رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف ليوم الإثنين 22 أكتوبر 2018

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الإثنين عددا من الموضوعات المهمة، منها الدور الأمريكي في تدمير دول المنطقة، ولغة المبادئ في السياسية ، إلي جانب محاولات ضرب التضامن العربي .
ففي عموده " هوامش حرة" بجريدة الأهرام وتحت عنوان "أمريكا .. تخسر" قال فاروق جويدة إن النفوذ الأمريكي في العالم العربي لم يعد كما كان يوما، فقد خسرت الإدارة الأمريكية الكثير في السنوات الأخيرة، وكانت قمة هذا النفوذ عندما نجحت أمريكا في توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ثم بين الأردن وإسرائيل، وكانت العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين تقترب كثيرا من مناطق التفاهم بين عرفات وبيريز ورابين، وفي عهد الرئيس كلينتون تقاربت المسافات كثيرا في مفاوضات السلام.
وأشار إلى أن هذه الصفحات كانت تأكيدا للدور الأمريكي في العالم العربي ولكن الأمور ساءت مع احتلال الجيش الأمريكي العراق وتخريب دولة عربية في كل شىء وهنا بدأت رحلة تراجع الدور الأمريكي في المنطقة حتى وصل إلى أسوأ حالاته في سوريا.
وأوضح أن وصول الرئيس ترامب إلى السلطة كان منطقة تحول خطير في الوجود الأمريكي ليس فى العالم العربي فقط ولكن على مستوى العالم فكانت المواجهات مع كوريا الشمالية وإيران وروسيا وكان الصراع في سوريا ثم كانت الخطيئة الكبرى للرئيس الأمريكي حين قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وقال إن العلاقات بين أمريكا والعالم العربي ساءت حتى وصلت إلى ما يشبه الصدام بين المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي ولم يستطع أن يصمد في هذه المواجهة مع أهم حليف تقليدي في المنطقة، وأطلق ترامب تصريحات غير مسئولة ضد السعودية في واقعة لم تحدث من قبل ورغم أن الرئيس ترامب تراجع عن شططه وتصريحاته أمام رد سعودي شديد اللهجة، وهو ما يؤكد أن القرار الأمريكي يعيش حالة من الفوضى والارتباك وأن الرئيس ترامب أفسد تاريخا من العلاقات بين أمريكا والعرب.
واكد الكاتب في نهاية مقاله أن العقلاء في سلطة القرار الأمريكي يدركون أن أمريكا خسرت مناطق كثيرة في العالم ومن أهمها العالم العربي خاصة أن الدعم الأمريكي لإسرائيل تناسى تماما العلاقات العربية ــ الأمريكية ودخل بها سردابا طويلا من سوء الفهم والتقديرات الخاطئة.
أما الكاتب محمد بركات ففي عموده "بدون تردد " وتحت عنوان " المبادئ.. ولغة السياسة" أشار إلى أن هناك من يقول إن السياسة لا تعترف ، في المنطق والنهج الذي تأخذ به وتسير عليه، بالمبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية السامية والمتعارف عليها، مثل الحق والعدل والصدق وصوت الضمير الحي، وغيرها من القيم التي توافق عليها البشر وأكدت عليها كل الرسالات السماوية.
وأضاف أن هؤلاء يعتقدون أن اللغة الوحيدة التي تعترف بها السياسة ويعمل بها أصحابها من السياسيين، هي لغة المصالح وتبادل المنافع فقط لا غير، وهم في رؤيتهم تلك يرون، أنه إذا ما حدث وتعارضت المصالح مع القيم الإنسانية والأخلاقية العامة، فإن الغلبة لابد أن تكون للمصالح ولو أدى الأمر إلى قتل هذه القيم والسير على جثتها.
وأشار إلى أن الميكيافيلية لخصت هذا المفهوم الذي يعتنقه البعض في مؤلف مكتوب ومعلوم لدي الكثيرين، وهو كتاب »الأمير»‬ الذي أكد أن المبدأ الوحيد الواجب الأخذ به في التعامل في سوق السياسة، هو المصلحة فقط، وأن كل الطرق مباحة لبلوغ هذه المصلحة، انطلاقا من الإيمان المطلق بأن الغاية تبرر الوسيلة.
وتابع الكاتب قائلا " في هذا الإطار، وإذا ما دققنا النظر في عالمنا هذا الذي نعيش فيه، وما يحدث فيه ويطرأ عليه من وقائع وأحداث وجرائم، سنجد من هذه الطائفة دولا وشعوبا وأفرادا، لا يتوقفون كثيرا أمام المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية، في سعيهم لتحقيق مصالحهم وبلوغ غاياتهم، فالمهم بالنسبة لهم فقط هو تحقيق ما يريدون بكل الوسائل الممكنة، حتى ولو تطلب ذلك الاعتداء علي دول وشعوب أخرى واحتلال أراضيهم، والتخلص من أصحابها الأصليين بالإبادة والقتل والتخلص من كل من يقف في طريقهم.
وفي سياق آخر ، تناول الكاتب ناجي قمحة محاولات ضرب التضامن العربي ، ففي عموده "غداً.. أفضل" بجريدة الجمهورية وتحت عنوان "فرّق.. تسد" قال "إن القوى الاستعمارية والصهيونية المعادية للشعوب العربية اعتمدت سياسة "فرق تسد" سلاحاً لضرب التضامن العربي في العمق وإجهاض كل أمل يلوح في الأفق لإحيائه باعتباره المنقذ الوحيد من المستنقع الدموي الذي أغرت القوى المعادية بعض القوى العربية بالوقوع فيه غير مستفيدة بدروس التاريخ عن أسباب تفكك الأمم وضياع الدول". 
وأضاف ، أن الفرقة والانقسام والتحازب على رأس هذه الأسباب مضافا إليها الاطمئنان الخادع إلى التحالف مع القوي الكبري واعتباره - علي غير واقع - زواجا كاثوليكيا لا رجوع فيه. إذ سرعان ما تغير الدول الكبري سياساتها وبالتالي تحالفاتها طبقا لمصالحها التي تنمو وتترعرع في ظل الحروب الأهلية والصراعات المسلحة الدموية علي النحو الذي يروع الضمير الإنساني الآن في غياب مجتمع دولي فاعل ومؤثر ومنظمات دولية أصبحت قراراتها من ورق لا تجد من ينفذها مادامت القوى الكبرى الاستعمارية الصهيونية تجد حلفاء يساعدونها - بإرادتهم أو بغيرها- في الهيمنة علي شئون العالم ومعاقبة كل من يخالف سياساتها بلا تفرقة بين عدو أو صديق.