الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صفاء الهاشم .. نشكر لك !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العلاقات بين الدول تستغرق جهداً طويلاً في البناء والاستقرار اعتماداً على ما بين هذه الشعوب من قواسم مشتركة وعوامل تاريخية لا يمكن تجاوزها .. كما أن التجارب القاسية التي تخوضها الأمم تصقل هذه الروابط .
وحتى لا يكون الحديث مطلقاً على عواهنه ، أو في الفضاء السرمدي ، فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن يجمع الدول العربية ما لا يمكن حصره من عوامل الارتباط الإنسانية وليس التفكك بداية من اللغة الواحدة والديانات السماوية بالإضافة إلى الطبيعة الجغرافية التي تجمع أكثر مما تفرق .. كل هذا إلى جانب الكفاح المشترك نحو التحرر من القوى الاستعمارية حتى من الله تعالى على بعض هذه البلاد بأرزاق من السماء والأرض بعد ظهور النفط كأكبر عوامل ثروات الأمم .
ولعل كل ما سبق ذكره تمهيد لا بديل عنه عما هو آت .. فمنذ أيام قليلة نشبت أزمة عابرة بين مواطنة مصرية تقيم بدولة الكويت الشقيقة تعرضت على إثرها لاعتداء وإهانة من كويتيات .. واستاء الرأي العام في مصر من العنصرية التي تمت من خلالها معاملة المقيمة المصرية بالكويت والكلام المهين الذي تلفظت به الكويتية .
فما كان من وزيرة الهجرة المصرية الوقورة نبيلة مكرم إلا أن تقدمت بمذكرة احتجاج لدى دولة الكويت تعرض فيها ملابسات الموقف وتطالب فيه بتحقيقات عادلة تحفظ كرامة المرأة المصرية .
إلا أنه ، وعلى عكس المتوقع تماما ، فقدت نائبة كويتية تدعى صفاء الهاشم رشدها وراحت تصب اللعنات وتكيل الشتائم ووصلات "الردح" الذي انعدم إلا من الحواري والأزقة التي لا تليق بكل تأكيد بمجلس الأمة الكويتي الذي يعرف دوماً بوقاره وعراقته ورصانته .
ودون التطرق لتفصيلات هذه "الوصلة" التي تفوهت بها النائبة لمجرد ذكر لفظة "الكرامة" في الخطاب المصري ، فإن ما لا يمكن تجاوزه خطاب المعايرة والاستهزاء الذي مارسته النائبة الكويتية للتندر على أحوال الصحافة التي ترى أنها موجهة ولا تتمتع بالحرية في مصر .. فلو كان ذلك صحيحاً لكرهت صفاء الهاشم اليوم الذي ولدت فيه بجرة قلم من أي صحفي مصري يملك ناصية اللغة والمهنة ، ولا يدفعه للكتابة إلا ما يؤمن به ..
فصدقاً اقول أن الصحافة في مصر أنقى وأطهر من كثير من البلدان التي لا يسمح لها فيها إلا بالتسبيح بحمد الحاكم والحكومة والتي تحتوي على قائمة لا حصر لها من البروتوكولات التي عفا عليها الزمان قبل كتابة اسم رمز من رموز الدولة والدعاء له .
ولو كانت الصحافة في مصر بهذا السوء يا "صفاء" لكنتي وجدتي مئات الملفات أو "الدفاتر" المفتوحة للتباهي باستقبال مصر لأشقائها العرب في أي ضائقة يمرون بها .. فدائما مصر هي الباب الوحيد المفتوح على مصراعيه أمام أي شقيق عربي يضيق به العيش في بلاده أو تتعرض أرضه للاعتداء وكيفي أن لدينا 5 ملايين شقيق عربي يعيشون على أرض الكنانة حقوقهم مصانة كأي مواطن مصري .
ولو كانت مصر "مدفوعة" يا ابنة "الهاشم" لما خضنا الحروب التي بذلنا فيها دماء أبنائنا الطاهرة دفاعاً عن الأراضي العربية سواء من اجل التحرير واسترداد "الكرامة" التي لا تعرف عنها النائبة شيئا .. ولكننا رغم هذا "نشكر لك" أنك أعطيتينا الفرصة لاكتشاف مكنوناتك فكل إناء بما فيه ينضح .
هذه هي مصر التي لا تعرفيها يا أيتها "النكبة" .. ولتعلمي أن ما منعنا عن الرد عليك بما يليق بك هو تقديرنا للشعب الكويتي الشقيق وأننا نعطي للأمور قدرها فأنت بأية حال مجرد نغمة نشاز لا تعبر عن دولة الكويت التي ننتظر ردها اللائق بتقديرنا لها .