الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هرتسليا والمُرشد والبطاطس.. والا «الدولة»؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
(هرتسليا) هى مدينة تم تشييدها على أنقاض قرية فلسطينية دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلى، وأُطلق هذا الاسم عليها تيمنًا باسم «تيودور هرتزل» مؤسس الحركة الصهيونية، يُعقد فيها مؤتمر سنوى أُطلق عليه اسم (مؤتمر هرتسليا)، وهو من أهم المؤتمرات فى إسرائيل، ويهتم المؤتمر بالشئون الاستراتيجية الخاصة بإسرائيل والمنطقة العربية الشرق أوسطية والعالم، ويشارك فيه شخصيات سياسية كبرى منها الرئيس الإسرائيلى ورئيس الوزراء والقائد الأعلى لجيش الاحتلال الإسرائيلى، ويشارك أيضًا المرشحين للمناصب السياسية رفيعة المستوى.. وينعقد المؤتمر سنويًا منذ عام 2000، وهو من أكبر التجمعات اليهودية التى تدرس الأمن القومى الإسرائيلى ولصناعة القرار من خلال الأطر الاستراتيجية التى تجرى فيها المناقشات والمقترحات التى يقدمها المؤتمر للحكومة الإسرائيلية والمنظمات اليهودية داخل إسرائيل وخارجها، ويشارك فيه أيضًا خبراء ووزراء خارجية أجانب.. ويُطلق المؤتمر مجموعة من المقترحات، والتى تتحول فيما بعد إلى مجموعة من الأهداف والتى يسعون لتحقيقها.
.. من أخطر المؤتمرات التى عُقدت على الإطلاق هو (مؤتمر هرتسليا المُنعقد فى 15 أبريل 2013)، وقتها كانت مصر فى مهب الريح ويسيطر عليها جماعة الإخوان الإرهابية، ويجلس على كرسى رئاستها «محمد مرسى» الإخوانى الموالى لمرشد الإخوان، وأراد تحقيق نصر للجماعة على الدولة وإخضاع دولة بحجم مصر ومؤسساتها لأمر مُرشد يتحكم فيه تنظيم دولى مُخترق من أجهزة مخابرات دولية، كان وجود «مرسى» فى الحكم يحقق أهداف «إسرائيل» من تقسيم «مصر» وإشاعة الفوضى وانتشار العنف والتطرف، حتى تسقط مصر بلا رجعة وبلا أى مواجهة مع إسرائيل.
.. ناقش «مؤتمر هرتسليا» عددا من الأوراق البحثية المتعلقة بشئون الشرق الأوسط، واستقروا إلى حقيقة تقول: «إن إسرائيل تسمى ما يحدث فى المنطقة بأنه «شرق أوسط مختلف»، ولا يتم التجهيز لحرب قادمة لأننا كان لدينا ما يقرب من 3 إلى 4 جيوش معادية، أما اليوم فلدينا أكثر من 1000 تنظيم مُتطرف مُسلح مُعاد لنا فى الظاهر، لكنه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لا يقترب منا وفكرة صدامهم معنا غير مطروحة، ولا يعادوننا بل إننا نتحكم فيهم وفى قراراتهم عبر وسطاء، لذلك لن تحدث حروب دبابات مع دبابات، بمعنى آخر: لن تُحارب دباباتنا دبابات أى جيش فى المنطقة، لأن هذه التنظيمات المُتطرفة المُسلحة ستُحارب الدبابات المُعادية لنا».
.. كانت إسرائيل مُطمئنة لوجود الإخوان على رأس السلطة فى مصر، فهم سيحققون لها ما تريد دون عناء، سيُنفذون ما تُخطط له مُنذ سنوات، لدرجة أن بعض المصادر الفلسطينية المحسوبة على السلطة الفلسطينية قد أعلنت وقتها أن «محمد مرسى» جهز قرارًا يقضى بافتتاح قنصلية لـ«حركة حماس» فى القاهرة، وتم التخطيط لذلك مع كل من: قطر وتركيا وإيران وأمريكا وبريطانيا من أجل إصدارهم بيانات سريعة بالترحيب والتعاطى مع هذه الخطوة الخطيرة جدًا، والتى ستزيد من حالة الانقسام الفلسطينى وتُهدد مصير القضية الفلسطينية وكل هذا يصُب فى صالح إسرائيل.
.. وقد صدر عن «مؤتمر هرتسليا» وقتها مجموعة من التوصيات الهامة، وقال الإسرائيليون: جميع هذه التوصيات فى صالحنا وتحقق أهدافنا وغاياتنا.. ومنها:
1- «سوريا» ستكون مستنقعًا للجماعات المسلحة المتناحرة.
2- عدم وجود أى بنود تقضى بالحرص على السلام مع الفلسطينين.
3- التركيز على تكريس الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية وترسيخ وجودها لفرض الهيمنة على دول المنطقة بالكامل.
4- «جماعة الإخوان» تهدف إلى تحويل «مصر» إلى دولة مُتصارعة ويسود أبناءها الصراع الطويل الذى لا ينتهى على «الدين» ورفع شعار «تطبيق الشريعة».
5- «مصر» على حافة الإفلاس، والمجاعة فى انتظار شعبها، وفى الوقت ذاته فإن «حماعة الإخوان» لا تُبالى بهذا، ولا تهتم بإصلاح أحوال الشعب، ليس لأنهم لا يريدون، بل لأنهم لا يعرفون وليس لديهم خطط ومُخادعون.
6- مصر فقدت جميع مصادر دخلها، وهذا يجعلها تسقط بسهولة، ولا يقوم لها قائمة.
... تعمدت أن أذكر كل هذه المعلومات حتى أوجه فى النهاية رسالة للشعب المصرى وأقول له فى نقاط محددة الآتى: المؤامرة علينا مكشوفة، الأعداء يخططون لإسقاطنا، hحترسوا من أى فتنة طائفية مقصودة ومُتعمدة، لا تسمحوا لأحد بالتلاعب بالدين، خُذوا حذركم ممن ينشرون مخطط التطرف ويُعادون المسلمين والمسيحيين معًا، حافظوا على مصر التى تم إنقاذها من مصير مجهول فى اللحظات الأخيرة، فقد استلمها الرئيس السيسى قبل سقوطها المُدوى، كانت مصر منتشر بها 11 مليون قطعة سلاح فى يد الإرهابيين وفى مخازنهم ويهددوننا بها، لم يكن لدينا احتياطى نقدى سوى 9 مليارات دولار، كانت عبارة عن سبائك ذهب، والإرهابيين منتشرون فى سيناء ومعسكرات تدريبهم كانت تحت سمع وبصر الرئيس مرسى المعزول الخائن، خرجتم فى 30 يونيو ولَم يكن يُعنيكُم أى شىء إلا مصر، كُنتُم خائفون عليها من الضياع، لم تطلبوا البطاطس ولا الطماطم ولا السكر، كان طلبكم واحد وهدفكم واحد وهو (إسقاط حكم المُرشد) وأسقطوه، وجاء «السيسى» وبكل صراحة بنى مصر الجديدة القوية، وحقق فى فترة قصيرة جدًا ما كُنا نطالب به.. ضعوا أمام أعينكم مشهدين، المشهد الأول: مؤتمر هرتسليا 2013، والمشهد الثانى: هتافكم بإسقاط حكم المُرشد، ساعتها- أنا مُتأكد- بأنكم لن تنجروا وراء الحملات المُغرضة للإساءة لـ «الدولة» بسبب زيادة سعر البطاطس.. وربنا يحفظ مصر.