الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حان وقت التكاتف والتماسك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأيام الثلاثة القادمة هى أيام التحدى وإثبات إرادة المصريين المتجددة بالإصرار على التمسك باستقلالية القرار المصرى بعيدًا عن أى ابتزاز والحفاظ على التراب الوطنى وعدم إعطاء أى أجنبي أو دولة أجنبية التدخل فى الشئون الداخلية لبلدنا.
حان وقت التكاتف والتمسك بضرورة النزول لصناديق الانتخابات لإعلان إرادتنا بأننا نقف وراء من يحل مشاكلنا ويعلو بطموحاتنا، ويعيد لنا مشاريعنا القومية لتكون طريقنا للخلاص من المشاكل الاقتصادية.
غدًا الإثنين أول أيام الانتخابات الرئاسية، وهو يوم الشعور بالعزة والوطنية ورفض الجور والظلم والاستسلام للأمر الواقع والإرهاب، وكذلك رفض التدخل فى شئوننا الداخلية.
اليوم سيرسل الشعب المصرى أهم رسالة فى تاريخه الوطنى لكل العالم أن المصريين يعتزون بإراداتهم الانتخابية وكبريائهم وإجماعهم على الوقوف مع المصلحة العامة التى تهم المجموع وليس الأقلية المستغلة التى تبحث فى كل العصور ومع كل الأنظمة، عن أدوار لخدمة مصالحها الشخصية وفى هذه الأجواء ستتميز الفترة المقبلة بكثرة الخدمات للناس مقابل تقلص الضرائب، وأن يتم النظر إلى المواطن المصرى باعتباره هو الأصل والجزر والوطن، وأن يرتفع تقديره وثمنه مثل كل شىء فى مصر يرتفع سعره وأن يقل الاستيراد حتى لا نصل إلى أن يكون المصرى نفسه عرضة للتصدير.
هناك فوضى ارتفاع الأسعار وفى دول العالم هناك غلاء، لكن الدول تحتاط لهذا الأمر وتتخذ خطوات لمواجهته والتخفيف من حدته لصالح مجموع الناس، أما فى مصر فالأمر متروك للمصادفة والمواطن متروك لقدره.
غدًا سيتم حسم أمور كثيرة وليس القفز فوقها وهذا يأتى بالإجماع والوقوف أمام صناديق الانتخابات للتمسك بالاستقرار والأمان، والذى تتولد من خلاله كل السبل لمواجهة الغلاء وارتفاع الأسعار ومحاربة الفساد والاحتكار فى مواجهة النجاحات التى جرت خلال الفترة الماضية، بدأ الإرهابيون وأهل الشر التشويش وبث الشائعات المغرضة لتعطيل الإنجاز وحصد الثمار. مرة بإشاعة رفع الأسعار وفرض ضرائب جديدة بعد الانتخابات، ومرة أخرى بادعاء إلغاء بطاقات التموين وغيرها من الشائعات التى تنكسر على أرض الواقع، وتفشل كل هذه المحاولات؛ لأن المصريين لا تنطلى عليهم هذه المحاولات الفاشلة. فترة الرئاسة المقبلة لن تكون كما قبلها معاناة وارتفاع الأسعار، بل ستكون مرحلة قطف الثمار باعتبار أن كل عوامل التقدم والنجاح بدأت تتحقق بإتمام المشروعات القومية وربط سيناء بمدن الإسماعيلية وبورسعيد والسويس عن طريق أنفاق القناة الجديدة لتصبح سيناء مصدر الخير والنماء والاستثمار.
تكفى المقارنة بين ظروف السنوات الماضية وظروف اليوم للقول إن مصر تأسس للربيع المصرى الحقيقى.
وترتيبًا على ذلك؛ فإن دعوات المقاطعة هى تهرب من المسئولية الوطنية التى تستوجب النزول للانتخابات لتعزيز دور مصر الإقليمى والدولى وحماية أمنها القومى على كل المستويات، خصوصًا أن القوى المتربصة والمعادية لنا تستغل كل صغيرة وكبيرة وتردها لنا سهاما مسمومة. والنزول لصناديق الانتخابات ليس معناه أن الناس راضية عن الواقع الذى تعيشه، لكن الوقوف أمام صناديق الانتخابات هو تعبير عن إرادة التغيير والإصرار على خلق واقع جديد يحقق آمال وتطلعات المصريين، وهذا الواقع الأفضل يأتى باستكمال المشروعات القومية، وبدء مشروعات جديدة تقفز بمصر إلى مستوى يليق بشعبها ويحقق مطالبه وجنى ثمار معاناته وصبره.
وبمقدار ما كانت ظروفنا اليوم أحسن، بمقدار ما هى سيئة بالنسبة لقوى الشر وتوابعها (تركيا- قطر) الجماعات الإرهابية، الإرهاب الآن يتقلص فى سيناء واقتربت ساعة تطهيرها وإعلان الانتصار والاحتفال به. النظام التركى يتورط فى عفرين بشمال سوريا ويتكبد خسائر كبيرة ويستنزف اقتصاده، ومعظم الدول الأوروبية احتجت وانتقدت الغزو التركى بشمال سوريا، وفى طريقها لاتخاذ مواقف مشددة ضد النظام التركى ورئيسه أردوغان، والسؤال الآن: هل سيتحمل النظام التركى كل هذه الانتقادات والضغوط والتكاليف الباهظة- سؤال الأيام المقبلة ستجيب عنه.
قطر باعت حلفاءها وأعلنت وضع ١٩ شخصًا على قائمة الإرهاب فى استجابة لأحد مطالب دول المقاطعة العربية، وهى أول قائمة للإرهاب تصدرها قطر، والبقية ستأتى خلال الفترة المقبلة بركوع وسجود قطر تحت الضغوط العربية والدولية المعادية للإرهاب، والدول التى ترعاه البلد اليوم.
البلد اليوم يقف على قدميه ويحين موعد الانتخابات الرئاسية فى وقت ينتعش الأمل بأن السنوات العجاف قد مرت، وأن كل محاولات وأد آمال وطموحات الشعب المصرى قد ولت إلى غير رجعة، لقد استعملت وما زالت تستعمل كل أساليب التهذب والتهويل، ولم تؤد إلى أى نتيجة تذكر، ولن تؤدى، وها هى تأتى الانتخابات الرئاسية لتعزز الآمال لتكاتف الناس وتحملهم المسئولية فى اختيار من يحقق آمالهم وطموحاتهم، ويحافظ على إرادتهم وإعادة البلد للسكة الصحيحة. وعلى خلفية السنوات الماضية نقول إنه من أراد زرع الرعب فى قلوب الجميع لن يحصد سوي عاصفة التمسك بالحرية، حرية الوطن والناس والدفاع عنهما إلى النهاية، إن ما يحتاج إليه المصريون من يعرف كيف يحكم ويحل مشاكل الوطن والمواطن. وها هو سؤال الساعة: هل سيتكرر ٣٠ يونيو مرة أخرى أمام صناديق الانتخابات للقضاء على كل المخططات المعادية لمصر؟