الفنان نور الدمرداش الذي لقب بـ "ملك الفيديو" ولد يوم 12 نوفمبر عام 1925م في مدينة طنطا، تخرج من كلية التجارة ثم حصل على بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1956م، وتزوج من الفنانة كريمة مختار، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم المهندس شريف والمخرج أحمد والإعلامي معتز الدمرداش، وابنه تُدعي هبة.
ملك الفيديو الذي نجح في تقديم أعمال درامية بشكل لم تعتاده أعين المشاهدين في ذلك الحين كانت بدايته في المسرح، حيث عمل في مسرح زكي طليمات، ثم أخرج أول أعماله السينمائية بعنوان "ثمن الحرية" عام 1964، إلا أن التاريخ الفني يشهد دائمًا بأنه كان من أهم رواد التليفزيون لأهمية المسلسلات التليفزيونية التي قام بإخراجها، ومن أبرزها مسلسل "لا تطفئ الشمس" و"الرحيل" و"الضحية".
لم يكتفي الدمرداش بكونه رائدًا في فن الإخراج التليفزيوني ولكنه شغل أيضًا عدة مناصب كبيرة بالتلفزيون ابتداءً من مراقب عام التمثيليات ومراقب عام البرامج الفنية، ثم رئيسًا للقناة الأولى حتى أصبح نائبًا لرئيس التليفزيون وهو آخر المناصب التي تولاها قبل وفاته.
كان مسلسل "السقوط في بئر سبع" هو آخر أعماله، إلا أنه لم يتمكن من استكمال حلقاته قبل أن يتوفي في 7 فبراير 1994، بعد أزمة قلبية حادة، وعبر مشواره كمخرج قدم اعمالًا تعد علامات في الإخراج التليفزيوني منها "أنا وأنت وبابا في المشمش" و"موسيقى وجاسوسية" و"الشهم والطماع" و"بعد العذاب والانتـقام" و"هارب من الأيام"، وأمام الشاشة قدم كممثل أعمالًا كثيرة مثل "المولد" و"شارع الحب" و"بعد العذاب".