هنا فى مولده تجد الجميع، الصغار والكبار، المصريين وعرب من جنسيات مختلفة، بسطاء ومشاهير ومسئولين، كلهم يعشقون زيارة السيد البدوى فى ذكرى مولده، ويسترجعون خلالها بعضا من سيرته العابقة بالزهد والكرامة والتصوف، وكلهم يرفعون له لواء المحبة، متقربين لسيرة المخلصين والأولياء وأهل البيت ومحبيهم، إلى حدّ أنك لن تجد مسجده ولا ضريحه ومقامه خاوية من الناس فى أى وقت، الأحبة دائمًا موجودون، والوفود تأتى وتمشى بالكثافة والشوق.
مسبحة السيد البدوى ١٠٠٠ حبة من خشب العود والصندل النابتين فى جبل رسول الله، فداخل الغرفة الخاصة بالمقتنيات لضريح البدوى، توجد مجموعة من آثاره ومقتنياته الخاصة، عبارة عن مسبحته التى يبلغ طولها ١٠ أمتار وبها ألف حبة، كل واحدة تختلف عن الأخرى، وهى أطول مسبحة فى تاريخ الإسلام، صُنعت من خشب العود والصندل الذى كان موجودًا على جبل «أبى قبيس» الذى كان يتعبد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ورائحة العنبر والمسك تفوح منها دائمًا، إضافة إلى عصاه التى كان يستخدمها فى الجهاد ضد الأعداء خلال الحروب الصليبية، فبهذه العصا كان يأتى بالأسرى، وعباءتين، الأولى شتوية من صوف وبر الجمل، ارتداها الشيخ الشعراوى والرئيس السادات، والعباءة الثانية صيفية، يلبسها مع اللثام مرة واحدة كل عام فى الاحتفال بالمولد، أما شعرة سيدنا محمد، لا ظل لها ولا تُحرق، محفوظة داخل أحد الفوانيس المغلقة، وتُشاهد بنظارة مقعّرة
أما العمة، فهى مصنوعة من الخوص الأحمر المغربي، وينزل من العمة لثام كان يحجب به البدوى وجهه عن الناس من شدة الأنوار التى كانت تخرج من وجهه، كما أن عباءته تحتفظ برائحته وعندما تم قياسها، وجدنا أن البدوى كان يفوق طوله عن ٣ أمتار فكان ملقبا بفحل الرجال.
إضافة إلى ألقاب أخرى أطلقت عليه ومنها لقب «شيخ العرب» إذ كان اللثام ملازمًا لوجهه، فزاده هذا غموضًا، وكان ذلك سببًا فى تلقيبه بـ«شيخ العرب».
