الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مايا أنجلو.. المرأة التي هزمت العنصرية

مايا أنجلو
مايا أنجلو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت أمريكا تعج بالصراعات بين البيض والسمر، الحياة عصيبة، ولون بشرتك هو من يحدد التعامل معك، وفي ظل تلك الظروف التاريخية، في مطلع القرن العشرين، وتحديدا 1928، ولدت الشاعرة والناشطة في مجال الحقوق المدنية مايا أنجلو، واستطاعت معرفة كيفية الاستفادة من نشأتها الصعبة.
مَن مايا أنجيلو؟ 
ولدت مايا مارغريت آني جونسون في منطقة سانت لويس، ميزوري في الولايات المتحدة، في 4 أبريل 1928.
عاشت حياة طويلة وسعيدة بعد طفولةٍ مضطربةٍ وتوفيت في عام 2014 عن عمر يناهز 86 عامًا، وحازت الوسام الوطني للفنون ووسام الحرية الرئاسي.
لفتت رواية أنجلو الذاتية "أعرف لماذا يغرّد الطائر الحبيس" الأنظار وسلّطت الضوء عليها، والتي روت فيها قصة حياتها حتى سن الـ17 متناولة قضايا العرق والهوية والعائلة والسفر.
وبعد التحدّث عن معاناتها في سنواتها الأولى أصبحت مايا، التي عملت راقصة بملهى ليلي في صغرها، المتحدث الرسمي باسم أصحاب البشرة السمراء والنساء، وكسبت احترام الكثير من الناس حول العالم.
في سن الثالثة، وفي أعقاب طلاق والديها، أرسلت أنجلو وشقيقها بيلي جونيور (4 سنوات) على متن قطار ليعيشا مع جدتهما آني هندرسون في منطقة ستامبس في أركنساس. وبعد أربع سنوات، ودون سابق إنذار، جاء والدهما بيلي جونسون الأب إلى ستامبس وأخذهما ليعيشا مع والدتهما فيفيان جونسون. 
وفي سنّ الـ 8 سنوات، تعرّضت للاغتصاب من رجل يدعى فريمان وهو حبيب والدتها. 
أخبرت أنجلو شقيقها، وأثبتت إدانة فريمان بالاغتصاب لكن سُجن ليوم واحد فقط. وبعد أربعة أيام من إطلاق سراحه، قُتل فريمان في عملية انتقامية يعتقد أن أعمام مايا قاموا بها.
شعرت مايا بالرعب، ورفضت الكلام لمدة 5 سنوات موضحةً: "ظننت أنّ صوتي قتله، قتلت هذا الرّجل لأنني تفوّهت باسمه. ثم فكّرت بعدم التكلّم مجدّدًا؛ لأن صوتي قد يقتل أحدًا".
بعد ثلاثة أسابيع من تركها المدرسة في سنّ الـ17، أنجبت مايا ابنها كلايد الذي غير اسمه لاحقًا إلى جاي جونسون.
مايا أنجيلو كاتبة
انتقلت مايا إلى نيويورك في عام 1959 للتركيز على مهنة الكتابة، وانضمت إلى نقابة الكتّاب السّود "هارلم رايترز". حتى ذلك الحين، كانت مايا تعمل راقصة، وأصدرت ألبومًا بعنوان "الآنسة كاليبسو" في عام 1957 والذي أعادت إصداره في عام 1996.
التقت مايا، زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ في عام 1960، وتشجّعت لتصبح ناشطة. وفي عام 1968 طلب منها مارتن لوثر كينغ الانضمام إلى مسيرته لكن بعد موافقتها اغتيل في يوم عيد ميلادها الأربعين قبل حدوث المسيرة.
نجح صديق مايا جيمس بالدوين في نهاية المطاف من تجريد مايا من اكتئابها ونشرت كتاب "أعرف لماذا يغرّد الطائر الحبيس" في عام 1969، وهنا كانت نقطة انطلاقها، حيث ذكرت أهم المراحل والمحطات التي مرت بها في حياتها، ومعانتها في طفولته، الأمر الذي جعل اسمها يبدأ في الظهور على الساحة كإحدى النساء اللاتي يطالبن بحقوق أصحاب البشرة السمراء.
وقد حقّقت مذكراتها أفضل مبيعات لكتاب واقعي بقلم امرأة أفريقية أميركية. في عام 1971 نشرت مجموعتها الشعرية بعنوان Just Give Me a Cool Drink of Water ‘for I Die والتي ترشحت لنيل جائزة بوليتزر.
كتبت قصيدة On the Pulse of Morning التي تعدّ واحدةً من أهمّ وأشهر أعمالها، وقد ألقتها خلال تنصيب الرئيس بيل كلينتون Bill Clinton عام 1993. حصلت على العديد من التكريمات خلال حياتها بما فيها Image Awards من قبل NAACP عن فئة الأدب الواقعي في عامي 2005 و2009.
أصدرت "مايا" سبع سير ذاتية وخمسة كتب في فن المقال والعديد من المجموعات الشعرية، التي تتحدث فيها عن معاناة السمر، حتى توفيت عام 2014 بعدما نالت احترام الجميع، وحجزت مقعد بين أشهر من دافعوا عن الأمريكيين السمر، فهزمت العنصرية بالحب وحررت نفسها وكثيرًا من السود.