الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

كلود مونيه.. رائد الانطباعية التشكيلية

كلود مونيه
كلود مونيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الأوساط الفنية في العالم هذا الأسبوع بذكرى ميلاد رائد الانطباعية الفنية كلود مونيه، صاحب العديد من الأيقونات الفنية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، والذي لا تزال صالات المزادات العالمية تحتفي بأعماله وتبيعها لأعلى سعر، وآخرها تلك الليلة التي شهدتها دار سوذبي للمزادات في العاصمة البريطانية لندن في يونيو الماضي، حيث عرضت في "ليلة الفن الانطباعي والحديث" لوحة لمونيه ضمن سلسلة من 12 لوحة رسمها عام 1877 تصور محطة للقطارات في باريس وتقدر قيمتها بما يتراوح بين 29.19 مليون و37.15 مليون دولار.
شهدت العاصمة الفرنسية باريس أول صرخات أوسكار كلود مونيه في 14 نوفمبر عام 1840، والذي جاء ليحيا مع والديه وأخيه الأكبر ليون في شقة صغيرة تقع بالقرب من نهر السين؛ ومع بلوغه سن الحادية والعشرين التحق كجندي بالقوات المسلحة الفرنسية، وترك فرنسا إلى الجزائر ثم شمال أفريقيا، وبعد أدائه للخدمة العسكرية تعرف على الفنانين أوجين بودين ويوهان يونجكيند، ومنذ ذلك الحين تأثر برؤية يونجكيند في التصوير والتي طورت أسلوبه فيما بعد، كما ظهر تأثير بودين على أعماله حيث وجهه للاهتمام بالطبيعة.
في يوليو عام 1870 هرب مونيه إلى العاصمة البريطانية لندن تاركا زوجته كامى وولده جان، خوفا من العودة إلى الالتحاق بالجيش والذهاب إلى ميدان المعركة أثناء قيام الحرب بين فرنسا وبروسيا، وظل يبحث عن أحد يشترى لوحاته عن متنزهات وحدائق ونهر التايمز البريطاني. في تلك الفترة تعرف على الفنانين كاميل بيسارو وألفريد سيسلى اللذان شاركاه وقتًا طويلًا من رحلته.
ابتكر مونيه أسلوبًا جديدًا في فن الرسم حينما كان تلميذًا يتعلم في استديو شارل جليير، لم يلتزم بقوانين الفن التقليدية، ورفض بشدة تصوير العناصر بدقة متناهية، فقام برسم لوحاته باستخدام ضربات الفرشاة السريعة والدالة على الجرأة في التصوير، وكان لعنصري الضوء والألوان تأثيرا كبيرا على أعماله، مما جعله يرسم لوحاته أكثر مرة بدرجات ضوئية مختلفة ليظهر في كل لوحة جمالا أخاذ؛ بهذه الجرأة صار الفرنسي الموهوب الذي يبحث عن مشرين للوحاته رائد مدرسة الانطباعية التشكيلية، والتي واكبت الثورة الصناعية آنذاك؛ وهي المدرسة التي واجه وأصدقاؤه بسببها نقدًا وسخرية من نقاد الفن التشكيلي في عصره، والذين وصفوا أعماله بالمشوهة، ولكنه ظل يدافع عن منهجه في التصوير الفني إلى أن انتشرت المدرسة الانطباعية وانتصر فنانوها، وبنهاية عامي 1878- 1879 بدت لوحات الانطباعيين أكثر شعبية ورواجًا حيث غير وجهة نظر متلقى الفنون.
أصيب كلود مونيه بضعف شديد في بصره على أثر حادثة جعلته يتوقف عدة سنوات عن الرسم، ولكن بعد إجراء عمليتين جراحيتين في عام 1923 تحسن بصره؛ ليمضي الفنان الفرنسي الكبير السنوات الأخيرة من حياته في تصوير بركة حديقته وزنابق الماء وأشجار الصفصاف الباكي في الاستديو الذي أقامه بحديقته بجيفيرني، حيث أصبح من أشهر وأهم الفنانين الفرنسيين، وفي 5 ديسمبر عام 1926 رحل مونيه عن عالمنا في جيفيرنى عن عمر ناهز 86 عامًا.