رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية صعيدي اشتكى جمال عبدالناصر للعاهل الأردني

 جمال عبدالناصر والعاهل
جمال عبدالناصر والعاهل الأردني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت العلاقات السيئة بين الزعيم الراحل عبدالناصر، والملك حسين ملك الأردن، في بدايتها للظهور؛ وكانت في هذه الفترة "الستينيات" تستعد مصر لاستضافة القمة العربية الثالثة؛ والتي كانت تهدف إلى تقريب وجهات النظر والقضاء على الخلافات بين الأشقاء، بالإضافة إلى إنهاء الخلافات وتصفية الجو العربي، واعتبار وجود إسرائيل خطر يهدد الأمن القومي العربي، ويتم إرسال ما تم الاتفاق عليه بين زعماء العرب في مذكرة للأمم المتحدة. وكان من بين الحضور المرتقب لتصفية الأجواء الملك حسين.
أشرف الرئيس عبدالناصر قبل القمة على الاستعدادات بنفسه، ليكون هناك استقبال يليق بالزعماء ويقف "جمال" في انتظارهم وتوديعهم لتصفية الخلافات بين الزعماء العرب.
على الجانب الآخر يفصل "عبدالناصر" عن شاب صعيدي يسمى محمد محمود أكثر من 500 كيلومتر ويسكن تحديدا في محافظة قنا بمدينة أبو تشت، الثلاثيني ضل طريق العمل والزواج بعدما تكالبت الظروف المعيشية وضيقها عليه، لم يجد مفرا للتغلب على همومه سوى إرسال خطاب للزعيم يشكو إليه أحواله، لينقذه من فقره، وفي نهاية الخطاب يكتب جملة تهديدية للرئيس عبدالناصر قائلا: «وإلا أروح أشكيك للملك حسين!».
ربما كان وقتها يجهل "الجنوبي" ما يدور في أروقة الحكام، وربما كان على علم وتعمد أن يقول ذلك ليجذب انتباه عبدالناصر الذي ينشغل بمشاكل الأمة.
أمر عبدالناصر بإحضار الصعيدي إلى القصر الجمهوري للقائه وبحث أمره بنفسه، يروي ابنه شعراوي القصة التي حكاها له والده قائلا: «وصل لأبي أمر من عمدة القرية للسفر إلى القاهرة، وقال له العمدة عملت إيه الريس عايزك؟».
توجه "محمد" إلى القاهرة ووجد في الخامسة صباحا سيارة تنتظره على محطة قطار القاهرة، وتوجهت به إلى القصر الجمهوري.
قابل عبدالناصر الصعيدي موجها له عتابا:«إيه يا محمد هو في مصرى يشتكي مصري برضه!».
فرد "محمد" على الزعيم: «يـــا ريـــس الــحــيــاة ضــاقت بـيـا، والظروف صعبة، وأنا لا عارف أتجوز ولا أشتغل؛ فـأمـر عبدالناصر أن يصرف له راتبا شهريا، وأعطاه من جيبه الخاص ٥٠ جنيها، تزوج بها واشترى جاموسة، كانت فاتحة خير عليه».
ويختتم ابنه: «رحل أبى وظلت حكايته بين الناس يتداولونها حتى اليوم».