الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دكتور أوسم وصفي يكتب : الصورة السلبية الذاتية.. الدكتور أوسم وصفي

الدكتور أوسم وصفى
الدكتور أوسم وصفى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد الإساءات بكل صورها، ولا سيما فى الطفولة أحد أهم مسببات الصورة الذاتية السلبية، فعندما تتكرر الإساءات النفسية فى صورة عبارات مثل: أنت لا تفهم، أو أنت غبى، أو أنت إنسان سيئ.. إلخ، فإن هذه العبارات بمرور الوقت والتكرار تصير كيانا داخليا، قد يستمر طوال العمر يردد هذه العبارات بصورة تلقائية مستمرة.
تصير الانتقادات والإهانات التى نتعرض لها، ذات ناقضة داخلنا، بحيث نستمر فى توجيه مثل هذه العبارات لأنفسنا، فى تلك الحالة نصير خصوما لأنفسنا ويصبح مصدر الإهانة داخليا، وهذا يصعب التخلص منه، بل يصعب حتى إدراكه.
يطلق على السرطان (المرض الخبيث)، لأن فيه تصبح خلايا الجسم نفسه مصدر الداء، وليست خلايا بكتيرية أو فيروسات تأتيه من الخارج، هذا يجعل الجسم لا يفطن لهذه الخلايا التى تعمل ضده ولا يهاجمها، بل يتركها تنخر فيه من الداخل حتى تميته، هكذا الناقد الداخلى يمكنه أيضا أن يميتنا نفسيا دون أن ندرك وجوده ونتحداه.
أيضا تؤدى الإساءات الجسدية كالعنف الشديد والضرب المهين إلى إضعاف علاقة الإنسان بجسده، فالأطفال الذين يتعرضون للضرب الشديد يفقدون العلاقة الوثيقة بأجسادهم، ومن ثم لا يستطيعون قيادة أجسادهم بشكل جيد فى الفراغ وتكون حركاتهم فجة تفتقر للكياسة، هذا يعرضهم لكسر الأشياء أو التعثر فى الأثاث، ومن ثم التعرض للمزيد من الضرب وتآكل الصورة الذاتية.
أما بالنسبة للإساءات الجنسية بكل درجاتها، والتى تتراوح من التحرش البسيط إلى الاغتصاب أو زنى المحارم، تشكل أهم رسائل الخزى والعار والصورة السلبية عن الذات.
هكذا نرى أن التنشئة بما فيها من علاقات بالأهل والشخصيات والأحداث المهمة فى الطفولة تسهم بشكل أساسى فى تكوين الصورة الذاتية.