تعد من أبرز النماذج الناجحة في الوطن العربي لا سيما في دولة الإمارات، تعمل دائمًا على تحسين صورة المرأة، بقدرتها على تولي المناصب القيادية، فيما تسعى بدأب أن تحل الأزمات سواء في بلادها أو بالوطن العربي.. إنها الشيخة هند القاسمي رئيسة ومؤسسة نادي الإمارات الدولي للأعمال.
"البوابة نيوز"، التقت الشيخة هند خلال زيارتها مؤخرًا للقاهرة، وتحدثت في حوار من القلب عن حال الدول العربية وما تأمل تحقيقه في الفترة المقبلة، فيما أشادت بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم الإصلاح بمصر، مشيرة إلى أن القرار حافظ على أمن مصر.
كما أشادت بفكرة صندوق تحيا مصر لحل الأزمات التي تواجه مصر، بينما دعت الدول العربية لتجاوز الخلافات الراهنة، فيما تطرقت إلى دور الإمارات لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، مؤكدة أن الإمارات لها أياد بيضاء في دعم الشعوب وإغاثتها.
وإلى نص الحوار..
كيف ترين
العلاقات المصرية الإماراتية؟
العلاقات بين البلدين تعيش أزهى عصورها،
فهي علاقات راسخة وقوية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية منذ بداية اتحاد
الإمارات، ولا بد من استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين لتعزيز التعاون المشترك
وأوكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حافظ على أمن مصر في قرارات الإصلاح الاقتصادي الذي اتخذها مؤخرًا
كما أنه حافظ على أمن الدول العربية لا سيما الخليجية.
لا بد من تعزيز التعاون الاقتصادي بين
مصر والإمارات، خاصة أن العالم يعاني من تداعيات
الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي حدثت منذ 10 سنوات وأثرت سلبًا على جميع الدول، وخلقت
مزيدًا من البطالة والغلاء وارتفاع الأسعار، وبالتالي فإن تعزيز التعاون واستمراره
من شأنه تجاوز تلك المرحلة. وأريد أن أوضح أن صندوق تحيا مصر من أهم الأفكار التي طرحتها
مصر لمعالجة قضايا رئيسية كالكبد الوبائي وأطفال الشوارع والعشوائيات.
مصر تشهد نشاطًا سياحيًا خاصة في شرم الشيخ،
ونحن بصدد الإعداد لتنظيم مؤتمر عالمي في الجونة لدعم السياحة المصرية والتعريف بالأماكن
السياحية المهمة بنهاية أكتوبر، وذلك في إطار الدعم الإماراتي لتنشيط السياحة بمصر.
من الضروري عقد دورات تدريبية ومؤتمرات
في المناطق السياحية بالدول العربية، فضلًا
عن تفعيل دور الإعلام لإبراز المناطق السياحية.
المرأة الإماراتية حققت الكثير من الإنجازات
والمكاسب، بجهدها وهي تستحق هذه المكانة التي وصلت إليها، خاصة أنها اجتهدت حتى وصلت
إلى أرفع المناصب، ولن ننسى صاحب الفضل في
نجاح المرأة وتجاوزها لمراكز كانت حكرًا على الرجل وهو سمو الشيخ زايد، إضافة إلى حكام
الإمارات الذين دعموا وأيدوا المرأة، فضلًا عن الشيخة فاطمة "أم الإمارات"
التي كان لها دور في تشجيع المرأة حتى وصلت إلى منصب الوزيرة فأصبح هناك 10 وزيرات
في الحكومة وسفيرات كثر لعدد من الدول. كما أن المجلس الوطني الإماراتي تترأسه امرأة
ناهيك عن المناصب الإدارية والمدراء التنفيذيين والذين يكون أغلبهم سيدات وهذا نتيجة
الدعم القوي من القيادة الإماراتية الرشيدة ، فضلًا عن أن الاتحاد النسائي في الإمارات كان قد طبق في ديسمبر
2002، الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة، والتي شاركت فيها المؤسسات الوطنية الحكومية
وغير الحكومية، وخبراء من الأمم المتحدة، وجميعها تركز على مبادئ دستور الدولة، الذي
كفل حقوقًا عديدة للمرأة ب مختلف المجالات، خاصة الاجتماعية ، وهناك مجموعة من الأهداف
التي تشمل رعاية النظام الأسري، وتلبي احتياجات المرأة لأداء دورها في تربية الأبناء،
وتفعيل مساهمتها في الأعمال التطوعية.
من وجهة نظري أرى أنه لابد من تضافر الجهود وتعديل العديد من التشريعات
والقوانين مثل الأحوال الشخصية في عالمنا العربي، إلى جانب توحيد الجهود للخروج بصيغة
موحدة لقانون عربي يبحث هموم المرأة وقضاياها، بطريقة تتوافق مع التغيرات الاجتماعية
التي تشهدها الدول العربية في المرحلة الحالية.
في الحقيقة أن هناك دعمًا إماراتيًا كبيرًا
للأوضاع الإنسانية في اليمن، عن طريق تقديم المعونات للشعب اليمني، وكذلك في الدول
التي تعاني من الأزمات، والإمارات لها أياد بيضاء في دعم الشعوب وإغاثتها، وهذا ما
عهدناه لدى حكامنا في مساندة الدول العربية والأشقاء في الأزمات.
الإمارات تقوم بدور فعال في محاربة الإرهاب،
ولم تقم بذلك لما كان الاستقرار والأمان الذي تتمتع به.
عملنا تطوعي ونتواصل مع الهلال الأحمر
الإماراتي ونتواصل مع الجهات الخيرية؛ لتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة ، والنادي
دشن 45 فرعًا منتشرة في دول العالم، وهو ليس مجرد ناد يجمع سيدات ورجال الأعمال، وإنما
نموذج لرسالة دولة الإمارات السامية والتي تمزج بين المشروعات الاقتصادية وعمل الخير
من خلال المشروعات والمبادرات الإنسانية، مؤكدة التزام النادي بتأصيل توجهات الإمارات
بجميع الأصعدة. كما يرعى النادي عددًا من الفعاليات الاقتصادية والثقافية والفنية،
وأرى أنه لابد من الاتجاه باستثماراتنا إلى مرحلة جديدة، ونخلق فرص تعاون مشتركة ،
فالمشروعات كالكائنات الحية ينمو بالرعاية وبالهواء النقي وعلاج ما قد يصيبه من عطب
أو مرض، وتضعف وتمرض بالإهمال والجمود، لذلك لابد من دفع المزيد من الطاقة والحيوية
التي تزدهر بالتلاقي وبتفاعل الأفكار الخلاقة لدعم المشروعات المشتركة .
إن المسئولية تجاه الوطن لا تقف عند حدود
العمل الخيري فقط، وإنما يجب إطلاق المبادرات لإسعاد بعض الفئات التي تعيش بيننا وعلى
أرضنا، انطلاقا من مفهوم المسئولية المجتمعية، ونقدم العديد من المساعدات والدعم المستمر
وآخرها زيارة مخيم للسوريين على الحدود الأردنية إذ تمت إقامة مجمع متكامل للخدمات
يضم سكن وملعب ومدرسة وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من كل شيء بدعم إماراتي.
أوكد أن العرب هم أهل ودم واحد، وإذا كانوا
اليوم مختلفين فغدًا ستتم المصالحة، ولابد من تجاوز الخلافات الراهنة، ومن الطبيعي
أن تحدث بعض الخلافات والمشاكسات ولكن بالصبر تحل الأمور متى عرفنا أن قوتنا في وحدتنا.