الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عايدة نصيف تكتب: وطريق السلام لم يعرفوه.. عن دير السلطان أتحدث

دير السلطان
دير السلطان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون» (متى ٥:٩) هكذا كلمات الله فى الإنجيل ولكن ما يحدث الآن هو «هو طوبى لصانعى الحروب وطوبى لمن يأخذ حق الغير» أصبح شعارًا يستبدله بعض القادة الذين لهم أيديولوجيات تعادى الإنسانية، وما يحدث الآن من محاولة الأمن الإسرائيلى ترميم دير السلطان القبطى التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصرية هو محاولة بها الكثير من البلطجة السياسية تجاه الأقباط وتجاه مصر من قِبل إسرائيل، فقد حاولت مصر أن تصنع سلامًا وتعلّمهم السلام، وذلك بعد انتصار أكتوبر مدّت مصر يدها بالسلام، وهى منتصرة ولم يتعلموا الدرس، ولمَ لا، فقد جاءهم السيد المسيح بالمحبة والسلام ورفضوه، ولِم نتعجب فهم مغتصبون للأراضى الفلسطينية، وأطرح السؤال: هل يعقل أن يصمت العالم عن هذه الممارسات.
أعتقد أن إسرائيل تأخذ من محاولة تهجمها على الرهبان القبط منحى سياسيًّا فهى لا تريد سلامًا على الدوام منذ أن جاء السيد المسيح بالسلام لهم، وحتى الآن فهم يرفعون ومَن يساندهم شعار «طوبى لصانعى الخصام والحرب».
محاولة تهجم قوات الاحتلال على دير السلطان محاولة أصِفها بالبلطجة السياسية والإنسانية، فدير السلطان- عزيزى القارئ- دير أثرى للأقباط الأرثوذكس يقع داخل أسوار مدينة القدس، فى حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة تبلغ مساحته حوالى 1800 م2. 
قام صلاح الدين الأيوبى بإرجاعه للأقباط بعد استيلاء الصليبيين عليه، ولعلّه عُرف من وقتها باسم «دير السلطان»، ولدير السلطان أهمية خاصة عند الأقباط؛ لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية إلى كنيسة القيامة، وهو يتبع الكنيسة المصرية.
وما حدث من سحل الراهب مكاريوس الأورشليمى بطريقة همجية أثناء الوقفة السلمية؛ احتجاجًا على اقتحام لجنة هندسية من قوات الاحتلال لترميم الدير وإدخال أدوات الترميم، دون الرجوع إلى الكنيسة القبطية أصحابه الأصليين منذ القرن السادس الميلادي، وعدم موافقة مطرانية القدس ولا نيافة الأنبا أنطونيوس، مطران القدس التابع للكنيسة المصرية- هو عمل لقوات الاحتلال من أعمال البلطجة السياسية.. والعجيب أنى لم أسمع دكاكين حقوق الإنسان العالمية تنطق بكلمة واحدة ولا الدول العظمى التى تتغنى بالسلام تلفظ بكلمة إدانة، سياسة وأيديولوجية فكرية متبعة سياسة كسب مصالح متعددة الأبعاد.
فالعنف السياسى مرفوض، والاعتداء على رجال دين مصريين من قِبل قوات الاحتلال مرفوض بصورة مطلقة، ويكفى تاريخ قوات الاحتلال المشئوم ضد المسلمين والمسيحيين بل ضد الإنسانية.. يكفى هذا القدر يا أصحاب صانعى الحروب والصراع.