السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

"كافتيريات الجامعات" أسعار سياحية وطعام سيئ.. المأكولات في الجامعات الحكومية لم تنج من الارتفاع.. والمطاعم المشهورة تختار "الخاصة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من شروط السلامة الصحية، والإجراءات الرقابية، وأحقية إدارات الجامعات فى الضبطية على كافتيريات ومطاعم الكليات المنتشرة، إلا أن حال هذه المطاعم سيئ جدا، بدءا من تدنى مستوى المأكولات والمشروبات بها، وعدم التزام العاملين فيها بإجراءات النظافة، بجانب تقديم وجبات لا تليق بالحرم الجامعي، وتأتى النهاية المأساوية فى ارتفاع الأسعار، خاصة فى الكليات خارج الحرم، حث تقل المنافسة، ويغيب الإشراف.
والغريب فى الأمر، أن الكثير من مطاعم بعض الجامعات يسيطر عليها مافيا واحدة توزيع الأنصبة والتخصصات، وتوحيد الأسعار، ليجبر الطالب على الشراء دون أى مجال للمنافسة، ويغيب الإشراف من جانب المسئولين فى ظل عدم وجود شكاوى فعلية، أو حالات تستدعى التوقف. 

شروط السلامة
قال محمد عويضة عضو لجنة المرور والمتابعة بإدارة الوحدات ذات الطابع الخاص بجامعة أسيوط، إن تأجير المحال والأكشاك، يتم وفق عدة معايير وتمر على عدد من المراحل حتى يتم جدية المستأجر حيث يتم التسعير ويكون كل من إدارة الشئون الهندسية والشئون القانونية وأيضا الأمناء المساعدون ومكتب نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وتنمية المجتمع متواجدا وحاضرا ليتم عمل مزاد علنى على التأجير.
وأضاف عويضة فى تصريح خاص لـ«البوابة»، إن كافة الإدارات تتعامل مع المستأجر وتضع شروط السلامة والتأمين من تواجد طفايات حريق ومنافذ تهوية جيدة للحرص على تأمين الطالب الجامعي، وأيضا المستأجر، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعمل به فى كافة الجامعات المصرية من ناحية التأجير. 
وأكد عويضة أننا نقوم على المتابعة الجيدة، ومراقبة النشاط كالطعام والأدوات المكتبية، وأيضا نضع فى عين الاعتبار عدم وجود زيادة فى الأسعار حتى لا يكون ذلك حملا على الطالب، وعند تواجد أى مشاكل مخالفة من قبل المستأجر يتم إنذاره عدة مرات وبعدها يتم فسخ التعاقد معه.
أما عن عدم وجود مطاعم الوجبات السريعة المشهورة فى الجامعات الحكومية ووجودها فى الجامعات الخاصة، فقال إن القدرة والقوى الشرائية تختلف من طالب الجامعة الحكومية عن الخاص فبالنظر إلى المصروفات، نجد الفرق الكبير الموجود والذى يساعد هذه المطاعم للسعى لفتح فروع لها داخل الجامعات الخاصة دون الحكومية منها.

شكاوى طلابية

قال محمد إبراهيم الطالب بالفرقة الرابعة كلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الأسعار فى المطاعم الموجودة حول الكلية مبالغ بها جدا بالمقارنة مع أقرب مطعم خارج الحرم الجامعى الأمر الذى يستدعى خروجنا للحصول على الطعام من الخارج ما يؤدى إلى تعطلنا مع الزحام الشديد.
وقال طارق عبدالغنى الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة عين شمس، إن أسعار المأكولات والمشروبات داخل الحرم الجامعى أصبحت تدخل تحت بند الأسعار السياحية لارتفاعها الشديد والمبالغ فيه حيث أصبحت الأسعار تزيد كل فصل دراسي.
وتابع طارق: «زادت الأسعار منذ دخولى الجامعة حتى وصولى الفرقة الرابعة بنسبة تزيد على ٥٠٪، ونحن كطلاب نرفض هذا الاستغلال».
وقال أحمد ربيع الطالب بالفرقة الرابعة كلية الآداب جامعة أسيوط إن كليته ذات طابع خاص، باعتبارها خارج الحرم الجامعى فنفقد ميزة تواجد مطعم أو كافيتريات داخل الكلية لدينا ولا يوجد لدينا سوى كشك لبيع الأدوات المكتبية وأحيانا نتعامل مع الساعى الخاص بأعضاء هيئة التدريس لتناول المشروبات المختلفة.
وأكد ربيع أن وجود مطعم فى الكلية يعد شيئا مهما جدا حيث إننا نفقد الكثير من الوقت لشراء الطعام من الخارج وأيضا نجد استغلال هذه المطعام لأنهم على علم بعد وجود بديل لهم.
وقالت هبة حسين الطالبة بالفرقة الرابعة كلية الآداب جامعة أسيوط إن اعتمادنا الكلى على «الديلفرى» من المطاعم الموجودة وهذا الأمر يحتاج إلى ميزانية إضافية مطالبة بضرورة تواجد مطعم داخل الكلية معترفة بأن هذا الأمر صعب بسبب أن عدد الطلاب فى الكلية قليل عن تواجد أى مطعم داخل الحرم الجامعى الذى تتواجد فيه جميع الكليات.
وقال آلاء مجدى الطالبة بكلية الحقوق جامعة حلوان إننا نجد أزمة كبيرة فى الحصول على الطعام، لكن بعد إنشاء مقر أو مبنى مجمع للمطاعم وفر علينا الكثير لكن نفتقد إلى الجودة الجيدة فى الطعام مما يجعلنا ننفر منه وأيضا بسبب أسعاره المرتفعة بشكل مبالغ فيه حيث، إن الأسعار تزداد كل عام بنسبة ٣٠ ٪ على جميع المنتجات سواء المأكولات الجاهزة أو منتجات الشركات على الرغم من وجود هامش ربح كبير لهم يصل إلى ١٥٠٪، بالإضافة إلى وجود حالات تسمم تحدث بين الطلاب بسبب لحوم فاسدة تكون موجودة ولا توجد رقابة أبدا من الجامعة.

فروع لمطاعم شهيرة
وعلى الجانب الآخر تحرص الجامعات الخاصة على أن تؤجر أماكن لفروع كافتيريات ومطاعم شهيرة داخلها حتى يشعر الطلبة وكأنهم داخل «فود كورت» لأحد المولات الشهيرة.
وجاء قرار المجلس الأعلى للجامعات، الأخير بأن يتم تشغيل الكافتيريات والمطاعم الموجودة بالجامعات عن طريق كليات السياحة والفنادق أو كليات الاقتصاد المنزلي، أو أقسام الاقتصاد المنزلى بكليات التربية النوعية بالجامعات المصرية، بداية جديدة لتصحيح الأوضاع، حيث أقر المجلس بتكليف رئيس جامعة المنيا بموافاة المجلس، بتقرير عن تجربة الجامعة بشأن إدارة وتشغيل جميع الكافتيريات والمطاعم الموجودة بالجامعة عن طريق كلية السياحة والفنادق بها، وإحالته للجامعات للاسترشاد به.
من جانبه قال الدكتور زكريا فايز، المدرس بكلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية، وصاحب مقترح بإشراف كليات السياحة المنتشرة بمختلف الجامعات على الكافتيريات والمطاعم، عوضا عن تأجيرها لمطاعم من الخارج، إن المقترح الذى قدم للوزارة، يتمثل فى إدارة وتشغيل جميع الكافتيريات والمطاعم الموجودة فى الجامعات؛ أى الموجوده بداخل الحرم الجامعى، عن طريق كليات السياحة والفنادق، بدلًا من إسناد إدارتها لكيان من خارج الجامعة.
ولفت فايز إلى أن هذا المقترح سيساعد على زيادة موارد الجامعات، وكذلك كليات السياحة والفنادق، فضلا عن ضمان تقديم وجبات وسلع غذائية صحية تمنع حدوث أى تسمم أو عدوى غذائية عن طريق تطبيق نظام HACCP.
وتابع أنه من الممكن تشغيل الطلاب بأجر ولوقت قصير يوميًا بما لايتعارض مع دراستهم؛ وبذلك يستطيع الطالب أن يتعلم إدارة المشروعات وريادة الأعمال، وينمى ذلك روح الانتماء وحب الجامعة، ويساعده هذا العمل فى الإنفاق على دراسته وبحوثه.
وأخيرا أشار فايز إلى أنه من الممكن تحقيق ميزة تنافسية، عن طريق تطبيق الممارسات الصحية؛ والاستراتيجيات التسويقية، والخدمات التغذوية المتعددة؛ مما يجعل المؤسسات الجامعية تنافس نظيرتها الموجودة فى الأسواق خارج الحرم الجامعي.
من جانبها قدمت جامعة المنيا تجرية فريدة وسباقة من نوعها، وسيتم الاسترشاد بها كنموذج أمام الجامعات، حيث إن الجامعة رفضت الانسياق وراء تأجير الكافتيريات، وتم تشغيلها عن طريق مجلس إدارة كلية السياحة والفنادق بالجامعة، ويعمل بهذه الكافتيريات طلبة الكلية، وبذلك يتدرب الطلاب على العمل الفندقى ويقدمون مأكولات تحت إشراف ويراعى إجراءات السلامة.