الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

حبيب الصايغ أمين الاتحاد العام للأدباء العرب فى حواره لـ "البوابة نيوز": الإمارات تخوض حرب سلام في اليمن.. والجزيرة أداة كراهية وبغضاء

حبيب الصايغ في حواره
حبيب الصايغ في حواره لـ البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحوثى يعتدى على المقدسات فى صنعاء
العلاقة بين أبوظبى والقاهرة مطوقة بالمصالح والعواطف
للوهلة الأولى قد تنتابك مشاعر مختلطة عندما تشاهد الشاعر الكبير حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لاسيما الهالة الكبيرة التى تحيطه والتفاف الكثيرين حوله من أدباء وكتاب وشعراء، فتفكر حينها بأن المنصب الذى يتولاه هو الذى يدفع هؤلاء لهذا التدافع!.
لكن حقيقة الأمر على غير تلك المشاهد التى ستجدها فى المؤتمرات والمنتديات والاحتفاليات، فستجده إنسانًا بسيطًا هادئًا مليئا بهموم العالم العربي، لديه شجاعة كبيرة، مقدسًا للحرية والمرأة والموت، والذى يعتبرهم من تيماته الشعرية.
بدأ مشواره الصحفى مبكرًا جدًا، ولم يعش طفولته، محبًا للتفرد، وتستشف من خلال حديثك معه أنه يجب أن تصمت وتدعه ليتحدث لأنك لن تمل من حديثه أبدًا، بل لن تريده أن ينتهى وتكمل معه حتى ساعات الصباح الأولى. 
وكان لـ «البوابة نيوز» حوار مع الشاعر الكبير حبيب الصايغ وكان حديثًا مطولًا خلال زيارته القصيرة لمصر، على هامش منتدى الأدب العربى الصيني، والذى أقيم منذ أيام بالقاهرة.
نحن فى اتحاد الكتاب والأدباء فى الإمارات اتخذنا قرارًا تاريخيًّا، وتمت مهاجمتنا بشدة من داخل الأوساط الثقافية وحتى الأوساط الخليجية، بل ومن بعض الاتحاد أنفسهم، فقد اتخذنا قرارات بمقاطعة كافة المؤسسات القطرية الثقافية.


■ ما التأثير الحقيقى للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب على الحركة الثقافية العربية؟ وما إنجازاته؟
- أولا هناك لبس يجب أن نُزيله وفهم مغلوط عند البعض، فالاتحاد العام ليس اتحاد أعضاء، وإنما هو اتحاد الاتحادات، وكانت هناك فكرة وما زالت موجودة أن عضو اتحاد كتاب مصر يكون عضوًا أيضًا فى الاتحاد العام، ولكن الواقع الآن أنه اتحاد الاتحادات، ويضم ١٨ اتحادا عربيا، وأن عمله ليس له علاقة مباشرة بالمبدع الفرد، وأن تكون محاكمتنا للاتحاد العام حول طبيعة عمله وما يمكن أن يفعله، ومنذ توليت فترة أمانتى للاتحاد منذ عام ٢٠١٥، أرى أن العمل فى مجال الثقافة هو عمل تراكمى وتأسيسي، ففى فترة التسعة أعوام التى تولى فيها الكاتب محمد سلماوي، قام بإضافة الكثير للاتحاد ورسخ مبادئ كثيرة، وكان على رأسها المواظبة على عمل الاجتماعات الدورية للاتحاد، والتى تقام كل ٦ أشهر، فمنذ أن توليت حتى الآن، فعدد المرات التى تردد فيها اسم الاتحاد العام عشرات المرات قبل ذلك، وهذا مؤشر جيد لهذه الدورة، والدورة الماضية، ما حدث أى خلل فى الاجتماعات الدورية، والتى تكون فى بلد عربى أو عاصمة عربية، وكان لنا نصيب الأسد فى اتحاد الإمارات، وقد استضافت الإمارات من هذه الاجتماعات ٦ من واقع ١٣ اجتماعا.
فقمنا بعمل مؤتمر القدس، والذى تم عقده فى أبوظبي، بحضور أكثر من ٤٠٠ من الكتاب والأدباء العرب والأجانب، بعد قرار ترامب، وصدر عنه وثيقة أبو ظبى عن القدس، كما أنتج هذا المؤتمر ٣٢ بحثًا فى التاريخ والدين والسياسة والقانون حول القدس وتم طباعتها فى كتاب، وشارك فيه كتاب وأدباء من كل الدول العربية، وكان هذا المؤتمر دليلًا على أن الكُتاب العرب لهم كلمة، كما أطلقنا منتدى الأدب العربى والعالمى، ومن تجليات هذا المؤتمر خروج مؤتمر نجيب محفوظ والذى نُعد له الآن، كما قمنا أيضًا بإحياء فكرة الترجمة، وكان هناك مشروع مُعلن منذ سنوات بترجمة ١٠٠ رواية عربية.
واعتبرت أفضل الروايات فى القرن العشرين، وما تم فيه أى شيء الآن، ولكن هناك خطوة عملية تتم الآن، لأن مكتب الترجمة فى الاتحاد العام المكلف فى اتحاد تونس يجلس الآن لترجمة نتائج هذا العام، والتى ستمثل كل الدول العربية من مختارات قصصية ومختارات شعرية، بحيث تستطيع أن تتعرف على المشهد الشعرى الحاضر فى مصر أو الإمارات أو تونس.. إلخ. 
وستبدأ الترجمة باللغة الفرنسية، وسيتم ترجمتها أيضًا باللغة الإنجليزية، كما سيتم طباعتها باللغة العربية، وهذه النسخة مهمة جدًا لأنه من خلالها سيتم التعرف على المشهد الشعرى بمختلف الدول العربية كتونس والجزائر.. وهذه هى الفكرة التى نعمل عليها الآن. 


■ وماذا عن المقر الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فى الشارقة؟
- تم عمل مقر دائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فى الشارقة، والذى تم تخصيصه من الشيخ سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، والرئيس الشرفى لاتحاد الكتاب بالإمارات، وهذه لأول مرة أن يكون للاتحاد العام مقر خاص بمرسوم من حاكم الشارقة وهو الذى يقوم برعايته، والجدير بالذكر أن الاتحاد العام ليس له مقر، وأن الاجتماعات يتم عقدها بداخل اتحادات الكتاب بداخل الدول، وهذه تعتبر أول مرة يصبح للاتحاد العام مقر مستقل، وهذا ما يعطيه قوة قانونية، كما يتم تشغيله ودعمه أيضًا برعاية من حاكم الشارقة. 
كما قمنا بعمل جائزة «عرب ٤٨» فى الشعر والرواية، وهؤلاء الكتاب لم يكونوا موجودين فى الواقع العربي، فكانوا محاصرين داخل إسرائيل، وبدأ بعضهم وفاز فيها فى العام الماضى زكى درويش أخو محمود درويش، كما فاز شاعر فلسطينى سيتم الإعلان عنه فى بغداد، كما اعتمدنا جائزة القدس وأصبح لها قيمة مادية بجانب القيمة المعنوية، وهى من أرفع جوائز الاتحاد العام، كما أصبح اتحاد كتاب «عرب ٤٨» موجودا الآن عبر اتحاد كتاب فلسطين فى الاتحاد العام. 


■ ولماذا ذهبتم إلى سوريا؟
- ذهبنا إلى دمشق وثارت علينا ثورة كبرى وقتها، وهنا يجب أن نوضح بعض الحقائق، فلماذا ذهبنا إلى دمشق؟ ذهبنا إلى دمشق من منطلق أن هذه عواصم يجب أن تستعاد، من منطلق أن الذى لم تنجح فيه السياسة يجب أن تنجح فيه الثقافة، ولا يمكن أن نتخلى عن المواطن السورى والمثقف السورى والدولة السورية التى يجب أن تظل موحدة وموحدة التراب وموحدة القرار، وألوم الكثير من المعارضات لأنها تعمل بشكل خاطئ، ولأنها تعمل بطريقة تخوينية، وأن ما سمى بالربيع العربى له حسنات ولكن سيئاته أكبر بكثير، وثمنه باهظ ودموى ولا ديمقراطية ولا حرية ولا تعليم أفضل بتحصل عبر الدم، وإنما تحدث عبر الفكر والتعليم والتفاهم واحترام الآخر واحترام التعدد وليس تخوينه حتى لو اختلف السوريون على بشار الأسد، فستجد أن هناك من يقول عليه "ملاك"، والآخر شيطان فيجب ألا يخونوا بعضهم البعض، لكن هذا خطأ كبير، فزيارتنا إلى دمشق كانت للتضامن مع المواطن السورى والدولة السورية، والتى يجب أن تبقى موحدة ولا يجب أن تتشظى. 


■ وماذا عن العراق؟
-ونحن الآن ذاهبون إلى بغداد بعد انقطاع دام ١٧ عامًا، حيث عُقد آخر اجتماع للاتحاد الكتاب والأدباء العرب وكان فى عام ٢٠٠١، وسيشارك ممثلون عن جميع الاتحادات الأدبية فى جميع الدول العربية الأعضاء فى الاتحاد العام، وأن الوجود فى بغداد فى هذه المرحلة مهم جدًا، ويعطى رسائل كبرى يجب أن نعيها، للوقوف إلى جانب الأدباء والكُتاب العراقيين فى مواجهة الهجمة الظلامية التى تستهدفهم، وتأكيدًا لوحدة المثقفين العرب فى مواجهة تلك الهجمات وأننا حرصنا فى كل المؤتمرات الخاصة بالاتحاد العام على وجود ندوات لمواجهة التطرف والتطيف، كما سيصاحب الاجتماع ندوة تمتد ليومين على عدة جلسات تحت عنوان «ثقافة التنوع فى مواجهة ثقافة العنف» والتى تتشعب إلى محورين الأول ثقافة العنف والآليات الناعمة لمواجهتها والثانى «التنوع الثقافى ورهانات التواصل»، كما سنشارك بمهرجان الجواهري.
كما خصصنا فى هذه الدورة أيضًا يوم ١٩ إبريل من كل عام لتضامن الكاتب العربى ضد الإرهاب، وضد «داعش» كما خصصنا يوم ١١ سبتمبر من كل عام يوم الكاتب العربي، وأن الكاتب العربى يستحق أن يكون له يوم يحتفى به مثل عيد الأم وغيرها وتم اختيار هذا اليوم لأنه يوافق عيد ميلاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ، حيث وجدناه كرمز ووجدناه معبرا عن الكاتب العربي. 


■ ما تأثير الاتحاد العام فيما يحدث الآن فى الواقع العربي؟ 
- فى الحقيقة أن هذا الواقع الذى نعيشه الآن لن يتغير بـ «كبسة زر» فهو يحتاج إلى عمل كما يحتاج أيضًا إلى ربط الثقافة بالتعليم، وأنا كان عندى فرصة كبرى فى العام الماضى عندما رشحتنى دولة الإمارات إلى تولى منصب مدير عام الألكسو، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية ومقرها تونس، كمدير عام وبعدها رغبت الكويت فى التجديد، ولكن لو كان اكتمل هذا الموضوع وتم انتخابى لقيادة هذه المنظمة، كان لدى فرصة كبرى وهى أن يكون الأمين العام للكتاب العرب هو نفسه مدير العام الألكسو وأن يتم عمل مؤتمر مواز يجتمع فيه وزراء الثقافة والتعليم، وأن يتم عمل مؤتمر مواز للكتاب والمثقفين لطرح رؤيتهم لأن اجتماع الوزراء يريدون مادة للعمل عليها، وأفضل من يقدم هذه المادة هم الكُتاب والمثقفون، ولو كان تم جمع الطرفين لأصبح مفيدًا بشكل كبير، لذلك أقول إن التعليم مهم، ولو شاركنا ترشيح نصوص للمناهج التعليمية، أهم من المُعلمين. 
وفى ذات السياق، نحن كعرب يجب أن نعمل على منصب اليونسكو بشكل أفضل، ففى تجربة اليونسكو، نحن فى الإمارات قمنا بدعم مشيرة خطاب، وكنا حذرين من تواجد المرشح القطرى، لأن فوزه كان سيمثل كارثة، ففوز دولة تمثل وتدعم الإرهاب، تفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، وكان هذا على وشك الفوز، ففى المستقبل يجب أن نعمل بوعى أكثر، فلا يجب أن يترشح أكثر من مرشح عربى ويجب أن نعمل على هذا بشكل جاد، ونحن فى الاتحاد العام عندما ظهر أربعة وخمسة مرشحين نادينا بترشح عربى واحد. 


■ كيف ترى ما تفعله دولة قطر فى المنطقة العربية لاسيما فى الفترات الأخيرة من دعم وتمويل الإرهاب؟ 
- نحن فى اتحاد الكتاب والأدباء فى الإمارات اتخذنا قرارًا تاريخيًّا، وتمت مهاجمتنا بشدة من داخل الأوساط الثقافية وحتى الأوساط الخليجية، بل ومن بعض الاتحاد أنفسهم، فقد اتخذنا قرارات بمقاطعة كافة المؤسسات القطرية الثقافية وحتى على صعيد الكتاب القطريين فقد منعنا التواصل معهم، فأنا عندما أتولى منصب رئيس اتحاد الكتاب أصبح شخصا مُسيسا وليس منصبا ثقافيا فقط، وإنما هو منصب سياسى وثقافى، ويجب أن يعى ما يدور حوله، ولا يمكن فصل الإنسان عن دولته.
أما من يقول إننا نتخذ قرارا ضد الشعب القطرى، فهذه فكرة ساذجة وتحتاج إلى تصحيح، فنحن مع الشعب القطري، وأن قراراتنا هى حماية للشعب القطرى، فأحب أن أقول لمن يوجه لنا الاتهامات بأننا ضد الشعب القطرى، فأنا لى ثلاثة أخوال واحد قطرى واحد بحرينى واحد إماراتي، وهذا هو واقع الأمر، ونحن لا نمس الشعب القطرى، ولكننا نقوم بالضغط على الحكومة القطرية، على نظام يقوم بمحاربتنا بشكل يومى أشرس حرب، فالحرب التى تشنها قناة الجزيرة القطرية بشكل يومى على الإمارات والسعودية وعلى مصر وعلى والبحرين، هذه أشرس من الحرب الدموية، ففكرة تأليب الشعوب العربية على الشعوب الخليجية وعلى مصر، اختلاق التقارير الموجهة، تلوين الأخبار، وأن يكون عزمى بشارة على نفس خط عبدالبارى عطوان وتوكل كرمان وجمال ريان والقرضاوي.
وأن يكون للإخوان هذا الدور وأن تدعم المعارضات المسلحة ضد مصر والخليج بدعم من قطر، فنحن الآن فى مرحلة مفترق طرق، فهناك محور خير قوامه الدول الأربع، وفى محور آخر قوامه قطر وتركيا وإيران، والمسائل وضحت بشكل كبير وعلى المثقف أن يختار، فالمثقف الذى وقف مع الجزيرة وقطر هو مثقف ساقط بدون لف أو دوران، فأنا لا أستطيع أن أكون مع قطر وهى تحاربنى بهذا الشكل. 
فعندما طالبنا كدول بإغلاق قناة الجزيرة، فهنا أريد أن أصحح بعض المفاهيم، فالعالم لا يفهم.. فعندما رفض هذا الطلب باعتبار أن الجزيرة وسيلة إعلامية، وأننا بهذا المطلب نكون ضد الحريات، فالمطالبة بإغلاق الجزيرة ليس باعتبارها وسيلة إعلامية فهى أداة كراهية وبغضاء، ومن هذه الناحية أطالب بإغلاقها، كما أن هناك شيئا آخر، قطر ومصر والجزيرة ومصر والتى تقوم بنشر وبث الفتن الطائفية وتعمل عليها بل ما زالت تصف حتى الآن الأوضاع التى ترتبت على عزل مرسى على أنه انقلاب وما زالت تروج لذلك، والدليل الأكبر على أنه ليست هناك حرية فى قطر أن جميع المذيعين والمُعدين فى قطر كلهم صوت واحد ومسخ واحد. 
فعندما تبحثين فى تويتر عن عزمى بشارة فستجدين اسمه مقترنًا بأسماء مثل توكل كرمان، فكيف لهذا المفكر العلمانى أن يكون على نفس تلك الشاكلة فهو مع قطر يعنى مع الحضيض. 


■ كيف ترى الحرب التى تقوم بها الإمارات ضد ميليشيات الحوثي؟
- الإمارات فى اليمن هى فى حرب سلام اليمن، وهذه الحرب هى سلام على اليمن وهى انتصار على الحوثى وعلى إيران وعلى محور الشر، ونحن ندعم اليمن من كافة النواحى لذلك هى تحقق انتصارات، ونحن قدمنا عشرات الشهداء واختلط الدم الإماراتى والدم اليمنى والبعض يروج أن الإمارات قدمت شهداء من إمارات معينة، وهذا كله افتراء فشيوخ الإمارات قادوا بأنفسهم بعض الهجمات كالشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، والذى أصيب فى إحدى الغارات وهو حفيد الشيخ زايد ونعتبره بطلًا فى الإمارات، فنحن ننظر إلى حربنا فى اليمن على أنها حرب سلام اليمن بوعى كامل، لأن الحوثى انقلب على المسار السياسى المرسوم بمعرفة مجلس التعاون وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وهو رمز للتخلف فى اليمن والوطن العربي، وهو مرتبط بالأجندة السياسية والدينية الإيرانية «نظرية ولاية الفقيه»، لذلك نحن سننتصر فى اليمن وحربنا فى اليمن حرب مقدسة، وذلك لأن أطماع الحوثى تنظر إلى المقدسات وهدفها الوصول إلى مكة. 


■ ما تقييمك للعلاقة بين مصر والإمارات؟
- هى علاقة استراتيجية ومتميزة وتعد نموذجا حقيقيا للعلاقات العربية العربية فالإمارات تعتبر مصر مركز الثقل العربي، فالعلاقة بين الإمارات ومصر مطوقة بالمصالح والعواطف معًا، فنحن نجد أن من مصلحتنا تأييد مصر ودعم مصر، والعواطف أن مصر هى أمنا مثل ما هى أم الدنيا، وفى نفس الوقت هناك نوع من العرفان لمصر لأننا دائمًا ما نقول هذا الكلام فمن قام بتعليمنا مصريون ومن قاموا ببناء البيوت مصريون.. إلخ، ونشأنا على حب جمال عبدالناصر ونشأنا على الثورة ونشأنا على حب مصر.


■ هل يتيح الاتحاد فرصة للشباب؟
- منذ أن توليت منصب رئيس اتحاد الكتاب الإماراتيين، وهناك عدد كبير من الشباب التحقوا بالاتحاد وبشجع الشباب دائمًا للدخول، فتجد بعض الأصوات تعترض على دخول الشباب متناسين أننا حينما قمنا بتأسيس الاتحاد كنا شبابا، فأنا وأنا عمرى ٢٥ عامًا كنت أصدرت ٥ كتب وتحدث عنى النقاد كثيرًا وعملت بعدة وظائف ومتزوج وعندى ثلاثة أبناء، فكيف نقول على كاتب عمره ٣٥ عامًا على أنه شباب فهذا ليس صحيحا، فعلى سبيل المثال أبو القاسم الشابى عندما توفى كان عمره ٢٤ سنة، وهو الذى حرك العالم بشعره، الشباب موجودون ويجب أن تتاح لهم الفرص ومن يقول عكس ذلك فهو يصبح ضد الزمن وضد الفرصة وضد نفسه أيضًا، كما أنه يجب على الشباب ألا يقوموا بإلغاء الآخرين. 


■ من الذى يتصدر المشهد الثقافى العربي؟
- للأسف هذه ظاهرة موجودة، وأنا ألوم الاتحادات العربية على أنها لا تقوم بتغيير الوجوه، ولا يوجد تنوع بين الجنسين، بل إن تمثيل المرأة قليل جدًا، وأن الاتحاد العام على سبيل المثال لا يوجد به سوى امرأة واحدة، وهذا لا يعكس الواقع، فهذا موجود، وأتمنى أن نستدرج ونعتقد أحيانًا أن النيات ليست خطأ، وللأسف هو موجود ويجب أن يتم تغييره. 


■ هل تتفق مع مصطلح الكتابة النسوية؟
- لا.. أنا لست مع التصنيف، هذا فالمرأة الكاتبة والرجل الكاتب يكتبون إبداعا وليس بالضرورة أن تكون مقولة أن المرأة تعرف عن المرأة أكثر من الرجل، فهذا خطأ وأننى أجد فى بعض جلسات مجلس الأمة أن المرأة تكون أحيانًا ضد المرأة، فأنا قد أكون أجيد الكتابة عن المرأة أفضل من المرأة نفسها، لذلك الكتابة إنسانية وإبداعية وليس لها علاقة بالنسوية ولا غيرها ولست مع هذا التصنيف.