رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كيف يعزينا الله؟ البابا فرنسيس: بحنان تماما كالأمهات عندما يبكي أطفالهن

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان تحدث فرنسيس عن تعزية الله في عالم محا كلمة حنان من مرادفاته.

وقال "إنَّ الرب يعزّينا بحنان تمامًا كالأمهات عندما يبكي أطفالهنَّ"، وحثّ المؤمنين على أن يسمحوا لله أن يعزّيهم وألا يقاوموه.

تابع الحبر الأعظم يقول غالبًا ما نتعلّق بالتشاؤم الروحي، وتحدّث البابا وقال عندما يقدّم إليَّ بعض الأهالي أطفالهم لأباركهم، يبدأ البعض منهم بالبكاء لدى رؤيتهم لي، لأنّهم إذ يرون ثوبي الأبيض يعودون بفكرهم فورًا إلى الطبيب أو الممرضة اللذين قد منحاهم اللقاح وبالتالي يفكرون: "لقاح آخر لا!!" وهذه هي حالنا نحن أيضًا لكن الرب يقول: "عَزُّوا عَزُّوا شَعبي".

وكيف يعزينا الرب؟ تابع البابا فرنسيس متسائلًا: "بالحنان. إنها لغة لا يعرفها أنبياء المصائب. إنها كلمة تلغيها جميع الرذائل التي تُبعدنا عن الرب: رذائل إكليروسيّة، أو رذائل مسيحيين فاترين لا يريدون أن يتحركوا... هؤلاء يخيفهم الحنان. يقول لنا النبي أشعيا: "هُوَذا السَّيِّدُ الرَّبُّ يَأتي بِقُوَّة، وذِراعُه مُتَسَلِّطَة: هُوَذا جَزاؤُه معَه، وعَمَلَهُ قُدَّامَه؛ يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه" هذا هو أسلوب الرب في التعزية: الحنان. إنَّ الحنان يعزّي؛ وعندما يبكي الطفل تهدِّؤه أمّه بواسطة تصرفات حنان؛ كلمة قد محاها عالم اليوم من مرادفاته ومعاجمه.
أضاف الأب الأقدس يقول: يدعونا الرب لكي نسمح له بأن يعزّينا وهذا الأمر يساعدنا أيضًا في استعدادنا لعيد الميلاد. لقد طلبنا اليوم في صلاة الجماعة نعمة الفرح البسيط والصادق، لكنني أقول إنَّ التعزية هي الحالة الاعتياديّة للمسيحي، حتى في الأوقات السيئة: لقد كان الشهداء يدخلون إلى الكولوسيوم منشدين، وشهداء اليوم – أفكّر بالعمال الأقباط الذين قتلوا على شاطئ ليبيا – ماتوا وهم يهتفون اسم يسوع؛ وبالتالي هناك تعزية داخلية وفرح حتى عند لحظة الاستشهاد. لذلك على التعزية أن تكون الحالة الاعتيادية للمسيحي ولا أعني التفاؤل، لأن التفاؤل هو أمر آخر؛ أما التعزية فهي إيجابية.

لا يمكن أن نفقد السلام
تابع البابا فرنسيس يقول خلال الأوقات التي نتألّم فيها لا نشعر أبدًا بالتعزية ولكن لا يمكن للمسيحي أن يفقد السلام لأنّه عطيّة من الرب الذي يمنحه للجميع حتى في الأوقات السيئة وبالتالي دعا البابا المؤمنين في هذا الأسبوع الثاني من الاستعداد للميلاد لعدم الخوف وللسماح لله بأن يعزيهم ولتكن صلاتنا: "أعطني يا رب أن أستعدّ لعيد الميلاد بالسلام: سلام القلب وسلام حضورك وسلام حنانك"، قد يقول لي أحدكم: "ولكنني خاطئ!" – "نعم وماذا يقول لنا إنجيل اليوم؟" إنَّ الرب يعزّي كالراعي، وإن أضاع أحد أبنائه يذهب بحثًا عنه تمامًا كذلك الرجل الذي كان له مِائةُ خَروف فضَلَّ واحِدٌ مِنها، فترك التِّسعَةَ والتِّسعينَ في الجِبال، ومضى في طَلَبِ الضَّالّ. هكذا يتصرّف الله مع كلِّ فرد منا. قد يقول أحدكم: لكنني لا أريد السلام، أنا أقاوم السلام والتعزية" ولكنّه على الباب يقرع لكي نفتح له قلوبنا ونسمح له بأن يعزينا وأن يحل السلام في داخلنا؛ ويقوم بذلك بلطف: يقرع بحنان!