رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"من وحي القلم" للرافعي.. العيد يثبت للأمة وجودها الروحاني

مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق الرافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتناول الأديب مصطفى صادق الرافعي في كتابه "من وحي القلم" المعنى السياسي في العيد فيبدأ حديثه عنه قائلا: العيد هو إثبات للأمة وجودها الروحاني ، فليس العيد الا إشعار هذه الأمة بأن فيها قوة تغيير الأيام ، لا إشعارها بأن الأيام تتغير ، فأيام العيد تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع ، والكلمة الواحدة على ألسنة الجميع ، وهو يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام ليس القدرة على تغيير الثياب ، وكأنما العيد هو إستراحة الأسلحة يوما في شعبها الحربي .
ويبين الرافعي : أن العيد تعليم للأمة كيف تتسع روح الجوار وتمتد ؟ حتى يرجع إلى البلد العظيم وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي ، كما أنه يظهر فضيلة الإخلاص معلنة للجميع ، ويهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة والمحبة فالعيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.
ويتابع الرافعي في حديثه عن العيد قائلا: العيد هو إلتقاء الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها ، وترك الصغار يلقون درسهم الطبيعي في حماسة الفرح والبهجة ، ويعلمون كبارهم كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التى فرغت عندهم في معانيها ويبصرونهم كيف ينبغى أن تعمل الصفات الإنسانية في الجموع عمل الحليف لحليفه ، فالعيد يوم تسلط العنصر الحي على نفسية الشعب.
ويوضح الرافعي : أن العيد هو تعليم الأمة كيف توجه بقوتها حركة الزمن إلى معنى واحد كلما شاءت ، فقد وضع لها هذا الدين لتخرج عليه الأمثلة ، فتجعل للوطن عيد ماليا إقتصاديا تبتسم فيه الدراهم بعضها إلى بعض ، وتخترع للصناعة عيدها ، وتوجد للعلم عيده ، وتبتدع للفن مجالى زينته ، وبالجملة تنشئ لنفسها أياما تعمل عمل القواد العسكريين في قيادة الشعب ، يقوده كل يوم منها إلى معنى من معاني النصر.
ويختتم الرافعي حديثه عن العيد قائلا: إن المعاني السياسية التى من أجلها فرض العيد هي ميراثا دهريا في الإسلام ، ليستخرج أهل زمن من معاني زمنهم فيضيفوا إلى المثال أمثلة مما يبدعه نشاط الأمة ويحققه خيالها وتقضيه مصالحها.