على شاطئ المتوسط وسط أسرة يرصدها الموت فى كل وقت، وُلد محمد على صاحب الأصول الألبانية، فى مارس ١٧٦٩، وكان والده تاجرًا فى التبغ، ولديه ١٧ أخًا لم يعش منهم إلا هو، وتوفى والده وهو فى الرابعة عشرة، وما كادت صدمة فقد والده تمر، حتى لحقته أمه فصار يتيم الأبوين وتولاه عمه طوسون، الذى ما لبث أن يلحق بمصير أبويه، فرعاه حاكم «قوله» الذى كان صديقًا لوالده، فألحقه بسلك الجندية، وكانت بدايته مع الحياة العسكرية التى برع فيها.
كانت بداية عهده مع مصر حينما أرادت الدولة العثمانية تخليص «أم الدنيا» من أيدى الفرنسيين فأرسلت جيشًا إلى القاهرة قوامه ثلاثمائة جندي، وكان محمد على نائبًا لرئيس الكتيبة الألبانية وكاد أن يغرق فى معركة أبى قير فآثر العودة إلى ألبانيا ليتسلم محمد على قيادة الكتيبة.
وفى أعقاب ذلك حاول محمد على تكوين جيش نظامى، واتجه صوب صعيد مصر، فى محافظة أسوان لينشئ مدرسة حربية بالاستعانة بسليمان باشا الفرنساوي، وتولى فى مثل هذا اليوم السابع عشر من مايو من عام ١٨٠٥ حكم مصر وضم إليها الحجاز ونجد فى ١٨١٨ بعد قضائه على الحركة الوهابية.
استكمل محمد على فتوحاته بالوصول إلى الشام وهزم العثمانيين فى ١٨٣٣ وقفت الدول العظمى آنذاك روسيا وفرنسا وبريطانيا عائقًا أمام تقدمه الذى كاد أن يصل إلى عاصمة الدولة العثمانية «أستانة» ليجبروه على التنازل عن العرش فى ١٨٤٨، وفى أغسطس من العام التالى كانت نهايته بالحياة مثلما بدأت على شاطئ المتوسط، وكانت هذه المرة بالإسكندرية عن عمر ناهز ثمانين عامًا.
