السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشباب حاضر مصر ومستقبلها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تستطع الحكومات والأنظمة السابقة أن تحول حديثها الحماسي والمعسول عن الشباب إلى حقيقة حتى عهدنا هذا، الذي رأينا فيه صلاحيات مسؤولة وكبيرة لشباب دون الثلاثين في مناصب لم يعهدوها من قبل.
ربما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي محقا في أن المستقبل بيد هؤلاء، وهم الوحيدون من سيتحملون نتائج من تصنعه مصر حاليا من إصلاحات، وسيحصدون ثمارها في القريب، لذلك كان لابد من تسليمهم مفتاح الكرار والعمل على إشراكهم في شئون البلاد من خلال ملف المحليات التي توصف بأنها عصب الجهاز الحكومي.
لأول مرة نجد فتيات في عمر الزهور أمام مسئوليات كبيرة، لديهن من الثقة والحماسة ما يدفع للنجاح في الإدارة والعمل في مناصب وصلت إلى نائب محافظ، بل إن ما ينقصهن من خبرات بدأ يتلاشى مع الانصهار في ملفات المحليات الشائكة وبدأت تظهر ملامح لإنجازهن في قضايا كبيرة.
الفضل في الأمر برمته يعود إلى فكرة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، تلك الفكرة الرائدة التي أبدع الرئيس السيسي فيها فكرا وتطبيقا حتى خرجت إلى النور بهذه الثمرات الناضجة من حيث العقل الراشد والشخصية القائدة والوعي المستنير.
ولا يجب أن تتوقف تلك الآلة الإنتاجية التي أخرجت تلك العقول النابغة والأمثلة الشبابية التي يحتذى بها، أملا في قيادة مصر الى الغد الذي نطمحه جميعا من حيث المكانة الرفيعة والدور الرائد إقليميا وعالميا.
الإصلاح الاقتصادي من وجهة نظر متعمقة كان ضروريا لإحداث استفاقة على المستوى المالي والخدمي، لكن الاستثمار في الشباب لا يقل قيمة أو أهمية عن هذا الإصلاح، بل إن الإصلاح في حد ذاته إنما تم لأجل الشباب، وتقدمت خطواته بمباركة مشاركة الشباب فيه، عبر التوسع في المشروعات الصغيرة المتوسطة بهدف زيادة القدرة الإنتاجية المحلية.أيضا كانت الاستجابة الأسرع لدعوات الرئيس من جانب الشباب، فيما يختص بنشر وتعميم فكرة ريادة الأعمال، إذ رأينا عقولا مستحدثة قطعت أشواطا كبيرة من خلال مشروعات وشركات ناشئة في طريقها للعالمية.
الاستثمار الحقيقي في الشباب هو الاستثمار من أجل المستقبل، والضمان الوحيد للقدرة على حصد ثمرات الإصلاحات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
النقطة الأكثر إيجابية في استقطاب الشباب نحو العمل المجتمعي، برزت من خلال تغيير أفكار الشباب من الإحباط وتثبيط الهمم إلى الحماسة والإقدام، والتفاؤل بالغد من خلال رؤية نماذج شابة في مناصب حكومية متفردة، ونماذج أخرى بدأت من الصفر فكونت مشروعات إنتاجية كبرى.
الفكر التنويري المتفتح كان نتيجة إضافية لا يمكن إغفالها، وهي النتيجة التي تختصر إجراءات كثيرة منها السياسي والعسكري للقضاء على الفكر المتطرف الذي يستهدف عقول الشباب ومؤسسات الدولة الوطنية.
لا شك ان الشباب هم منارة الحاضر وأمل المستقبل، لذلك فإننا كمؤسسات إعلامية يجب أن تمارس دورها الوطني في مباركة ودعم كل خطوات الدولة والرئيس السيسي نحو الشباب، وهو ما يتم على أرض الواقع، لكن الامر يحتاج في الأخير إلى أفكار إبداعية أكثر تعمقا للمساهمة في منح مساحات إضافية للشباب للإسهام في بناء الوطن.