الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العودة إلى الجذور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوقف الإعلام طويلًا أمام بعض الأحداث التى لا تهم إلا من يتناولها، ويغض الطرف عن أحداث مهمة قد تسهم فى بناء نهضة حقيقية تسعى إليها الدولة، قد أتفهم الرغبة فى تقديم وجبة إعلامية متنوعة ترضى اهتمامات كل المشاهدين، لكن هذه الرغبة تتلاشى أمام أحداث تستحق حشدًا إعلاميًا، خاصة إذا حملت هذه الأحداث بين طياتها مادة جذابة ومشوقة، وبين طياتها.. حملت مبادرة (العودة إلى الجذور) ما يفرضها على موائد الإعلام قبل وأثناء تدشينها وحتى إسدال الستار على فعالياتها الرسمية، بل حملت ما يجعل باب الإعلام مفتوحًا أمامها لفترة أطول لتحليل نتائجها وتعظيم إيجابياتها، لتكون الاستفادة أكبر فى المبادرات المقبلة.
تعاطى الإعلام مع المبادرة اقتصر على تدشين الرئيس السيسى لها بحضور رئيسى اليونان وقبرص، ثم أخبار متناثرة لا تشبع نهم القارئ ولا فضول المشاهد، وعلى الرغم من أن المبادرة كانت الحدث الأبرز.. إلا أن البديل لها فى أغلب البرامج كان كالعادة (مكلمة) يرتجلها مقدم البرنامج ليدخل تراك السباق اليومى الذى ينتهى بلا شىء، فلا معلومة، ولا صورة تشعر المتلقى أنه يجلس أمام شاشة.
ضيوف المبادرة كانوا مغنمًا لمن يرغب فى تقديم محتوى إعلامى مختلف، سبعون يونانيًا وخمسون قبرصيًا عاشوا فى الإسكندرية فترة طويلة، وجابوا ربوع مصر، كم هائل من الذكريات التى يحملونها لمنازل عاشوا فيها، وشواطئ استمتعوا بها، وكنائس شهدت صلواتهم، ومناطق أثرية ما زالت عالقة بأذهانهم، ومنازل عاشوا بين جدرانها، وشوارع مشوا فيها، وجيران وأصدقاء بالتأكيد لهم معهم ذكريات، لو تنقلت الكاميرات مع هؤلاء إلى كل هذه الأماكن لوجدنا أنفسنا أمام مادة إعلامية أقرب إلى الدراما، فيها من التشويق والدهشة والجاذبية ما يفرض على المتلقى الجلوس أمام الشاشة، مائة وعشرون ضيفًا لو رافقتهم الكاميرا لأنتجنا نفس العدد من الأفلام التى تحقق العديد من الإيجابيات، أبرزها الترويج السياحى لمصر، وتقديم مادة إعلامية مختلفة، وإثراء أرشيف القنوات بقصص تصلح للعرض فى كل الأوقات، واستعادة الجمهور إلى شاشات أصابته بالملل، لكن قناة واحدة لم تستثمر المبادرة، وكان مرور الكرام على فعالياتها هو القاسم المشترك بين كل المحطات.
لم يبق أمام الإعلام بعد إسدال الستار أمس على المبادرة..إلا أن يلملم فتاتها بتحليل نتائجها إن استطاع، وأن يتابع مردودها داخل الإسكندرية إن منعه الكسل من المتابعة خارجها، وأن يستضيف أصحاب الرأى الذين شاركوا فيها، ربما يقدمون معلومة أو نصيحة يستفيد منها القائمون على المبادرة.
أخيرًا.. العودة إلى الجذور.. فكرة فيها من الإبداع ما يفوق قدرات القائمين على الإعلام الذين انشغلوا بصراعاتهم عن صميم عملهم.