الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

أمل عبدالمنعم مدبولي ابنة "أيقونة الكوميديا" في حوارها لـ"البوابة نيوز": "أقرب الناس لوالدي خذلوه.. وقال هبيع ترمس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أنا اللي جبت دا كله لنفسي».. «البوفتيك لازم البوفتيك».. «أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل».. «شيلوا الميتين اللي تحت».. «كل شيء انكشف وبان» أيقونات ارتبطت بالفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي عبر مشواره الفني الطويل، كان يضيف إليها في كل عمل الجديد حتى شكلت في مجموعها تحفة فنية خاصة، في هذا الحوار التقت البوابة بأمل ابنة مدبولي الوحيدة التي اختارت أن تبتعد عن عالم الفن، وعملت بالفندقة، فإلى نص الحوار..
■ رغم رحيله منذ سنوات، تظل استمرارية النجم الكبير الراحل عبدالمنعم مدبولي كفنان ومبدع مع جميع الأجيال السابقة والحالية، برأيك كيف أحدث والدك هذه الاستمرارية؟ 
- بالطبع والدي شكل لذاته زاوية خاصة، وبدأ يحلق في السرب بمفرده، بعيدًا عن كثيرين، واستمراريته نابعة من صدقه، فقد أعطى الفن الكثير والكثير، كان هدفه الرئيسي توصيل رسالة راقية لجمهوره، ولم يكن له أي أغراض أخرى، من تلك التي تلهث وراءها الأجيال الجديدة، سواء الأمور المادية أو الشهرة والانتشار الزائف والنجومية، لذلك ما زال فنه في عقول ووجدان الكل.
■ مدبولي رحلة طويلة، استمرت أكثر من ٥٠ عامًا وشكل مدرسة كوميدية مستقلة إلى أي مدى تعب والدك في حياته وهل كان يشعر برضا؟
- أولًا والدي عمل في مجال الفن منذ صغره، فقد بدأ في سن ١٧ عامًا، عشق الفن في المرحلة الثانوية، كان الطريق كله مشقة، فقد مرت عليه فترات كان ممنوعًا من العمل فى المسرح، وكان القائمون على المسرح وقتذاك يحاربونه للغاية، أتذكر جملة كان يقولها لكل من يسأله: أين أنت بعيدًا عن التمثيل في الفترة دي؟ كان رده بالمعنى الدارج «أنا بطلت تمثيل، أنا هبيع ترمس خلاص» ورغم تلك العقوبات التي مر بها فإنه كان يشعر بالرضا بسبب حب الناس الذين كان يعوضونه كل شيء.

■ كان آخر تكريم للفنان الراحل عام ٢٠٠٦.. فهل ترين الآن أن كثيرين أصبحوا لا يتذكرونه.. بعيدًا عن مدبولي الفنان، حدثيني عن الأب الذي لا يعرفه أحد.
- بالنسبة لي ولأشقائي، كنت أنا الابنة الوحيدة له، وشقيقان فقط وورثت عن والدي، رحمة الله عليه، كل شيء، كنت دلوعة المنزل ومرتبطة به للغاية أكثر من والدتي، فهو كان سري وأماني، وأجد فيه نفسيًا قبل كل شيء، كان شخصية عصبية للغاية، وعندما يتعصب كان لا يرى أمامه، وفي ذات الوقت كان حنونًا للغاية.
■ ما الدور الذي قدمه والدك في عمل سواء كان فيلمًا أو مسلسلًا أو مسرحًا يشبه شخصيته في الحقيقة؟
- أريد أن أوضح لك أمرًا في تلك الجزئية، فكثيرون يعتقدون أن دور الأب الذي جسده والدي في فيلم الحفيد هو نفس شخصيته الحقيقية، وهذا ليس صحيحًا على الإطلاق، فكل عمل والدى قدمه على مدى تاريخه يعبر عن جزء من شخصيته، وليس هناك عمل كامل يعبر عن شخصيته الكلية.
■ لماذا لم يتم تقديم مسلسل يحكي قصة حياة الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي؟
- بصراحة شديدة في مصر ليس هناك حق المؤلف ولا حق لأسرة ولا أي شيء فليس هناك رقيب وعلى سبيل المثال مسلسل ساعة لقلبك الذي كان يقدمه والدي عرض العام الماضي على قناة أون تي في، ولم يرعَ أي حق لنا لأن صاحب المسلسل والدي وأيضًا مسلسلات السير الذاتية التي قدمت خلال السنوات الماضية بها إهانات لنجوم قد أحببناهم بالفعل مثل تحية كاريوكا أسمهان، لكن تلك المسلسلات التي قدمت أهانتهم للغاية، وشوهت تاريخهم بسبب تطرق كتابهم أشياء ليس من الصحيح أن يتطرقوا إليها وبالنسبة لوالدي هو بالفعل كتب قصة حياته من خلال مذكرات، وكان سوف يقدمها في كتاب، لكن لم يحالفه الحظ وتوفي، وأنا سوف أقدمها له قريبًا وجاهزة لتقديمها، لكن في كتاب وليس في مسلسل تليفزيوني.

■ ماذا تتناول مذكراته؟
- بالنسبة لي لا أستطيع تقديمها الآن، فهي تحتاج متخصصًا قريبًا من مدبولي نفسيًا وإنسانيًا، وسوف أقدمها قريبًا، وتتناول كل شيء في حياته، بداية من بابا شارو وطفولته والحروب التي تعرض لها وانتهاء بأسرار كثيرة حدثت على مدار حياته.
■ ما أصعب لحظات حياته سواء على المستوى الإنساني أو المهني؟
- في منتصف الثمانينيات مرض والدي للغاية، وتعرض لوعكة صحية كبيرة، دخل على إثرها المستشفى، ومن أصعب اللحظات أيضًا أنه وضع ثقته في أشخاص كانوا قريبين منه للغاية، وتعرض للخذلان منهم، وصدم فيهم، وعلى الصعيد المهني تعرض للفشل في مسرحية «ريا وسكينة في مارينا»، ولا يعلم كثيرون أن فشلها كان من أصعب لحظات حياته.
■ ماذا عن «أمل» التي لا يعرفها أحد.. ولماذا لا تتعاملين مع الصحافة والإعلام؟
- أنا خريجة كلية تجارة خارجية، عملت في فنادق شهيرة، ولدىّ ولدان، واحد منهما يميل إلى الفن، والآخر يعمل خارج المجال، وابتعادي عن الصحافة بسبب شخصيتي الخجولة للغاية، فأنا لا أميل إلى الشهرة والأضواء.
■ أنت نجلة فنان كبير.. لماذا لم تعملِي في الوسط الفني؟
- والدي كان يحيطني بسياج من الخوف والسرية، ويحمل مزيجًا من القلق تجاهي، كانت أمنية حياتي أن أمثل أو أكون مذيعة، لكن والدي رفض بشدة.
■ هل هناك وصية أوصاك بها قبل رحيله.. وماذا تحبين أن تقولين له؟
- أوصاني بإخوتي، وأوصاهم بي، ونعمل بالوصية إلى الآن، دائمًا نلتقي كل أسبوع في ميعاد مقدس لا يتغير، وأقول لمدبولي: «تعال لي ٥ دقائق فقط.. وحشتني».