الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس يكشف حقائق مثيرة عن "السترات الصفراء" و"الربيع العربي".. عبدالرحيم علي يحذر أوروبا من مخاطر الإسلام السياسي.. وخبراء يشيدون بدور السيسي والجيش في التصدي لمخطط الإخوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف النائب عبدالرحيم علي، مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، بعض أوجه التشابه بين أحداث "السترات الصفراء" في باريس وأحداث يناير 2011 في مصر، قائلا إن السنوات القليلة الماضية أثبتت أن ما حدث في المنطقة العربية من إرهاب بدأ في الدخول إلى أوروبا مؤخرًا، والتي كانت تظن كونها بعيدة عن التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن المقاربات باتت مهمة، وكذلك مناقشة المشتركات بين أحداث المنطقة العربية وأوروبا وخاصة فرنسا مؤخرًا.
وأوضح في كلمته خلال ندوة "احتجاجات السترات الصفراء وثورات الربيع العربي.. المشتركات والاختلافات والمآلات"، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، وأدار الندوة الدكتور أحمد يوسف المدير التنفيذي للمركز، أن ما حدث في ميدان التحرير، ليس وليد اللحظة، ولكن تم الترتيب له قبل سنوات عدة منذ عام 2005 وحتى 2011، من خلال "تسخين الشارع"، مستغلين أزمات اقتصادية واجتماعية، وانسداد سياسي وصولًا لميدان التحرير.
وتابع أنه لم يكن هناك شبر في ميدان التحرير، لا يتضمن عميلا لمخابرات دولة أجنبية يحاول توجيه الشباب في الشارع إلى ما يحقق مصالح بلاده ولكن هذه اللحظة لم تحدث في أوروبا بعد.
كما لفت إلى أن "السترات الصفراء" في فرنسا تشبه حركة "كفاية" في مصر، خلال أحداث يناير 2011، مشيرا إلى أن المشاركين في الحركة هم شرائح من المهمشين والموجودين بعيدا عن باريس، والذين خرجوا للشوارع للمطالبة بحقوق يرونها من حقهم.
وأوضح أنه وجد في الشارع الباريسي شبابا حديث العهد بالسياسة، وليس لديه خبرة أو رؤية سياسية تمكنه من الحوار الجاد مع الحكومة والدولة لمناقشة متطلباته، متابعا أن هناك مشكلة في الحكومة الفرنسية أيضا، لأنها تستخدم نفس مبررات رجال الحزب الوطني المنحل في مصر، وتقدم مبررات غير مقنعة للمواطنين، والمشكلة تكمن في انضمام حركات أخرى إلى الحركة الرئيسية، مما يزيد من حدة الأزمة ويشعل الموقف.

فرنسا وخطر الجماعات الإسلامية
وقال عبدالرحيم علي إن هناك اتحادا للمنظمات الإسلامية في فرنسا، لديه رؤى وأفكار وخطط لتطبيق الإسلام الفرنسي.
وتابع: "أنه يجب أن تتحد كل الأحزاب المعارضة لسياسة الرئيس ماكرون، كالجمهوريين والإشتراكيين واليمين المتطرف واليسار، حتى لا تتحرك تلك الجهات إلى أفكار ومنظمات أخرى، إذا لم تتحد".
وأكد أن مصر أتت بعد ثورة يناير ببرلمان يضم جماعة الإخوان، ودستورا إسلاميا بنسبة 100%، أطاح بالتاريخ كله، وأتينا بحاكم من الإخوان، ولولا ثورة 30 يونيو لما استطاعت مصر الخروج من هذه الأزمة.
وتابع: "أخشى أن يحدث في بلد كبير مثل فرنسا، ما حدث في مصر وتسير على نفس النهج، خاصة بعد وجود اتحاد المنظمات الإسلامية الذي يسعى لذلك".

التخريب قلب الطاولة على "السترات الصفراء"
وعلق جاك جودفران، وزير التعاون الدولي الفرنسي الأسبق، على أحداث السترات الصفراء، قائلا إن البعض تعاطف بصورة واضحة مع احتجاجات الفرنسيين في البداية، ولكن حوادث التخريب المتمثلة في إشعال السيارات والسفارات جعلت البعض يقول إن الفرنسيين يحرقون أملاكهم.
وأضاف "جودفران"، في كلمته خلال الندوة التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، ضمن حلقة نقاشية تحت عنوان احتجاجات السترات الصفراء وثورات الربيع العربي، أن أفعال متظاهري السترات الصفراء عكست رؤية البعض تجاه الاحتجاجات، موضحًا أن هذه الاحتجاجات وقع أغلبها في أحد ميادين مدينة ستراسبورج الفرنسية.

الجيش المصري تصدى لمشروع الإخوان
وقال البروفيسور رولان لومباردي، من معهد أبحاث ودراسات العالمين العربي والإسلامي، إنه قام بتحليل بسيط لما حدث في مصر، لأنه مهتم بالكتابة في الشأن المصري، والكثير عارضوه رغم أن كل ما كتبه كان صحيحا، مضيفا أنه توقع منذ أحداث يناير 2011 أن جماعة الإخوان ستعتلي الحكم، بعد أن سيطر الإسلاميون على البرلمان المصري.
وأكد لومباردي، خلال كلمته بالمؤتمر، أنه كان لا بد للجيش المصري أن يتصدى لمشروع الإخوان، وهذا ما كتبه في أبحاثه عام 2013، وحدث بالفعل منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر، متابعا أن الجيش نجح في إدارة الأزمة باقتدار.
وأشاد لومباردي بالجيش المصري، وقال إنه "جيش الشعب" و"يحبه الشعب"، وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في قيادة مصر إلى بر الأمان، وأدار الأزمة باقتدار.
وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش المصري نجحا في تقويض جماعة الإخوان والتصدى لمشروعها، مشيرًا إلى أن مطالب الديمقراطية قديمًا في مصر كانت ثانوية، ولكن المصريين ملوا من الدمار والخراب وعدم الاستقرار ويحتاجون للعيش بكرامة.
وأكد "لومباردي" في كلمته أن السيسي قام بإصلاحات اقتصادية صعبة جدًا ولكنها كانت ضرورية، وهذا بفضل السلطة الحقيقية للسيسي ووعي الجيش بخطورة الأمر، مشيرا إلى أن الحكام العرب يدركون خطر وجود داعش والقاعدة، والحاجة لوجود قوة عسكرية لمواجهتهما، موضحًا أن الحكام العرب الجدد ينظرون للإسلام السياسي بأنه ما زال خطرًا ويجب مقاومته وبشدة.
وفي سياق متصل، قال عبدالرحيم علي، مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في باريس، إن الإخوان كانوا يشكلون قوة صلبة لديها أساس مجتمعي داخل المجتمع منذ سنوات طويلة، وبالتالي كان الصراع محصورا بين قوتين لديهما أرضية صلبة داخل المجتمع في الفترة بعد 2011، وهما الإخوان بما لها من جذور استمدتها من نداءاتها الخاصة بالدين ومخاطبة الإنسان المتدين، والثانية الجيش المصري بما له داخل الأسرة المصرية من جماهيرية وقوة شعبية.
وأوضح علي، أنه منذ عام 2011 يتكرر الصراع بين الطرفين، وأنه كتب في مقال له خلال هذه الفترة يؤكد أن الحسم لا محالة قادم والمستقبل يؤكد عدم القدرة على ترك هذا الفصيل يحكم، خاصة أنه لا ينتمي للوطنية، ولا يوجد لديه أساس سياسي واضح يمكننا من اختياره أو تركه يصل للعالم، وبالتالي فإن مصر حمت العالم.
وتابع النائب عبدالرحيم علي، إن مصر كان لديها خطر إنساني ووطني وسياسي وفكري وقوة لا تنتمي للأوطان، وهم جماعة الإخوان، والذين كان لديهم تطلعات دولية خاصة بالسيادة على العالم كله، وليس مصر وحدها، والتي كانت مقدمة لهذه السيادة، ثم تأتي الخلافة الموسعة، وبالتالي حال عدم وقف زحف هذا الخطر منذ البداية في مصر، كان سيصل إلى أوروبا، والعالم كله.
واستكمل مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، أنه يجب استكمال القضاء على هذا التنظيم الإخواني، خاصة بعد المساعدة الكبرى التي قدمها الشعب المصري للعالم كله، بالتصدي الكبير لهذا الزحف، وخوض حرب نيابة عن العالم كله.
وأكد عبدالرحيم علي، أن تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على مناطق في مدينة الموصل العراقية، ويرهب العالم بشكل كبير.
وتساءل عبدالرحيم علي عما كان سيحدث إذا تمكنت هذه التنظيمات الإرهابية من السيطرة على دول مثل سوريا والأردن والعراق، وإلى أي مدى سيصلون بالصراع المسلح مع العالم إلى المعادلة الصفرية، وهي إما أن يكونوا هم، أو أن يظل المجتمع العربي متواجدًا.
وأضاف "علي"، أن ما حدث في مصر هو محاولة لإنقاذ العالم من دمار حقيقي، لأن مصر واجهت خطرا لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن مواجهته برغم أننا ندفع ثمنًا كبيرا لمواجهته لتحصين العالم، مؤكدًا أنه لو لم يكن هناك تعاون دولي حقيقي سواء على الصعيد الاستخباراتي أو السياسي أو الاقتصادي، فإن تلك الأزمة لن تمر.

"السترات الصفراء ليست شعبية ولا باريسية"
وأوضح بيير براندا، المؤرخ المتخصص في الآثار وعلاقتها بالقومية منذ عصر نابليون، أن باريس هي قلب الثورات الفرنسية ويوجد بها أكثر عدد من الفقراء في فرنسا، مضيفا أن حركات السترات الصفراء ليست باريسية ولا شعبية كما يعتقد البعض، وهي حركة رجعية وليس لها علاقة بالثورة الفرنسية.
وأكد براندا، خلال ندوة "احتجاجات السترات الصفراء وثورات الربيع العربي.. المشتركات والاختلافات والمآلات"، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، أن الثورة الفرنسية عام 1789 انطلقت ولم يكن وقتها هناك أي وسائل تواصل اجتماعي.
واستكمل بيير براندا، إن الثورة الفرنسية عام 1789 أدت إلى الديمقراطية بالفعل، أما حركة السترات الصفراء فإنها تخشى من الانفتاح على أوروبا، وتريد أن تنغلق على نفسها، وتعيدنا إلى الوراء، وإلى ما قبل الثورة الفرنسية.
وتابع براندا، أن حركة السترات الصفراء تريد أن تعيدنا إلى الفرنك الفرنسي، وغلق الحدود مع أوروبا، وغلق التعاون مع كل ما هو أجنبي، رغم أن فرنسا خلال السنوات الأخيرة تقلصت بها نسبة الفقر وأعداد الفقراء، وفقًا لتقرير منظمة التعاون والتنمية، مضيفا أن السترات الصفراء لا تقدم حلا وليست حلا في حد ذاتها، ونحن نعلم إلى ماذا تفضي هذه الاحتجاجات، مضيفا أن المطالب والقضايا السياسية ليست متناسقة داخل الحركة نفسها.

"السترات الصفراء" حظيت بتعاطف كبير من معارضي العولمة
وقال كريستيان جامبوتي، الكاتب والإعلامي المتخصص في الحركات السياسية في أفريقيا، إن حركة "السترات الصفراء" معقدة، والتغير العولمي في السنوات الأخيرة هو من كشف هذا التعقيد، مشيرًا إلى أن بعض الكتاب تحدثوا عن هذا التغير منذ عام 1989 مثل فرانسس فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ"، وغيره تحدثوا عن الثورة الوردية وان العالمية وهم، وكان لها هدفان وهو الكمال الاقتصادي والديمقراطي فالاول هدف والثاني وهم.
وأوضح في كلمته خلال ندوة "احتجاجات السترات الصفراء وثورات الربيع العربي.. المشتركات والاختلافات والمآلات" التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، أن العالم في الماضي كان ينقسم إلى قطبين الشيوعي والحر، مشيرًا إلى أن هناك أقطابا جيوسياسية تتناحر بعنف غير مسبوق وتستعمل حروبًا محلية مثل حرب لبنان فيما مضى.
وأوضح، أن حركة السترات الصفراء حظيت بتعاطف كبير من معارضي العولمة مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان ومسئولين إيطاليين وكل حكام العالم الشرقي والشيوعي في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
وتابعا أن حركات السترات الصفراء بدأت كحركات شعبية وتم استيعابها من قِبل مراكز محددة، كما أنها قد غيرت في مفهوم العولمة، مشيرًا إلى أن الصين تندد بحركة السترات الصفراء، وطالبت بفتح الحدود لنرى الصراع الموجود بين أمريكا والصين في جيبوتي والموجود في جنوب السودان، ولكن على أرض فرنسا.
وأضاف "جامبوتي" في كلمته أن المعارك التي تحدث في المنطقة هي معارك جيوسياسية، موضحًا أن هناك قادة يتضامنون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهناك آخرون معارضون.
كما قال إن وسائل التواصل الاجتماعي استحوذت على كل شيء، ووسائل الإعلام التقليدية لم تعد تحظى بمصداقية، مشيرًا إلى أن الوسائل القديمة لا يمكنها تقديم تقارير مهمة في هذا الصدد.
وأضاف "جامبوتي" في كلمته أن وسائل الإعلام الحديثة تتناول المعلومة بشكل مستمر وبه تكرار، بالرغم من وجود فكرة واحدة في مضمونها، موضحًا أن هذه الوسائل تقدم الفكرة بأكثر من منظور بشكل دائم خلال الـ 24 ساعة.

أياد خارجية وسلفية تحاول التأثير على "السترات الصفراء"
قال يواكيم فليوكاس، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، إن مرتدي السترات الصفراء ينتمون لشرائح مختلفة، ويوجد بينهم أفراد من اليمين المتطرف، وآخرون من اليسار المتطرف أيضا، لافتا إلى أن بعض المتظاهرين اعتدوا على الشرطة، والبعض الآخر معتدلون يناضلون من أجل الحقوق.
وأكد فليوكاس، أن حركة السترات الصفراء لا تنتمي إلى شريحة بعينها ولكنها تجمع بين أغلب الطوائف، فمنها فئة عمال ومنها أيضا كوادر ومعلمون، مضيفا أن هناك أيادي خارجية تحاول التأثير على الحركة، حيث إن هناك موقعا فرنسيا ينتهج التيار السلفي يساند حركة السترات الصفراء.
أجندات خاصة وراء تمويل التنظيمات الإرهابية
وقال الدكتور عبدالرحيم علي، المدير العام لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، ورئيس مجلس إدارة وتحرير مؤسسة "البوابة نيوز": إنه لم ير أحدًا يشارك من العرب أو الإسلاميين من الجاليات الموجودة في فرنسا ضمن احتجاجات حركة "السترات الصفراء" فى العاصمة الفرنسية باريس، مشيرًا إلى أنه أمر مستعبد تمامًا وإذا تواجد أحد من الجاليات لن يكون ضمن الجاليات الإسلامية أو العربية وإنما سيكون من الجاليات المدمجة المهاجرة التي عاشت في فرنسا وتعتبر جزءًا من نسيج هذا المجتمع.
وأضاف "علي"، في كلمته خلال الندوة التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، ضمن حلقة نقاشية تحت عنوان "احتجاجات السترات الصفراء وثورات الربيع العربي": أننا نتحدث عن تنظيمات إرهابية بأهداف واضحة ومحددة تُشكل جمعياتها وتُمول بطريقة محددة ببرنامج وارتباطات واضحة ترفض هذه المجتمعات من حيث المبدأ وتتبنى العودة للماضي وتريد إقامة مجتمع خاص بها، مشيرًا إلى أنه إذا أتيحت لها الفرصة تريد أن تَحكم هذه المجتمعات مثلما تُحكم مجتمعات كثيرة بالشريعة الإسلامية.
وفي النهاية، قال عبدالرحيم علي، إن الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا محترمة، وتؤدي ما عليها كمواطنين فرنسيين، مع الحفاظ على ثقافتها، مشيرًا إلى أن احتجاجات "السترات الصفراء" في بدايتها وقد تتطور إلى حركات أخرى يندس بينها عناصر متطرفة في المستقبل، لذا يجب اتخاذ الحذر عند التعامل معها.
وأوضح أن هناك إمكانية لاستغلال بعض الجهات مثل تركيا وإيران، لحركة السترات الصفراء في المستقبل، مضيفًا أن الحكومة الفرنسية تبحث إمكانية اتخاذ بعض التحركات الطفيفة لبناء الثقة مع السترات الصفراء، لكون المشكلة في تطور هذه الحركة مستقبلا واندساس بعض العناصر المتطرفة والتي تبغى تغيير الاتجاهات داخل المجتمع.
وطالب بمواصلة الحوار حول الحركة والتنظيمات المتطرفة، لأن القادم من وجهة نظره في منتهى الخطورة، والمسألة لن تقف عند تظاهرات السبت الماضي أو المقبل، مع استمرار وجود بعض الزيادات في الأسعار بجانب أسباب سياسية ستكون السبيل لاستكمال التظاهرات حتى مع تراجع الرئيس إيمانويل ماكرون، عن قرارات رفع الأسعار.