الإعلام الغربي وعملية "سيناء 2018"
في الوقت الذي تحارب فيه مصر، الإرهاب، نيابةً عن العالم، وينزف جنود وأبناء مصر الدم، لتقويض هذا الإرهاب الأسود، وإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، وتحقيقها لنتائج مبهرة، عملت بعض وسائل الإعلام، التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، أو الأجهزة المخابراتية، التي لا تريد الخير لمصر، على التشكيك في العملية.
واستخدمت وكالتا "رويترز"، و"أسوشيتدبرس"، مصطلحات بعينها لوصف العناصر الإرهابية في سيناء، إذ وصفتهم بـ"المتشددين"، و"المتمردين"، في محاولة لنفي صفة الإرهاب عنهم، وهو الأمر البعيد عن "المهنية"، التي تتغنى بها المؤسستان.
بي بي سي.. وهجوم "سافر" على مصر
أبرزت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تقريرًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حول شن إسرائيل غارات في سيناء، دون ذكر المروج الرئيسي لهذه المعلومة، الذي تبين أنه مصدر إسرائيلي، يروج أخبار كاذبة ومفبركة، بهدف تشويه الدولة المصرية، بما يشير إلى أجندة القناة، التي تنشر كل ما يمس الأمن القومي في مصر.
الخبراء يحللون الموقف
استنكر النائب جمال عبد العال، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، دور الإعلام السياسي عالميًا، مؤكدًا ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي عالمي، تحت مظلة الأمم المتحدة، يحكم وسائل الإعلام.
وأشار، في تصريحٍ خاص لـ"البوابة نيوز"، إلى أنه على وسائل الإعلام أن تراعي البعد الإنساني، عندما تبث مادة ما تخص شعب بأكمله، مستشهدًا بحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حين قال إن مصر تمارس علاقاتها مع الدول، بالأخلاق، ما يؤكد أن مصر تقدر الإنسان، بغض النظر عن جنسيته، أو عرقه، أو دينه.
وأضاف أن وسائل الإعلام عليها أن تلتزم بالمصداقية، والقواعد المهنية، وألا تكون أنياب لأجهزة المخابرات على مستوى العالم، لتحقيق أهداف سياسية، لافتًا إلى أن كثير من التقارير التي تنشر عن مصر، تشتمل على تآمر ضد الأمن القومي للشعب المصري.
من ناحيته، أكد اللواء محمد الشهاوي، الخبير العسكري، والمستشار بكلية القادة والأركان، أن كثير من وسائل الإعلام الغربية، ممولة من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وقطر، وتعمل ضد الدولة المصرية.
وأوضح الشهاوي لـ"البوابة نيوز"، أن مثل هذه الوسائل، تنشر مواد إعلامية تحض على كراهية القوات المسلحة، والشرطة، من خلال فبركة أحداث، لا تمت للواقع بصلة.
وأشار إلى أنه لتجنب تأثير مثل هذه التقارير على الرأي العام، فإنه على أجهزة الدولة المعنية، تفنيد الشائعات، وإثبات كذبها، خاصةً أن مصر تعرضت لأكثر من 60 ألف شائعة، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب قوله.
وشدد الشهاوي على أن الإعلام السياسي، هو أحد أذرع أجهزة المخابرات، في الحرب النفسية، وحروب الجيل الرابع، وأنه على وسائل الإعلام المصرية، أن توعي المواطنين بهذه الأمور، حتى لا يقع الشعب تحت تأثير هذه الشائعات.
وأشاد بقرار النائب العام، المستشار نبيل صادق، بشأن تكليف الهيئة الوطنية للإعلام، بمتابعة وسائل الإعلام المختلفة، وتحديد الممارسات غير المهنية، التي تعمل على تكدير السلم العام.
كما أشاد بتصريح الرئيس السيسي، بشأن اعتبار الإساءة للقوات المسلحة، والشرطة المدنية، خيانة عظمى للوطن.
وقال إن مصر تواجه حاليًا حربًا أكثر شراسة من الحروب التقليدية، لمواجهة وتقويض الإرهاب، وإنه على الأسر توعية أبنائها، وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، وكذلك يقع هذا الدور على المؤسسات التعليمية، لوقاية المجتمع من تلك الأفكار.
أما الدكتور خالد زكي، مدرس الصحافة بكلية
الإعلام، جامعة القاهرة، فأشار إلى أن رسائل الإعلام السياسي في العالم يمكن
تصنيفها في إطار ما يسمى بالمواد الملونة، التي تتأثر بموقف الدولة التي تصدر
أوتبث منها الوسيلة، تجاه الدولة الموجهة بشأنها الرسالة، وبالطبع تتأثر الرسائل
هنا بحجم وطبيعة العلاقات بين البلدين، وهو ما يفسر ظاهرة الادعاءات والأكاذيب
التي تبثها وسائل الإعلام تجاه ما يحدث في مصر.
وأوضح أن الحل الذي يضمن عدم تأثر المتلقي العربي بمثل هذه
المضامين، يكمن في نشر ثقافة التربية الإعلامية، التي تستهدف خلق مواطن واع،
يستطيع التمييز بين مختلف الرسائل الإعلامية التي تصدر إليه، من مختلف وسائل
الإعلام، وبالتزامن مع ذلك تأسيس جمعيات حماية المشاهد، التي تكون منوطة بنشر
الوعي، من خلال حملات توعية للمواطنين، تمكنهم من التفرقة والتمييز بين الرسائل
الغربية وغيرها.