الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"العدوان الأمريكي على سوريا" في الصحف الأجنبية "واشنطن بوست": التحدي غلب على السوريين بعد الغارات ديرشبيجل: الأيام المقبلة قد تشهد مواجهة بين أمريكا وروسيا.. الإندبندنت: المواجهة أصبحت مفتوحة

العدوان الأمريكى
العدوان الأمريكى على سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اهتمت الصحف الأجنبية بالضربات الأمريكية على روسيا وبمشاركة بريطانية فرنسية، وسط توقعات بتدخل روسى وشيك على صعيد التدخل الدبلوماسى أو الاستمرار فى عناد واشنطن فى ضوء عدم تقديم الغرب أدلة حتى الآن تشير إلى تورط حكومة دمشق فى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين فى سوريا.
صراع الكبار
من جانبها أكد الواشنطن بوست أن كلًا من سوريا وروسيا وإيران تجاهلوا غارات الولايات المتحدة وحلفائها ضد ثلاث منشآت للسلاح الكيماوى السورى مما أثار إدانات غاضبة، لكنه لم يشر إلى أنه سيكون هناك تصعيد أوسع، والاكتفاء بالإشارة إلى رفض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين هذه الضربات. 
وركزت الصحيفة على تصريحات روسيا التى أشارت إلى أن هذه الضربات لم تلحق إلا أضرارًا طفيفة، وأن معظم القذائف التى استهدفت المواقع السورية تم اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية السورية. 
ونوهت الصحيفة إلى التحدى الذى غلب على السوريين بعد هذه الغارات، والاهتمام بما بثه التليفزيون الحكومى السورى من مشاهد تبرز دعم السوريين لبشار الأسد، ملوحين بالأعلام السورية والروسية والإيرانية.
الموقف الروسي
فى حين اهتمت مجلة دير شبيجل الألمانية بالضربات الأمريكية والإشارة إلى أنه قد يكون من الصعب النظر إلى الصور التى تتبع هجومًا بالأسلحة الكيميائية، والتأكيد على أنه وعلى الرغم من أنه لا يمكن التحقق من صحة كل صورة أو إثبات، فلا شك أن نظام الأسد كان وراءها، فإن هجوم ٧ أبريل ما زال يثير قلق المجتمع الدولى الذى تبع الحرب فى سوريا مع اللامبالاة النسبية.
شددت المجلة على أن التصعيد بين القوى المسيطرة على سوريا اليوم لم تعد له علاقة كبيرة بأصول الصراع، فالمعركة بين الرئيس بشار الأسد وخصومه تلاشت كما بدا الصراع يتصاعد بسبب تصرفات القوى الإقليمية بما فى ذلك إيران وإسرائيل وتركيا، وكذلك روسيا والولايات المتحدة، وربما تحمل الأيام المقبلة مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، ولا يبدو أن أحدًا يهتم بالسوريين أنفسهم بعد الآن.
خيارات الغرب
فى حين نوهن «الاندبندنت» إلى الخيارات المتاحة أمام الغرب للتعامل مع الأزمة الراهنة فى سوريا، وأشارت فى تقرير له أعده «باتريك كوبيرن» الصحفى المختص بالشئون العسكرية فى الشرق الأوسط أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب فى سوريا هى التفاوض مع الأسد، لكن لاأحد يرغب فى أن يراه الناس يصافح الشيطان».
وأكدت الصحيفة أن الهدف من الضربات الصاروخية للتحالف الغربى والذى ضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على نظام الأسد بات غير واضح رغم التشجيع الواسع فى الصحف ووسائل الإعلام فى العالم الغربي، موضحة أن الهدف من هذه الضربات هو نزع قدرة نظام بشار الأسد على قتل المدنيين باستخدام السلاح الكيماوى، لكن التاريخ الوحشى لهذا الصراع الذى أدى لمقتل نصف مليون شخص يكشف أن جميع الأطراف تسعى لنزع قدرات الأطراف الأخرى القتالية، وأن نزع نوع واحد من هذه الأسلحة لن يؤثر على المقدرة القتالية الكلية لطرف ما.
وقالت الصحيفة إن الطريقة الوحيدة لوقف استخدام السلاح الكيماوى هى وقف الحرب بأسرها، وهنا يبرز السؤال عن كيفية فعل ذلك بين أطراف المعارضين للأسد، والتأكيد بقولها «هذه هى الطريقة نفسها التى حاولت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها تنفيذ سياساتهم خلال السنوات الخمس الماضية منذ أدركوا أن الجماعات المعارضة للأسد ما هى إلا نسخ مختلفة من تنظيم القاعدة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة».
وأكد أن الغرب حرص على أن الحرب فى سوريا تستمر دون أن يتمكن طرف من الفوز بها حتى وصلنا إلى الوضع الحساس الراهن، وبالتالى فإن الضربات الصاروخية للغرب ضد التحالف المكون من سوريا وإيران ونظام الأسد، لا يعلم أحد أين ستنتهى المواجهة، وألقت الصحيفة اللوم على وسائل الإعلام التى صورت الحرب الأهلية فى سوريا على أنها تدور بين جانب الأسد «الشرير»، وأى جانب معاد «طيب»، وهو ما أصبح يشكل عبئًا على الساسة فلا أحد منهم يرغب فى أن يتلقى اللوم أو التقريع من الشعوب على التفاوض مع «الشيطان»، وهو ما يعنى أن الحرب فى الغالب ستتأجج بشكل أكبر.