رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون ينعون عملاق الرواية العربية حنا مينه

الكاتب الكبير إبراهيم
الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كان الموت والحياة يحومان حول فراشى منذ ولادتى أنا الضعيف البنية العليل الجسد والصبى المنتظر لعائلة فقيرة رُزقت بثلاث بنات.. أنا الابن الرابع لأم طيبة كتب على جبينها الشقاء وأب بوهيمى بالفطرة فرضت الظروف عليه أن ينتقل بعائلته من مكان لآخر بحثًا عن الرزق.. هذه الظروف صنعتنى لاحقًا وكوّنت الكاتب فى داخلى». 
تحمل تلك الكلمات الصغيرة تلخيصًا لحياة الكاتب والروائى السورى حنا مينه، والذى رحل عن عالمنا يوم الثلاثاء الموافق ٢١ أغسطس الجاري، فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، الذى أثرى الحياة الثقافية بالعديد من الروايات فعاش فقيرًا، حتى بعد أن جاءته الشهرة زهدها، عانى كثيرًا فى الفترة الأخيرة من تكرار إشاعة وفاته حتى كتب لنا وصيته، وكان خبر الوفاة كالفاجعة على العديد من الكتاب والمثقفين. 
ونعى الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»؛ حيث قال: خسرنا كاتبًا مهمًا، وهو أحد رواد الرواية السورية ومن أوائلهم. 
وأضاف عبدالمجيد: «ندعو له بالرحمة والمغفرة فكان بحارًا وكاتبًا كبيرًا، وعانى فى الفترة الأخيرة من مرضه، وهذه هى سُنة الحياة، فكان مريضًا فى الفترة الأخيرة». 
ونعى المخرج المسرحى الفلسطينى غنام غنام رحيل حنا مينه، حيث قال: «نهاية رجل شجاع، أشعل المصابيح الزرقاء، وأدخل الثلج من النافذة، وداعا حنا مينا». 
مضيفًا: «أن للشمس فى يوم غائم.. ستظل تبحر قلوبنا تنهل من إبداع هذا الملهم.. يحزننا فراقه، ويلهمنا الوفاء لذكراه.. ليتنا قلنا له (كم نحبك) قبل أن يفارق حياة الدنيا».
وقالت شام يوسف: «رحل حنا مينه الرافض للعشوائية التى تشبه هندسة العمران العربي، لنقع الغبار الذى يوهمنا بالثورة.. للصحراء التى توحى بالسراب.. للعناد الذى يحرس تخلّفنا.. للنفاق الذى يلوى عنق الحقائق..للطّغيان الناشئ فى تجارب سطحية تختفى وراء المفاهيم المزيّفة بتعبير أحد حكمائنا.. رحل حنا مينه الذى لم يخضع لأهواء سبونسور تتغير المعرفة ومفاهيمها الكبرى حسب مزاجيته.. رحل الرجل الذى لم يكن فردا فى كتيبة نفطية لوثت الثقافة وجعلتها رديفا لحروبها.
فيما قدم الإعلامى العراقى منتظر الزيدى، التعازى لنجل الكاتب الراحل «سعد مينه ولجميع أسرته»؛ حيث قال: «إن مينه كان له أثر كبير فى الأدب العربى المعاصر والرواية الحديثة». 
فيما قالت الإعلامية ألمى كفارنة عن رحيل الكاتب، والذى قامت بعمل حوار إعلامى معه حمل عنوان «أثر الفراشة»: «سيظل هذا اللقاء أكثر ما أفخر به أبدًا، سيظل كل حرف وكل تفصيل وكل نظرة وكل ابتسامة لك محفورة فى وجداني». 
وتابعت كفارنة قائلة: «لن أنسى بوحك لى ولن أنسى المديح الذى توجت به قلبى». 
الجزء الأول من هذا الحوار اختفى من أرشيف التليفزيون السورى فى ظروف غامضة، لكننا نجونا بهذا الجزء لك «أثر الفراشة لا يرى... لا يزول»
فيما قال الكاتب المصرى طارق المهدوى، إنه جمع بينه وبين الكاتب الكبير حنا مينه، علاقة صداقة حينما كان يعمل بالسلك الدبلوماسى والتقى به فى إحدى الزيارات بمدينة اللاذقية فى عام ٩٦، أن حنا مينه كان مناضلًا وزاهدًا فى الحياة.. وتابع المهدوى: حتى عندما ابتسمت له الحياة وسط الشهرة والأضواء، إلا أنه فضل أن يكون زاهدًا فى كل تلك المتع وفضل أن يعيش حياة بسيطة، وبعده عن حياة الترف، وعلى الرغم من شهرته إلا أنه فضل أن يكون بعيدًا دائرة الضوء.