الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ذكريات العيد.. إقبال بركة: قضيت طفولتي في "حي الضاهر" وسط "الجاليات الأجنبية"

إقبال بركة
إقبال بركة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كُتاب ومثقفون وفنانون يروون ذكرياتهم فى «العيد».. عبر كلماتهم الراقية التى يعودون فيها برحلة زمنية لمرحلة الطفولة المبهجة وأيام الصبا، وزمن التحضر والرقى، من حى الضاهر فى القاهرة، مرورا بمدينة الإسكندرية، ثم مُولد سيدى أبوالمعاطى بدمياط، وغيرها من الأحياء والمحافظات، التى عاشوا بها أيام طفولتهم وسنواتهم الأولى، ينقل لنا مجموعة من أكبر الكُتاب والأدباء والمثقفين، أجواء العيد فى فترة طفولتهم، ليرجعوا بالذكريات لـ«رائحة الكحك» و«صوت الصيجان» فى الأفران البلدى، و«المراجيح»، حيث بهجة الطفولة، مرورًا بزيارة «مقابر الراحلين» والترحم عليهم والحصول على «العيدية» وكل الطقوس، التى كانت تصاحب فرحة الأطفال بقدوم العيد، فى سياق ذكرياتهم لـ«البوابة». 
من المحلة الكبرى تعود بنا الكاتبة الصحفية إقبال بركة، إلى أهم مظاهر العيد فى «حى الضاهر» الشهير بالقاهرة، الذى كان يمتاز بوجود عدد كبير من الأجانب من مختلف الجنسيات، الذين جاءوا إلى مصر بعد الحرب العالمية الثانية. 
عن طفولتها وأجواء العيد، تقول «بركة»: «قضيت طفولتى فى حى الضاهر بالقرب من وسط المدينة، حيث نشأت وسط تعددية ثقافية وأجواء تقبل الأخر، فكان الحى مليئًا بالجنسيات الأوروبية من يونانيين وإيطاليين، فكان البقال والكوافير وبعض الحرفيين من الأوروبيين، وكانت المنطقة شبه أوروبية، وتأثرنا بهم كثيرًا من حيث الملابس أو الشكل، وهذا ما تجلى فى كتاباتى عندما كبرت فى الدفاع عن التعددية الثقافية، فمصر كانت ومازالت هى الحضن الدافئ والمرحب لكل من يلجأ إليها».
وتابعت: «كانت يمتاز الحى، بوجود العديد من الحدائق العامة فكانت هناك حديقة الضاهر، وحديقة كبرى فى شارع رمسيس، الذى كان اسمه شارع الملك فاروق وقتها، بالإضافة إلى وجود العديد من دور السينما كسينما ريالتو وسينما مصر، وكنا حريصين على الذهاب فى الحفلات الصباحية، التى أثرت فى شخصيتى بشكل كبير، وكانت تمتاز السينمات بالنظافة والرقى، وكانت الفترة الصباحية تمتاز بعدم وجود عدد كبير من الرواد، ومن الأشياء التى أثرت فى تجربتى هو سكنى فى شارع حمدى الظاهر، وكان أمام منزلى الكنيسة المارونية، وبالجوار كان هناك جامع الضاهر، فكنا نسمع أصوات أجراس الكنيسة وصوت المؤذن، والذى كان مؤثرًا بشكل كبير».
مضيفة: «كان هناك تقارب كبير بين الجيران، وكنا ننتظر والدى بفارغ الصبر لحين عودته من صلاة العيد، للحصول على العيدية، والتى كانت تبلغ ١٠ قروش، للذهاب إلى الحدائق وركوب المراجيح، التى كانت تتواجد تحت المنزل، وشراء البيبسى وغيرها من مظاهر الطفولة فكنت أحب ركوب المراجيح بشكل كبير، خاصة أن الأطفال هم من يصنعون العيد».
متابعة: «من أهم سمات العيد، هى زيارة الأقارب ومعايدة الجيران الأقباط، فكان هناك تواصل حقيقى بين الجيران المسلمين والمسيحيين، من حيث تبادل أطباق الكحك والبسكويت، فلم تكن هناك هذه العزلة الرهيبة التى نعانى منها فى وقتنا الحالى، ولكن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت بديلًا عن هذا التقارب من حيث تبادل التهنئة والمعايدات على واتس آب وفيسبوك».