الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حد يفهمنا.. ياباني أصلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«حد يفهمنا يا أسيادنا معلش ثقافتى على قدى ومش فاهمة وعايزه حد يفهمنى وأكيد فيه ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا، وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين عن اللى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه يفهمونا».
وأخيرًا بعد فترة انتظار حدثت المعجزة (لا سحر ولا شعوذة) أعلنت الحكومة المصرية بدء الالتحاق بالمدارس اليابانية وفتح باب التقديم مرة أخرى بعد أن توقف المشروع العام السابق، للمفاوضات بين الجانب اليابانى والجانب المصرى، وقد قيل إن من أسباب التوقف إصرار الحكومة المصرية على رفع مصروفات المدارس اليابانية، وهذا ما رفضه الجانب اليابانى، حيث هذا يفرغ المنحة اليابانية من مضمونها، حيث إن التعليم متاح للجميع وليس مقتصرًا على طبقة معينة (كما يحدث فى أوروبا والبلاد المتقدمة) وبما إننا فى دول العالم الثالث قيل إن هناك ضغوطًا خارجية لعدم تطبيق التجربة اليابانية فى مصر (ده خسارة فيا.. لا ده خسارة ليا). وأيضًا قيل إن من ضمن أسباب التأجيل سابقًا عدم اكتمال الأدوات والأجهزة فى المدارس اللى طالبت بها الجهة اليابانية، وأيضًا عدم اكتمال المنشآت للمدارس وعدم تأهيل المدرسين للقيام بهذه المهمة، ولكن أيًا ما كانت الأسباب فقد حدثت المعجزة، وتم الانتهاء من الاتفاقية، وتم فتح باب التقديم والبدء فى استقبال الطلبة.
حد يفهمنا لماذا تأخر قرار وزارة التعليم فى اتخاذ القرار للاستفادة من التجربة اليابانية فى التعليم وخلق مناخ مختلف للطالب المصرى فى إبداع وكشف مهارات الطالب المصرى لتحسن منظومة التعليم المصرى الذى ظل فترات طويلة قائمًا على البزنس والسبوبة دون الاعتماد على الحفظ واكتشاف نقط الإبداع فى الشخصية المصرية منذ الصغر والضغط على الأهالى والدفع بهم لاستبداد المدرسين ومصروفات المدارس واللجوء للدروس الخصوصية وطحن الأهالى ماليًا فى ظل ظروف اقتصادية معقدة للغاية.. فهل هذا هو توقيت نقل منظومة التعليم المصرى نقلة جديدة لتخريج أجيال من الممكن الاستفادة منها فى بناء الوطن؟
تعتمد المدارس اليابانية فى نظامها التعليمى على أنشطة «التوكاتسو»، وهذه الأنشطة تدعم المهارات الخاصة بالانضباط، وروح التعاون، وتعليم النظافة والاعتماد على النفس، فضلًا عن تنمية المهارات الوجدانية والسلوكية والتعلم الذاتى، وتعتمد أيضًا هذه المدارس على نظام مدرسى ومستوى جيد للمعلمين، بالإضافة إلى مناهج تنمى المهارات الذاتية للطلاب وتكسبهم مهارات حياتية. قد أعلنت وزارة التعليم بناء أكثر ٤٥ مدرسة يابانية على مستوى القاهرة ورفع قيمة المشرفات من ٢٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ ثم إلى ١٠٠٠ آلاف جنيه لدفع قيمة رواتب العاملين، لكن المنحة اليابانية لتشغيل المدارس، وليس مرتبات العاملين ما أغضب الكثير من أهالى الطلاب.. (يا خوفى يا بدران أن تتحول المنحة اليابانية إلى سبوبة وبزنس ومصالح.. وتصبح كالمدارس الدولية فى مصروفاتها، وتقتصر على أبناء الطبقة الهاى كلاس. ويظل الطفل المصرى الفقير مغلوبًا على أمره.. ندعو الله أن تكتمل على خير وأن تكون هناك رقابة على عقول من يديرون تلك المنظومة.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا؟!