الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

هاينز بكتشيل لـ"البوابة نيوز": علاقتنا وثيقة بالكنائس المصرية وسعيد بزيارتي لمكتبة الإسكندرية.. و"مرصد الأزهر" يخاطب الغرب بسماحة الإسلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشاد القس هاينز بكتشيل، رئيس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية بسويسرا، بالروابط الوثيقة بين الكنيستين، المصرية والسويسرية، وانفتاح «الأزهر الشريف» على العالم الغربي، من خلال موقعه الإلكتروني، وبما حققته مصر، من مشروعات عملاقة، خلال الثلاث سنوات الماضية، وتحدث «هاينز» عن خدمته الكنسية، وكيف يرى «المرأة قسا» كما هو الحال ببلاده، خلال حواره التالى لـ«البوابة نيوز»:

■ ما علاقتك بالأكاديمية الدولية للحوار؟ وما هو دورها؟ 
- أنا من الدارسين فى أول دفعة فى الأكاديمية الدولية للحوار، التابعة لمجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، وتعتبر هذه الأكاديمية، الأولى من نوعها فى مصر والشرق الأوسط، وجئت ولدى توقعات كبيرة تجاه التجربة، وأتوقع فى المستقبل زيادة عدد المقبلين على الدراسة من الجنسيات الأجنبية المختلفة حول العالم، مع ملاحظة أن الأكاديمية ركزت على العيش المشترك فى مصر والشرق الأوسط والعالم أجمع، وعمقت العلاقات بين الثقافات وأصحاب الديانات.
كما أننى سعيد بما فعلته مصر، بشأن حلها مشاكلها بطرق عملية راقية، كما شاهدت لأول مرة كيف يكون لديك علاقات إسلامية فى مصر، واعية ومتفتحة مع علماء ورجال دين، ولو قارنت هذا بسويسرا، فأنا ألتقى بمسلمين من البانيا، وهناك فرق بين المسلمين العرب الذين يتكلمون اللغة العربية، والمسلمين من لغات أخري، والمصريون متمسكون جدا بالتقليد القديم أكثر من عمل إصلاح.
ولو أخذت مثالا بين سويسرا ومصر فى موضوع دور المرأة، تجده عاديا وطبيعيا فى سويسرا، كذلك التفاسير للفصول الكتابية، موضوع سهل وتتفق سريعا، لكننى لاحظت أن التفسير يأخذ وقتا ويناقش كثيرا، عكس المصريين لديهم أفكار مختلفة عن دور المرأة، وأنا تعلمت اللغة العربية، ولاحظت أن اللغات السامية، كالعبرية والآرامية والعربية عائلة واحدة.
ولاحظت أن هنا يفرقون ويعتبرون اليهودية كدين، من الأديان الابراهيمية، لكن المناقشات تكون حول الفارق بين اليهودية وإسرائيل، أى الدين وليس السياسة، ولكننا نتفق فى سويسرا ومصر، ونبحث عن وجود السلام فى المناطق التى نعيش فيها.


■ ماذا عن العلاقة بين الكنيستين السويسرية والمصرية؟
- لدينا تآخ ناجح بين الكنيستين المصرية والسويسرية، خاصة فى اللقاءت الخاصة بالمرأة، بين السيدات القادمات من مناطق مختلفة من حيث العادات والتقاليد.
وعملنا على دور المرأة داخل الكنيسة والمجتمع، ولاحظت أن المرأة فى الكنيسة المصرية تلعب دورا كبيرا جدا، وتقوم بخدمات شرفية وتبرعية بإخلاص، لكنى أرى أن المرأة فى القيادة الكنسية لم تأخذ حقها، وهى ليست متساوية مع الرجل، وهنا نجد مشكلة الكنيسة تجاه رسامة المرأة قسًا.
■ ماذا عن قضية رسامة المرأة قسًا؟
- الأمر الآن فى سويسرا أصبح عاديا جدا وطبيعيا ومسموحا به، لكن هذا الأمر ليس كما كان من قبل، حيث عانت الكنيسة السويسرية أيضا فى هذا الأمر، حتى وصلت إلى رسامة المرأة قسا عام ١٩١٨، أى منذ حوالى ١٠٠ عام، لكن لم يسمح لها أن تكون راعيا لوحدها ولكن تصبح شريكة.
وظل هذا الأمر لفترة طويلة من الزمن، جاهدت فيه السيدة السويسرية حتى عام ١٩٨١، لحين انتشار الفكر وتقبل الكنيسة لهذا الأمر حتى أصبح الأمر طبيعيا الآن، ونتمنى أن جميع الكنائس فى العالم تتجه إلى هذا الأمر وتقبل التغيير والإصلاح بشأن رسامتها قسًا.

■ ماذا عن قضية اللاجئين والكنيسة السويسرية وكم عددهم؟
- اهتمت الكنيسة السويسرية، بقضية اللاجئين، لأنها قضية إنسانية من الدرجة الأولي، لذا اهتمت برعايتهم نفسيًا وجسديًا، وفى كافة المجالات الطبية، وتوفير أماكن آمنة لمعيشتهم، حتى النظر فى طلبهم للجوء والموافقة عليه، وتمكينهم اجتماعيا وفكريا وتعليمهم اللغة، دون النظر إلى ديانتهم أو جنسهم أو عرقهم أو لغتهم، ولكن النظر إليهم كإنسان، ونحن نحب اللاجئين ونعمل على استمرار العمل معهم.
وعدد اللاجئين لدينا يقدر بنحو ١٠٠ ألف شخص، أما تعداد سويسرا، فيبلغ نحو ٨ ملايين نسمة، بينهم ٢ مليون ونصف مهاجر، والثلاث سنوات الماضية غيرت الكثير فى فكر السويسريين عن الأجانب، وهناك عدد من العوامل الجاذبة للهجرة إلى سويسرا، منها أنها تقع فى منتصف أوربا، وتحذو الفكر الأوروبى تجاه سياسة اللاجئين.
وهذا لعب دورا كبيرا فى الفكر السياسى السويسري، بهذا الشكل نقول إنه من الدرجة الأولى إن قيمة الإنسان مهمة ويجب الحفاظ عليها، وهذا لعب دورا كبيرا فى فكر الهجرة، خاصة وأننا نحافظ على نظام خاص للاجئين.

■ ماذا عن انطباعك فى زيارتك الأخيرة لمصر؟
لاحظت أن هناك تقدما كبيرا حدث خلال السنوات الثلاثة الأخيرة فى مصر، شاهدت فى هذه الزيارة، مشاريع استجدت وفكر تقدم وتطور، كما أرى أن هذا الأمر سوف يعم بالخير على الإنسان المصري، كما رأيت الاستقرار الأمنى فى معظم تحركاتنا واحتكاكنا بالمصريين، وشاهدت الحفاوة والحب والضحكة المصرية، والمودة وعمق العلاقة بين المصريين والسوريين.
■ ماذا عن زيارتك إلى مكتبة الإسكندرية؟
- أعجبتنى جدا، لأنها ليست فقط تاريخا قديما حدث وانتهي، لكنها تهتم أيضا بالمستقبل، واندهشت بعدد الزائرين من كل أنحاء العالم، الذين يأتون لزيارتها، وأعتبرها كنزا من كنوز الحياة، متاحا للجميع، وعلامة كبيرة من علامات مصر الثقافية، ولديها إمكانيات كبيرة جدا لملايين من البشر.

■ ما انطباعاتك عن زيارة الأزهر الشريف ومرصده؟
- هذه الزيارة وضحت الدور الكبير الذى لعبه الأزهر الشريف، فى كشفه عن كيف واجهت مصر، الإرهاب، وتصدت له، أكثر بكثير مما واجهته أوروبا، خاصة وأنه كمؤسسة دينية ينادى دائما بالوسطية، وأعجبنى انفتاح «الأزهر» على العالم من خلال موقعه على الإنترنت، حيث يعطى معلومات كثيرة عن الإسلام وسماحته.
لاحظت أن هنا يفرقون ويعتبرون اليهودية كدين، من الأديان الإبراهيمية، لكن المناقشات تكون حول الفارق بين اليهودية وإسرائيل، أى الدين وليس السياسة، ولكننا نتفق فى سويسرا ومصر، ونبحث عن وجود السلام فى المناطق التى نعيش فيها.