الموهبة دائمًا تحتاج لمن يدعمها، وخاصة في مرحلة الطفولة، فمعظم الأطفال يكون لديهم بعض المواهب التي تلمع لفترة، ولكن سرعان ما تنظفئ بسبب اختفاء من يدعم تلك المواهب، أو التعامل مع هذه الموهبة بشيء من الاستهانة، ولكن مع الطفلة المعجزة "فيروز" كان الأمر مختلفًا ففي زيارة أسرية لصديق أسرتها اكتشفها صديق والدها الفنان السوري إلياس مؤدب، حيث كان يعزف في إحدى الزيارات لهم على الكمان بالمنزل، وكانت ترقص على الموسيقى التي يعزفها، ولفتت انتباهه ولاحظ موهبتها وحاول تطويرها.
بعدها قام إلياس بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه فيروز وحدها، ولأنه كان يغني في حفلات منزلية اصطحبها معه لتؤدي المونولوج في إحدى المرات، وتأكد "إلياس" أن فيروز ستنطلق يومًا ما في عالم الفن، وبالفعل أثارت تلك الطفلة الصغيرة إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها الأول نجاحًا باهرًا، فقرر إدخالها مسابقة مواهب في ملهى الأوبرج الليلي حيث نجحت نجاحًا باهرًا أيضًا.
عقب ذلك النجاح المدوي التف حولها المنتجون السينمائيون، فاختارها الفنان أنور وجدي من بينهم، ليوقع مع والدها عقد احتكار تتقاضى عنه ألف جنيه عن كل فيلم، وكان فيلم "ياسمين" الذي قدمته عام 1950، هو أول عمل لها وهى ابنة السابعة من عمرها، وبعدها قدمت العديد من الأعمال الأخرى حتى عام 1959، حينها توقفت عن العمل الفني، بعدما قدمت فيلم "بفكر في اللي ناسيني" لتترك التمثيل حتى وفاتها، وكان آخر ظهور لها حضور تكريمها في «مهرجان القاهرة السينمائي» عام 2001.
وأثناء عملها مع «فرقة إسماعيل ياسين» تعرفت على الفنان بدر الدين جمجوم، الذي تزوجها بعد فترة قصيرة من أعتزالها وأنجبا ابن وابنة هما «أيمن» و«إيمان»، واستمر زواجهما لأكثر من ثلاثين عامًا حتى وفاته عام 1992.
تنتمي فيروز لأسرة أرمنية، اسمها الحقيقى "بيروز أرتين كالفيان"، لقبوها باسم شيرلى تمبل المصريه، وغير انور وجدى اسمها للاسم الفنى "فيروز"، وهى أيضًا شقيقة الفنانة نيللى.
قدمت "فيروز" العديد من الأغاني الاستعراضية من أشهر "معانا ريال"، وأغنية "كروان الفن وبلبله"، و"أنا كتكوتة نونو ودح"، و"بحلق لي وبص لي"، وكانت تغني وتمثل أيضا فقد غنت أكثر من 11 أغنية على مدار أعمالها الفنية.
قدمت فيروز مجموعة كبيرة من الافلام بعد فيلم "ياسمين"، وهى فيروز هانم، والحرمان، وصورة الزفاف، ودهب، وعصافير الجنة، وإسماعيل يس طرزان، وأيامي السعيدة، وإسماعيل يس للبيع.
كان آخر أفلامها فيلم "بفكر في اللى ناسينى" عام 1959 وقررت بعده التوقف عن العمل والاعتزال، لتختار الحياة الأسرية بمحض إرادتها، وكانت فى ذلك الوقت في العشرين من عمرها، حتى تظل فى أعين جمهورها الطفلة الشقية فيروز، إلى أن رحلت في 30 يناير 2016 عن عمر ناهز الـ73 عامًا بعد صراع مع المرض.
